لا توجد معطيات دقيقة حول عدد مسلمي العالم الأوروبي، لكنّ اليمين المتطرف وآلته الإعلامية الضخمة وسياسييه، لا يتورّعون عن التحذير من الخطر الإسلامي المقبل، في ظل فوبيا الإرهاب وما يتولّد عنها.
وعلى سبيل المثال، من بين 5.5 ملايين إنسان دنماركي لا يوجد سوى حوالي 260 ألف مسلم (نصفهم من البلدان العربية)، وذلك وفقاً لأرقام رسمية (بنسبة 4.7 بالمائة) توصّل إليها الباحث في جامعة كوبنهاغن في قسم الدراسات الإقليمية والثقافية المشتركة، بريان أرلو ياكوبسن (والتقرير يستند إلى أرقام مركز الإحصاء الرسمي). لكن، في الشارع الجوابُ مختلف تماماً، بحسب الكثير من مراكز قياس الرأي "ميغافون"، حيث يظن المواطنون أن الأمر ليس أقل من 10 بالمائة، أي أكثر من نصف مليون مسلم.
اقــرأ أيضاً
وفي النمسا، بحسب ما ذكر لـ "العربي الجديد" في فيينا، مدير المركز الإسلامي ومكتب رابطة العالم الإسلامي الإقليمي، الدكتور هاشم المحروقي الإدريسي، فإن "المركز الإسلامي الذي يضم المسجد الكبير، تم التأسيس له من أيام الملك فيصل، وأكمله الملك خالد في زمن المستشار برونو كرايسكي. لكن علاقة الإسلام بالنمسا قديمة جدًا. لهذا، فلإسلام لا يعتبر غريبا عن المجتمع هنا". المركز يقدم خدمات لتعليم العربية لغير الناطقين "ويعزز اللحمة الاجتماعية، ويقدم أرضية بعيدا عن الفئوية والطائفية"، وفقاً للدكتور الإدريسي.
ويعتبر الإدريسي أنه ليس هناك فرق بين مسلم نمساوي وغير نمساوي "فالجيل الجديد يعتبر نفسه نمساويا، وإن كان أصله بوسنياً أو غيره من العرب. عدد المسلمين يقدر بحوالي 700 ألف. وهؤلاء في أغلبهم يحملون الجنسية النمساوية، ومعظمهم أصبح من الجيلين الثاني والثالث، إضافة إلى النمساويين الأصليين الذين دخلوا الإسلام. فاحترام المسلمين وفقا للقوانين، رغم أصوات العنصريين، أمر موجود في هذا المجتمع الذي يحاول اليمين المتطرف تأليبه على كل من هو من أصل مهاجر. لهذا لم ينجح مرشحهم، لأن البغضاء غير مقبولة في مثل هذا المجتمع".
تلاعب في الأرقام
لا يختلف الأمر كثيراً في فرنسا، فالتضخيم أيضا سمة طاغية. فمبجرد أنه خلال 10 سنوات (بين 2004 و2014) ازدادت قاعات الصلاة من 1600 إلى 2450، بدأت حالة الصراخ عن "تكاثر المسلمين"، وسَرَت عملية تخويف رهيبة استُغلت وتستغل سياسيا حتى يومنا.
اقــرأ أيضاً
وإذا كان تقرير بيو ينطلق من أن المسلمين في فرنسا يمثلون 7.5 في المائة من سكان فرنسا، ويتنبأ بأن نسبتهم ستصل سنة 2050 إلى 9 في المائة من عموم الفرنسيين، في حالة انعدام هجرة جديدة، بل يمكن أن يصلوا إلى ما 10.9 في المائة، في حالة وقوع هجرة جديدة، فإن قراءة هذه الإحصاءات تستلزم، أصلا، تأكيدها وقبول منهجياتها، وهو ما يشكك فيه باحثون فرنسيون كُثُر. وفي نفس الآن يصبح مادة دسمة لليمين المتطرف لإبراز خشيته من "أسلمة" فرنسا.
وبالرغم من أن الرقم الحقيقي يصعب تحديده رسميا، لكن وزارة الداخلية الفرنسية في 2013 تقدّر عدد معتنقي الإسلام بين 4 و5 ملايين، وهو أمر يصعب تأكيده أو نفيه.
