أكثر المدن تلوثاً في العالم... القاهرة تتصدّر

في بحث حديث، تناول معدلات التلوث عالميًا، وشمل التلوث الهوائي والضوئي والضوضائي، جاءت القاهرة في المرتبة الأولى؛ لتكون أكثر مدن العالم تلوثًا من بين عشر مدن أخرى في عام 2018، تلاها دلهي وبكين وموسكو وإسنطبول وقوانتشو وشنغهاي وبوينس آيرس وباريس ولوس أنجلوس. بينما صُنفت المدينة السويسرية زيورخ أنظف مدينة في العالم. 

ومن المعروف أن التلوث بجميع أنواعه يؤثر سلبًا على صحة الإنسان ورفاهيته. ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن تسعة أشخاص من عشرة حول العالم يتنفسون هواءً ملوثًا، كما تقدر المنظمة وفاة سبعة ملايين تقريبًا سنويًا بسبب التعرض للجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء الملوث التي تخترق الرئتين والجهاز القلبي الوعائي (مكون من القلب والأوعية الدموية) متسببة في أمراض مثل السكتة وأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض الانسداد الرئوي المزمن والأمراض التنفسية، بما في ذلك الالتهاب الرئوي.

هل تقتصر أضرار التلوث على الإصابة بالأمراض الجسدية؟
من خلال دراسة ثلاثية الأطراف، أجراها ثلاثة باحثين من جامعة بكين نورمال وجامعة ييل وجامعة بكين، توصلوا إلى وجود رابط بين تلوث الهواء والتدهور المعرفي (الإدراكي) لدى الإنسان. وبذلك، يتوافر دليل جديد يشير إلى إمكانية تسبب تلوث الهواء في الضرر الذهني.

واستكمالاً لنتائج دراسات سابقة متعلقة بهذا الموضوع، وتأسيسًا عليها، أجرى الباحثون اختبارات رياضية ولفظية (شفهية) لـ25000 شخص من الجنسين، تترواح أعمارهم ما بين المراهقة والشيخوخة، يعيشون في 162 مقاطعة في الصين، وقارنوا النتائج على ضوء معدلات تلوث الهواء التي يتعرضون إليها. فخلصوا إلى وجود علاقة عكسية بين ارتفاع معدلات التلوث وانخفاض درجات المشاركين خاصة كلما تقدم الأشخاص في العمر (كلما كان معدل التلوث الذي تعرض له المشارك مرتفعاً، انخفضت درجاته في الاختبارات؛ مما يعني مزيد من التدهور المعرفي). كما لاحظوا عِظم التأثير على الذكور خاصة، ممن يتلقون تعليمًا متدنيًا. ويرجح الباحثون أن يكون تدني مستواهم التعليمي سببًا اضطرهم إلى اللجوء للعمل في مجالات جعلتهم عرضة أكثر من غيرهم للهواء الملوث، ومن ثم ارتفاع نسبة التدهور المعرفي لديهم. ولأن التدهور المعرفي كان يحدث تدريجيًا بمرور الوقت؛ اعتبر الباحثون ذلك بمثابة مؤشر قوي يبين أن تلوث الهواء سببًا في ذلك التدهور أكثر من الأسباب الأخرى. ويشير الباحثون إلى أن نتائج دراستهم تقدم دليلاً إضافيًا على أن التعرض إلى الهواء الملوث على المدى الطويل يسبب تدهورًا في القدرات المعرفية. كما أشاروا إلى توصلهم إلى بعض الأدلة على وجود زيادة في معدل الأمراض التنكسية العصبية.
يقر الباحثون بأنهم لم يتوصلوا إلى الطريقة التي من خلالها يتسبب التلوث في التدهور المعرفي، لكنهم يرتؤون أن له تأثيرًا على المادة البيضاء في الدماغ، لما لها من دور حيوي في تنسيق عمليات التواصل بين مناطق الدماغ.