أغنية في عرس فلسطيني تغضب السعوديين وتدفع السلطة للاستنكار

29 يوليو 2019
المغني في الأغنية المنتشرة على تويتر (تويتر)
+ الخط -
ربط ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي بين إصدار الرئاسة الفلسطينية بياناً، أمس الأحد، دانت فيه "الأصوات النشاز التي تشكك وتتطاول على العرب الذين وقفوا ويقفون دوماً داعمين للقضية الفلسطينية"، وبين مقطع غنائي انتشر على مواقع التواصل وأثار غضب مغردين سعوديين، هاجم فيه مغنيان فلسطينيان السعودية والإمارات والبحرين. وأتى ذلك بعد ممارسات تطبيعيّة مع الاحتلال الإسرائيلي قامت بها تلك الدول.

والمقطع المتداول على مواقع التواصل ومدته 51 ثانية، هو جزء من زفاف في إحدى القرى الفلسطينية، يتبارى فيه المغنيان بالزجل، ووردت فيه عبارات تهاجم السعودية والإمارات والبحرين، وفيه اتهامات لها بالعمالة للولايات المتحدة، وهو ما أثار موجة هجوم سعودية على الفلسطينيين عبر موقع "تويتر".

وقال الصحافي سامر نزال على صفحته على "فيسبوك": "سعوديون يشنون حملة شرسة ضد فلسطين والفلسطينيين على تويتر تحت هاشتاغ #باعوا_الكضيه_وشتمونا تم من خلالها شتم الفلسطينيين وتخوينهم والدعوة لطردهم والتهجم على قياداتهم، بل وصل الأمر ببعضهم لمدح إسرائيل وتفضيلها على الفلسطينيين!!!".

وتابع: "يعود السبب في كل هذا إلى محاورة زجلية بين المغنيين شادي وأكرم البوريني تم تصويرها في أحد الأعراس في جنين كان في بعض كلماتها تهجم على السعودية والبحرين والإمارات، الموضوع تعدى بعض التغريدات، ووصل على المستوى الرسمي لاعتراض من السعودية لدى السلطة الفلسطينية، لا بل وتمت معاقبة حجاج فلسطين على ما يبدو واحتجازهم على الحدود الأردنية السعودية منذ أكثر من 24 ساعة!!"، مضيفاً الرئاسة الفلسطينية أصدرت بيان استنكار للأغنية ووصفت المطربين بـ"الأصوات النشاز"، وبالمقابل أشادت بمواقف السعودية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.

أما بيان الرئاسة الفلسطينية، فحذر مما سماها "كل الأصوات المشبوهة من تشويه تضحيات الشعب الفلسطيني وصورته وصورة الأشقاء العرب الناصعة". كما تقدم البيان "بالشكر والعرفان والتقدير للعرب، على مواقفهم التاريخية الصلبة في احتضان الشعب الفلسطيني والقضية الوطنية"، وثمنت الرئاسة "مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة".


وربط العديد ممن علق على الأمر بين الأغنية وتأخر الحجاج الفلسطينيين على الحدود السعودية، إذ نشر محمد الزين "حجاج فلسطين محتجزون على الحدود الأردنية السعودية بسبب أكرم وشادي البوريني".

وعلق الصحافي جعفر صدقة قائلاً "قادة إيران ما خلو رذيلة إلا ولزقوها بالسعودية = استقبال (دافئ) للحجاج الإيرانيين. احنا عمال على بطال بنشيد بمواقف السعودية = حجاجنا يهانو ويحتجزو لساعات. هاي اللي بقولو عنها الدنيا مشقلبة؟ كل المبررات الشرعية والأخلاقية والسياسية متوفرة لتعليق فريضة الحج".

ونشر سامح مناصرة قائلاً "اللي بعملوه عشانا السعودية يوقّفوه وإحنا الكسبانين، واللي أعطتنا إياه توخذو من اللي أعطتهم إلو.. إحنا لا بنعرف اشي ولا شفنا اشي".

هذا فيما رفض مغردون آخرون الأغنية معتبرين أنها نموذج سيئ. إذ نشر محمد معاري قائلاً "الفن بشتى أنواعه يعتبر لغة الشعوب الراقية والتي تعبر الحدود بدون أية معيقات وكذلك تخترق القلوب.. هذان الزجالان الفلسطينيان ضربا أسوأ نموذج سمعته في حياتي، إقحام لغة القدح والذم والتخوين في سياق فني فقط بهدف الشهرة".

وكان مغردون سعوديون قد أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي حملةً تحريضية للرد على الأغنية حملت وسم "#باعوا_الكضيه_وشتمونا" وانتشرت بشكل واسع على تويتر.

وتأتي أزمة الأغنية بعد أيام من زيارة السعودي محمد سعود للقدس المحتلة، ولقائه إسرائيليين في زيارة تطبيعية، وتصدي شبان وفتية القدس له حين دخل المسجد الأقصى المبارك، واصفين إياه بالمطبع.

وكل ذلك يأتي في سياق رفض فلسطيني لخطة الإملاءات الأميركية لطمس القضية الفلسطينية، والمسمّاة إعلامياً "صفقة القرن"، ومقاطعتهم لورشة المنامة التي نظمتها الولايات المتحدة في البحرين، الشهر الماضي، تحت مسمى "السلام من أجل الازدهار"، واعتبرها الفلسطينيون الشق الاقتصادي للصفقة.

المساهمون