وإذا كانت لغة الأرقام التي تريد تحديد عدد مسلمي فرنسا تصطدم بعوائق قانونية ومنهجية، إلا أن ما ورد فيها فيما يخصّ نسبة الفرنسيين الذين لديهم موقف سلبي من المسلمين، وهو 29 في المائة، يستحق التعليق والقراءة. وهي نسبة، كما يقول لنا الباحث الفرنسي مالك بزوح، تثير الارتياح، لأنها تناقض طروحات اليمين المتطرف، الذي يلعب على وتر رفض المسلمين توسيع قاعدته الانتخابية، ولأنه رقمٌ "يضع المجتمع الفرنسي أكثر تسامحا مع المسلمين مقارنة مع باقي المجتمعات الأوروبية". كما أنه، يضيف مالك بزوح، "رقم يذكرنا برقم سابق صادر عن معهد بيو، سنة 2006، يقدم فرنسا باعتبارها البلد الذي يضع فيه مسلموه انتماءهم للأمّة الفرنسية قبل أي انتماء ديني (أكثر من بريطانيا وألمانيا).
اقــرأ أيضاً
إسبانيا...
ووفقاً لأكبر تجمع إسلامي "اتحاد الجمعيات الإسلامية"، يقدّر عدد المسلمين في إسبانيا بين مليون وثمانمائة ألف إلى مليوني نسمة. وذلك حسب إحصائيات عام 2016، في بلد تعداده السكاني يتجاوز الـ46 مليون نسمة.
النسيج المكون لهذه الكتلة السكانية يتألف من مسلمي شمال أفريقيا، خاصة من أبناء الجالية العربية المغربية، بالإضافة إلى عدد من المسلمين المتجنسين من غير العرب والإسبان الذين اعتنقوا الإسلام، والذين يشكلون تقريباً 30% من هذا المجموع.
عند الحديث عن المسلمين في إسبانيا، يجب الأخذ في الاعتبار حيثية مهمة جداً، ألا وهي اعتراف الدولة الإسبانية بالإسلام كدين رسمي في البلاد، هذا الاعتراف وثّق في سنة 1992 عن طريق الاتفاق الذي تم توقيعه بين المفوضية الإسلامية والدولة الإسبانية ممثلة بوزارة العدل. يتضمن هذا الاتفاق أربعة عشر بنداً تفصّل حقوق المسلمين في إسبانيا، من بينها حق بناء المساجد، وحق تنظيم أمور الجالية المسلمة، وعدد من قوانين الأحوال الشخصية وغيرها.
إيطاليا...
أما في إيطاليا، حاضنة الفاتيكان، لا تتردد التيارات المتطرفة في دعم التخوف من المهاجرين بشكل عام، والعرب والمسلمين بشكل خاص. تلك الجالية الفتية التي تصل نسبة عدد الأولاد في العائلة إلى 3.1 مقارنة مع 2.3 بالنسبة لباقي السكان، حسب تقرير ISTAT المركز الوطني للإحصاء.
ومع أن النظرة السلبية للمسلمين في الغرب قد وصلت إلى 69%، حسب تقرير بيو لعام 2016، إلا أن تزايد عدد المسلمين هو حالة طبيعية بسبب تواجدهم في مجتمعات ذات معدل زيادات منخفض.
أما عن تهديد القيم والثقافة الغربية، فمن الواضح جليا أن عدم وجود مؤسسات منظمة ومدعومة كتلك مثلا التي تنشطها الكنيسة لن تستطيع الجاليات المسلمة كحد أقصى أن تنظم صلاة عيد جماعية دون التخبط مثلا بإفتاءات ومرجعيات مختلفة بينما يسهم هذا الخطاب فقط في إثارة الكراهية والخوف للاستثمار السياسي فقط.
اقــرأ أيضاً
20 مليون مسلم في روسيا...
تشير استطلاعات الرأي إلى تباين مواقف الروس حيال الإسلام والمسلمين، إذ أظهر استطلاع أجراه "المركز الروسي لدراسة الرأي العام" أن نحو ثلث الروس لهم معارف من المسلمين، بينما اعتبر ربع المستطلعين آراؤهم أن الإسلام يؤدي دوراً إيجابياً في روسيا الحديثة، مقابل نفس العدد يعتبرونه سلبيا.
