ونقلت صحيفة "شبيغل" على موقعها الإلكتروني أن السيناتور الديمقراطي، إليوت إنجيل، وزميله بوب مننديز تقدما معا بمقترح قانون بهذا الشأن، مشيرة إلى إنجيل وصف قرار ترامب بسحب الجنود من ألمانيا بـ"الكارثي".
وقال إن خفض عدد القوات هناك يعرض الأمن القومي الأميركي للخطر، قبل أن يضيف "قانوننا سيمنع الحكومة من تنفيذ هذه السياسة الكارثية". من جهته، اعتبر مننديز أن الولايات المتحدة الأميركية تعتمد على ألمانيا كموقع مهم، يدعم المصالح القومية الأميركية في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
إلى ذلك، أبرزت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، أن ترامب سيواجه عراقيل إذا ما طلب نقل الجنود بشكل تعسفي، بينها أن الانسحاب يكلف أموالا، في وقت يحظر القانون الأميركي استخدام أموال الدولة لخفض القوات في أوروبا من دون موافقة الكونغرس.
وأوضحت الشبكة أن الكونغرس في إمكانه حجب الأموال بالاستناد لقانون يمنع الإنفاق على تحركات القوات الأميركية من ألمانيا ما لم يظهر الرئيس وقبل ستة أشهر أن هذه الخطورة لصالح الأمن القومي لبلاده. في المقابل، يمكن للكونغرس أن يقرر ويطلب سحب القوات، أو أن تطلب ألمانيا من الولايات المتحدة القيام بذلك.
ويبدو أن الديمقراطيين يتكلون على عدد لا بأس به من النواب الجمهوريين الرافضين لفكرة سحب القوات من ألمانيا التي تحتضن العدد الأكبر من الجنود الأميركيين في القارة العجوز، وعبروا عن انتقادهم لترامب علنا، ومع فإن ذلك لا يعني أن مقترح الديمقراطيين يمكن تمريره بسهولة بالكونغرس.
في غضون ذلك، رفضت الحكومة الألمانية اتهامات ترامب بفشلها بالوفاء بالتزاماتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإنفاقها القليل من المال على الدفاع، وكذا تعاملها بشكل سيئ في القضايا التجارية.
واعتبر وزير الخارجية، هايكو ماس، أخيرا في مقابلة مع "دويتشه فيله"، أن ألمانيا فعلت الكثير وتولت مسؤوليات كبيرة في منطقة الساحل الإفريقي وكذلك في أفغانستان.
وأعرب عن اعتقاده بأنه ليس من مصلحة أميركا بأن تنفصل عن أوروبا في مجال السياسة الأمنية، من دون أن يستبعد أهمية قيام الأوروبيين بفعل المزيد من أجل أمنهم بخلق ركيزة أوروبية داخل حلف شمال الأطلسي.
أما وزيرة الدفاع، أنيغريت كرامب كارينباور، فردت على قرار ترامب، وفق ما ذكرت "دي تسايت"، بأن "حلف شمال الأطلسي ليس منظمة تجارية والأمن ليس سلعة"، موضحة أن الحلف يقوم على التضامن والثقة وعلى المصالح الأمنية المشتركة.
من جانب آخر، دعا الصحافي آلان بوزنر في تعليق بصحيفة "دي تسايت" يوم أمس، ألمانيا إلى الاستفادة من الدرس من خطوة ترامب للخروج من الأوهام، والاعتماد على أنفسهم في حماية أمنهم.
وقال إن برلين تضحي دائما بالمصالح الأمنية للتحالف على حساب مصالحها الاقتصادية الخاصة، في وقت يظهر فيه ترامب بأنه أول رئيس أميركي يأخذ شكاوى البولنديين ودول البلطيق حول تحالف الغاز الألماني الروسي على محمل الجد، وذلك في إشارة إلى خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2"، الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مباشرةً عبر بحر البلطيق.
وأقرّ في المقابل، بأن الأمن الدولي الذي تؤمنه القوات المسلحة الأميركية إلى حد كبير، يضمن عمليات الاستيراد والتصدير لألمانيا، لكنه أضاف أنه من العار أن تنفق الدول الأوروبية مجتمعة ما يقرب نصف ما تنفقه الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي.