وأوضحت المندوبية في بيان أصدرته بمناسبة الحملة الوطنية والدولية للتعبئة من أجل القضاء على العنف ضد النساء، أنها قامت ببحث ميداني شمل جميع جهات المغرب في الفترة ما بين فبراير/شباط ويوليو/تموز 2019، وشمل عيّنة تضم 12 ألف فتاة وامرأة، إلى جانب 3 آلاف فتى ورجل، تراوح أعمارهم بين 15 و74 سنة.
وأظهرت النتائج الأولية لهذا البحث، أن أكثر من نصف النساء والفتيات المغربيات اللواتي يفوق سنهم 15 عاماً، والبالغ عددهن الإجمالي 13 مليونا ونصف المليون، تعرّضن لأحد أنواع العنف خلال العام السابق، أي تحديدا نسبة 57 بالمائة.
وأكدت المندوبية أنه ورغم هذه المعطيات، فإن العنف تراجع خلال السنوات العشر الماضية، وخاصة في المجال الحضري (المدن)، إذ انخفض بنسبة 10 بالمائة. وشمل الانخفاض بشكل رئيسي العنف النفسي، فيما ارتفعت نسبة العنف الاقتصادي والعنف الجنسي.
وسجّلت المندوبية وجود اتجاه عام نحو انخفاض العنف في المدن، مقابل ارتفاعه في القرى. ويظل العنف الممارس في الفضاء المنزلي الذي يشمل العنف المرتكب من لدن الشريك والأسرة (بما في ذلك أسرة الشريك) الأكثر انتشارا بنسبة 52 بالمائة، حيث اعترفت أكثر من 6 ملايين امرأة بتعرّضهن لهذا النوع من العنف، في حين شهدت مجالات الحياة الأخرى تراجعا في نسبة انتشار العنف خاصة في الأماكن العامة.
وبلغ معدل انتشار العنف في الفضاء الزوجي خلال سنة 2019، 46 بالمائة، أي أنه مسّ أكثر من 5 ملايين امرأة تراوح أعمارهن ما بين 15 و74 سنة، واللواتي قالت المندوبية إنهن ضحايا العنف المرتكب من طرف الزوج أو الزوج السابق أو الخطيب أو الشريك الحميم.
وتظل النساء المتزوجات الأكثر عرضة للعنف الزوجي، إذ تبلغ نسبة المعنفات منهن 52 بالمائة، ثم الشابات اللائي تراوح أعمارهن بين 15 و24 سنة، إذ تعرّض 59 بالمائة منهن للعنف، ثم فئة النساء ذوات المستوى التعليمي المتوسط 54 بالمائة، والعاطلات من العمل 56 بالمائة.
وعن مواصفات الشريك الذي يُقدم على ممارسة العنف ضد المرأة، قالت المندوبية إن معدل انتشار العنف يرتفع بشكل خاص بين النساء ذوات شريك عاش في بيئة يسودها العنف المنزلي أو شاب يراوح عمره بين 15 و34 سنة أو حاصل على مستوى تعليمي ثانوي إعدادي.
وصرحت 22 بالمائة من التلميذات والطالبات بتعرضهن للعنف في مؤسسات التعليم والتكوين. وترتكب حالات العنف من طرف زملاء الدراسة للضحايا أو من طرف الأساتذة أو من طرف أشخاص غرباء عن المؤسسة.
ومع تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة وتوسيع الشبكات الاجتماعية، برز شكل آخر من أشكال العنف يسمى "العنف الإلكتروني" يطاول ما يقارب 1.5 مليون امرأة. وأوضحت المندوبية أن ممارسة هذا العنف تتم من خلال البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة. ويرتكب هذا النوع من العنف في معظم الحالات من قبل شخص مجهول.