إلا أن مواقف الروس من دور الإسلام في العالم أجمع، أظهرت استقطابا أكبر، إذ اعتبره 20 في المائة فقط إيجابيا و40 في المائة سلبيا.
وفي غياب إحصاءات دقيقة، يقدّر عدد المسلمين في روسيا بنحو 20 مليون شخص، ويتركز أغلبهم في الجمهوريات ذات الأغلبية المسلمة في شمال القوقاز الروسي، بالإضافة إلى جمهوريتي بشكيريا وتتارستان.
ويقيم نحو مليوني مسلم في العاصمة موسكو التي تستقبل أعدادا كبيرة من المهاجرين من الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى، وفي مقدمتها طاجيكستان وقرغيزيا وأوزبكستان، نظرا لمعدلات أجور أعلى وإمكانيتهم دخول روسيا من دون الحصول على تأشيرة.
اقــرأ أيضاً
قارتا أميركا وأستراليا
لا تتعدى نسبة المسلمين في الولايات المتحدة الـ1 بالمائة، بل هي أقل من ذلك، لكن قد يخيل لمتابع نشرات الأخبار وانشغال الرأي العام الأميركي بهم أن نسبتهم قد تفوق العشرة أو العشرين بالمائة. لكن هذا الانشغال النابع عن علاقة معقدة بين الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وبين دول الشرق الأوسط، التي أغلب سكانها من المسلمين، ينعكس بكل تعقيداته السلبية على المسلمين الأميركان أنفسهم. ولا يأخذ هذا الانشغال بنظر الاعتبار أن "إسلام" حوالي ثلاثة ملايين مسلم أميركي يختلف باختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم، ناهيك عن درجات إيمانهم أو تديّنهم وشخصياتهم، إضافة إلى كون هويتهم الثقافية، خاصة المولودين في الولايات المتحدة، ذات مكون أميركي بشكل رئيسي.
وأغلب المسلمين في الولايات المتحدة من المهاجرين، وتعود أصولهم إلى أكثر من 77 دولة. وبحسب "مجلس العلاقات الخارجيّة"، فإن نسبة التعليم وحمَلَة الشهادات بين المسلمين في الولايات المتحدة من أعلى النسب بين الأقليات الدينية، حيث تأتي في المرتبة الثانية بعد اليهود الأميركان، والذين تصل نسبتهم كذلك إلى واحد بالمائة فقط من السكان في الولايات المتحدة، ويحتلون أعلى نسبة من حملة الشهادات الجامعية بين الأقليات الدينية. أما النساء المسلمات، فإن نسبة حملة الشهادات الأكاديمية والعالية من بينهن أعلى من نسبة حملة الشهادات الأكاديمية من الرجال المسلمين.
وبالنسبة لأستراليا، فإن عدد المسلمين في أستراليا- وفقا لآخر إحصاء سكاني في عام 2011- هو قرابة النصف مليون (2.2 % من إجمالي عدد السكان)، ولكن يعتقد أن العدد الفعلي الآن قد تجاوز المليون مسلم، والسبب أن الكثير من المسلمين لا يذكرون ديانتهم في استمارات الإحصاء السكاني، خوفاً من مراقبة الدولة لهم (يبدو أنه وهم يعيشه أغلب المسلمين المهاجرين). تم عمل إحصاء سكاني في 2016 ولم تصدر التقارير الرسمية بعد.
اقــرأ أيضاً
وفي البرازيل، وفي حديث "العربي الجديد" مع الشيخ خالد رزق تقي الدين، الأمين العام لمشايخة البرازيل ومدير الشؤون الإسلامية في الاتحاد الوطني الإسلامي، يقدّر تقي الدين عدد المسلمين في هذه القارة "ما يقارب أربعة ملايين مسلم، حيث لا توجد إحصائية دقيقة عن أعداد المسلمين. وتضم هذه الجالية العرب المسلمين الذين هاجروا إلى بلاد أميركا اللاتينية، وتضم أيضا الكثير من الأميركيين الذين اعتنقوا الإسلام أو عائلاتهم اعتنقت الإسلام".
