أفغانستان: مرشحا الرئاسة يتفاوضان على حكومة وحدة وطنيّة

24 اغسطس 2014
الرئيس الحالي حميد قرضاي يتوسط المرشحيّن (وكيل كحصار/Getty)
+ الخط -

اتفق مرشحا الرئاسة الأفغانية أشرف غني أحمد زاي، وعبد الله عبد الله، خلال اجتماع عقداه أمس السبت، على أمور تتعلق بشكيل حكومة وحدة وطنية، تم الاتفاق عليها في 14 يوليو/تموز الماضي. في حين، أعلنت السلطات الأمنية مقتل عدد من مسلّحي حركة "طالبان" ـ باكستان، في غارات لحلف شمال الأطلسي، في إقليمي كنر ولوجر الأفغانيين، فيما خاض الجيش القبلي الموالي للحكومة الأفغانية معارك شرسة مع مسلّحي "طالبان" في إقليم كنر، شرقي أفغانستان.

وأفادت مصادر في الحكومة الأفغانية ولجنة الانتخابات الوطنية أنّ أحمد زاي، قد اجتمع بمنافسه عبد الله، في منزل الأخير، ودارت خلال الاجتماع نقاشات طويلة بين الطرفين في شأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأضافت المصادر نفسها، أنّ المرشحين تحدثا حول عملية التدقيق في أصوات الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر مايو/أيّار الماضي.

وقرر مرشحا الرئاسة الأفغانية، بحسب مصدر موثوق في معسكر غني أحمد زاي، عدم الإفصاح عن نتائج الاجتماع، لكن المصدر أكدّ أنّ هذا الاجتماع هو الثاني من نوعه بين المرشحين خلال أربعة أيام، وأشار إلى إحراز تقدم ملحوظ بين الطرفين في شأن تشكيل الحكومة.

وعقد المرشحان للرئاسة الأفغانية في الأسبوع الماضي اجتماعاً مهماً آخر. وأعلن المتحدث باسم معسكر غني، فيض الله ذكي، في أعقابه، أن المرشحيّن وافقا على كيفية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأنّه سيتم إعلانها قريباً.

ميدانياً، نفذت طائرات بلا طيار تابعة لحلف شمال الأطلسي غارات على مواقع لمسلّحي حركة "طالبان" في إقليم لوجر المجاور للعاصمة الأفغانية. وأسفرت الغارات عن مقتل 14 عنصراً من "طالبان" ـ باكستان، بينهم قيادي يدعى المولوي رفيق. وأكد مسؤول أمن الإقليم عبد الحكيم إسحاقزاي، أن الطائرات قصفت مواقع "طالبان" في منطقة سرمعلم كلا ودهنه رنج. وأوضح أن القيادي في "طالبان" الملا رفيق، الذي قتل في الغارة، كان يدير العمليات التفجيرية ضد السلطات الأمنية في المنطقة.

وفي إقليم كنر، تعرّضت عدد من المناطق لقصف طائرات من دون طيار تابعة لقوات شمال الأطلسي. وقال المسؤول الأمني في الإقليم، عبد الحسيب سيدخيل، إن الطائرات استهدفت "طالبان" في مديرية أننجام، ودمرت عدداً من مواقعها. وأعلن عن مقتل ستة مسلّحين من الحركة، مشيراً إلى أنّ المسلّحين عبروا الحدود بين البلدين بهدف تنفيذ هجمات إرهابية ضد قوى الأمن الأفغانية.

في الأثناء، دارت مواجهات عنيفة بين مسلّحي "طالبان" وعناصر الجيش القبلي الموالي للجيش الأفغاني في مديرية ناري في الإقليم. وبدأت هذه المواجهات مساء الجمعة، إثر هجوم "طالبان" على مواقع الجيش القبلي في المنطقة، وهي ما تزال متواصلة. وأسفرت، حسب مصدر قبلي، عن مقتل ثمانية من مهاجمي "طالبان"، وإصابة سبعة من عناصر الجيش القبلي.

في المقابل، ادعى المتحدث باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، أن مسلّحي الحركة أطلقوا هجوماً واسعاً ضد الجيش القبلي وقوات الأمن الأفغانية في المنطقة وكبدوها خسائر فادحة.

إلى ذلك، قتل مسلّحو "طالبان" قيادياً في الحركة يدعى الملا محمد حسن، كان ينوي الانضمام إلى الحكومة الأفغانية في منطقة قلعة ششمه في إقليم بادغيس غربي أفغانستان. وقال الزعيم القبلي في المنطقة عبد الحميد، إن الملا محمد حسن، كان ينوي أن يعلن انضمامه، أمس السبت، إلى الحكومة الأفغانية مع عدد كبير من مسلّحيه، غير أنّ المسلحين هاجموا منزله، وأردوه قتيلاً.

ولم تعلق حركة "طالبان" على الحادث حتى الساعة، غير أنّها تبنت الأسبوع الماضي مقتل قيادي آخر فيها يدعى الملا تور، في إقليم قندهار جنوبي البلاد، بحجة أنه ترك الحركة وانضم إلى الحكومة الأفغانية نتيجة جهود لجنة المصالحة الوطنية الأفغانية.