(معدو التقرير: كوبنهاغن- فيينا- ناصر السهلي، باريس- محمد المزديوي، مدريد- ميساء حجاج، روما- إياد حافظ، نيويورك- ابتسام عازم، ساو باولو- أنس عبيد، ملبورن- أستراليا – منذر حمدوش، موسكو- رامي القليوبي)
وعلى سبيل المثال، من بين 5.5 ملايين إنسان دنماركي لا يوجد سوى حوالي 260 ألف مسلم (نصفهم من البلدان العربية)، وذلك وفقاً لأرقام رسمية (بنسبة 4.7 بالمائة) توصّل إليها الباحث في جامعة كوبنهاغن في قسم الدراسات الإقليمية والثقافية المشتركة، بريان أرلو ياكوبسن (والتقرير يستند إلى أرقام مركز الإحصاء الرسمي). لكن، في الشارع الجوابُ مختلف تماماً، بحسب الكثير من مراكز قياس الرأي "ميغافون"، حيث يظن المواطنون أن الأمر ليس أقل من 10 بالمائة، أي أكثر من نصف مليون مسلم.
وفي النمسا، بحسب ما ذكر لـ "العربي الجديد" في فيينا، مدير المركز الإسلامي ومكتب رابطة العالم الإسلامي الإقليمي، الدكتور هاشم المحروقي الإدريسي، فإن "المركز الإسلامي الذي يضم المسجد الكبير، تم التأسيس له من أيام الملك فيصل، وأكمله الملك خالد في زمن المستشار برونو كرايسكي. لكن علاقة الإسلام بالنمسا قديمة جدًا. لهذا، فلإسلام لا يعتبر غريبا عن المجتمع هنا". المركز يقدم خدمات لتعليم العربية لغير الناطقين "ويعزز اللحمة الاجتماعية، ويقدم أرضية بعيدا عن الفئوية والطائفية"، وفقاً للدكتور الإدريسي.
ويعتبر الإدريسي أنه ليس هناك فرق بين مسلم نمساوي وغير نمساوي "فالجيل الجديد يعتبر نفسه نمساويا، وإن كان أصله بوسنياً أو غيره من العرب. عدد المسلمين يقدر بحوالي 700 ألف. وهؤلاء في أغلبهم يحملون الجنسية النمساوية، ومعظمهم أصبح من الجيلين الثاني والثالث، إضافة إلى النمساويين الأصليين الذين دخلوا الإسلام. فاحترام المسلمين وفقا للقوانين، رغم أصوات العنصريين، أمر موجود في هذا المجتمع الذي يحاول اليمين المتطرف تأليبه على كل من هو من أصل مهاجر. لهذا لم ينجح مرشحهم، لأن البغضاء غير مقبولة في مثل هذا المجتمع".
تلاعب في الأرقام
لا يختلف الأمر كثيراً في فرنسا، فالتضخيم أيضا سمة طاغية. فمبجرد أنه خلال 10 سنوات (بين 2004 و2014) ازدادت قاعات الصلاة من 1600 إلى 2450، بدأت حالة الصراخ عن "تكاثر المسلمين"، وسَرَت عملية تخويف رهيبة استُغلت وتستغل سياسيا حتى يومنا.
وإذا كان تقرير بيو ينطلق من أن المسلمين في فرنسا يمثلون 7.5 في المائة من سكان فرنسا، ويتنبأ بأن نسبتهم ستصل سنة 2050 إلى 9 في المائة من عموم الفرنسيين، في حالة انعدام هجرة جديدة، بل يمكن أن يصلوا إلى ما 10.9 في المائة، في حالة وقوع هجرة جديدة، فإن قراءة هذه الإحصاءات تستلزم، أصلا، تأكيدها وقبول منهجياتها، وهو ما يشكك فيه باحثون فرنسيون كُثُر. وفي نفس الآن يصبح مادة دسمة لليمين المتطرف لإبراز خشيته من "أسلمة" فرنسا.
وبالرغم من أن الرقم الحقيقي يصعب تحديده رسميا، لكن وزارة الداخلية الفرنسية في 2013 تقدّر عدد معتنقي الإسلام بين 4 و5 ملايين، وهو أمر يصعب تأكيده أو نفيه.
وإذا كانت لغة الأرقام التي تريد تحديد عدد مسلمي فرنسا تصطدم بعوائق قانونية ومنهجية، إلا أن ما ورد فيها فيما يخصّ نسبة الفرنسيين الذين لديهم موقف سلبي من المسلمين، وهو 29 في المائة، يستحق التعليق والقراءة. وهي نسبة، كما يقول لنا الباحث الفرنسي مالك بزوح، تثير الارتياح، لأنها تناقض طروحات اليمين المتطرف، الذي يلعب على وتر رفض المسلمين توسيع قاعدته الانتخابية، ولأنه رقمٌ "يضع المجتمع الفرنسي أكثر تسامحا مع المسلمين مقارنة مع باقي المجتمعات الأوروبية". كما أنه، يضيف مالك بزوح، "رقم يذكرنا برقم سابق صادر عن معهد بيو، سنة 2006، يقدم فرنسا باعتبارها البلد الذي يضع فيه مسلموه انتماءهم للأمّة الفرنسية قبل أي انتماء ديني (أكثر من بريطانيا وألمانيا).
إسبانيا...
ووفقاً لأكبر تجمع إسلامي "اتحاد الجمعيات الإسلامية"، يقدّر عدد المسلمين في إسبانيا بين مليون وثمانمائة ألف إلى مليوني نسمة. وذلك حسب إحصائيات عام 2016، في بلد تعداده السكاني يتجاوز الـ46 مليون نسمة.
النسيج المكون لهذه الكتلة السكانية يتألف من مسلمي شمال أفريقيا، خاصة من أبناء الجالية العربية المغربية، بالإضافة إلى عدد من المسلمين المتجنسين من غير العرب والإسبان الذين اعتنقوا الإسلام، والذين يشكلون تقريباً 30% من هذا المجموع.
عند الحديث عن المسلمين في إسبانيا، يجب الأخذ في الاعتبار حيثية مهمة جداً، ألا وهي اعتراف الدولة الإسبانية بالإسلام كدين رسمي في البلاد، هذا الاعتراف وثّق في سنة 1992 عن طريق الاتفاق الذي تم توقيعه بين المفوضية الإسلامية والدولة الإسبانية ممثلة بوزارة العدل. يتضمن هذا الاتفاق أربعة عشر بنداً تفصّل حقوق المسلمين في إسبانيا، من بينها حق بناء المساجد، وحق تنظيم أمور الجالية المسلمة، وعدد من قوانين الأحوال الشخصية وغيرها.
إيطاليا...
أما في إيطاليا، حاضنة الفاتيكان، لا تتردد التيارات المتطرفة في دعم التخوف من المهاجرين بشكل عام، والعرب والمسلمين بشكل خاص. تلك الجالية الفتية التي تصل نسبة عدد الأولاد في العائلة إلى 3.1 مقارنة مع 2.3 بالنسبة لباقي السكان، حسب تقرير ISTAT المركز الوطني للإحصاء.
ومع أن النظرة السلبية للمسلمين في الغرب قد وصلت إلى 69%، حسب تقرير بيو لعام 2016، إلا أن تزايد عدد المسلمين هو حالة طبيعية بسبب تواجدهم في مجتمعات ذات معدل زيادات منخفض.
أما عن تهديد القيم والثقافة الغربية، فمن الواضح جليا أن عدم وجود مؤسسات منظمة ومدعومة كتلك مثلا التي تنشطها الكنيسة لن تستطيع الجاليات المسلمة كحد أقصى أن تنظم صلاة عيد جماعية دون التخبط مثلا بإفتاءات ومرجعيات مختلفة بينما يسهم هذا الخطاب فقط في إثارة الكراهية والخوف للاستثمار السياسي فقط.
20 مليون مسلم في روسيا...
تشير استطلاعات الرأي إلى تباين مواقف الروس حيال الإسلام والمسلمين، إذ أظهر استطلاع أجراه "المركز الروسي لدراسة الرأي العام" أن نحو ثلث الروس لهم معارف من المسلمين، بينما اعتبر ربع المستطلعين آراؤهم أن الإسلام يؤدي دوراً إيجابياً في روسيا الحديثة، مقابل نفس العدد يعتبرونه سلبيا.
إلا أن مواقف الروس من دور الإسلام في العالم أجمع، أظهرت استقطابا أكبر، إذ اعتبره 20 في المائة فقط إيجابيا و40 في المائة سلبيا.
وفي غياب إحصاءات دقيقة، يقدّر عدد المسلمين في روسيا بنحو 20 مليون شخص، ويتركز أغلبهم في الجمهوريات ذات الأغلبية المسلمة في شمال القوقاز الروسي، بالإضافة إلى جمهوريتي بشكيريا وتتارستان.
ويقيم نحو مليوني مسلم في العاصمة موسكو التي تستقبل أعدادا كبيرة من المهاجرين من الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى، وفي مقدمتها طاجيكستان وقرغيزيا وأوزبكستان، نظرا لمعدلات أجور أعلى وإمكانيتهم دخول روسيا من دون الحصول على تأشيرة.
قارتا أميركا وأستراليا
لا تتعدى نسبة المسلمين في الولايات المتحدة الـ1 بالمائة، بل هي أقل من ذلك، لكن قد يخيل لمتابع نشرات الأخبار وانشغال الرأي العام الأميركي بهم أن نسبتهم قد تفوق العشرة أو العشرين بالمائة. لكن هذا الانشغال النابع عن علاقة معقدة بين الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وبين دول الشرق الأوسط، التي أغلب سكانها من المسلمين، ينعكس بكل تعقيداته السلبية على المسلمين الأميركان أنفسهم. ولا يأخذ هذا الانشغال بنظر الاعتبار أن "إسلام" حوالي ثلاثة ملايين مسلم أميركي يختلف باختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم، ناهيك عن درجات إيمانهم أو تديّنهم وشخصياتهم، إضافة إلى كون هويتهم الثقافية، خاصة المولودين في الولايات المتحدة، ذات مكون أميركي بشكل رئيسي.
وأغلب المسلمين في الولايات المتحدة من المهاجرين، وتعود أصولهم إلى أكثر من 77 دولة. وبحسب "مجلس العلاقات الخارجيّة"، فإن نسبة التعليم وحمَلَة الشهادات بين المسلمين في الولايات المتحدة من أعلى النسب بين الأقليات الدينية، حيث تأتي في المرتبة الثانية بعد اليهود الأميركان، والذين تصل نسبتهم كذلك إلى واحد بالمائة فقط من السكان في الولايات المتحدة، ويحتلون أعلى نسبة من حملة الشهادات الجامعية بين الأقليات الدينية. أما النساء المسلمات، فإن نسبة حملة الشهادات الأكاديمية والعالية من بينهن أعلى من نسبة حملة الشهادات الأكاديمية من الرجال المسلمين.
وبالنسبة لأستراليا، فإن عدد المسلمين في أستراليا- وفقا لآخر إحصاء سكاني في عام 2011- هو قرابة النصف مليون (2.2 % من إجمالي عدد السكان)، ولكن يعتقد أن العدد الفعلي الآن قد تجاوز المليون مسلم، والسبب أن الكثير من المسلمين لا يذكرون ديانتهم في استمارات الإحصاء السكاني، خوفاً من مراقبة الدولة لهم (يبدو أنه وهم يعيشه أغلب المسلمين المهاجرين). تم عمل إحصاء سكاني في 2016 ولم تصدر التقارير الرسمية بعد.
وفي البرازيل، وفي حديث "العربي الجديد" مع الشيخ خالد رزق تقي الدين، الأمين العام لمشايخة البرازيل ومدير الشؤون الإسلامية في الاتحاد الوطني الإسلامي، يقدّر تقي الدين عدد المسلمين في هذه القارة "ما يقارب أربعة ملايين مسلم، حيث لا توجد إحصائية دقيقة عن أعداد المسلمين. وتضم هذه الجالية العرب المسلمين الذين هاجروا إلى بلاد أميركا اللاتينية، وتضم أيضا الكثير من الأميركيين الذين اعتنقوا الإسلام أو عائلاتهم اعتنقت الإسلام".
(معدو التقرير: كوبنهاغن- فيينا- ناصر السهلي، باريس- محمد المزديوي، مدريد- ميساء حجاج، روما- إياد حافظ، نيويورك- ابتسام عازم، ساو باولو- أنس عبيد، ملبورن- أستراليا – منذر حمدوش، موسكو- رامي القليوبي)