العيد العابر للديانات
شاءت الصدفة أن يعبر هذا العيد الديانات والحضارات، فقد كان عيداً للفراعنة، لكن تصادف خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية مع فترة الاحتفال بشم النسيم حتى لا يلفتوا النظر، فتحوّل إلى عيد الفصح اليهودي، وخلال أيام الاحتفال بهذا الأخير جرى صلب المسيح، ما جعله عيداً للفصح والقيامة عند المسيحيين كذلك.
الفسيخ رمز الحياة القادمة من الماء
ككل شيء في هذا العيد، يرجع تاريخ الفسيخ إلى عصر قدماء المصريين، فقد كانوا يجفّفون الأسماك ويسمّونها "السمك المقدد" ويأخذونه معهم في الحروب لأنه لا يفسد مع الوقت ليتم تقديمه كوجبات للجنود. والسمك في عهد الفراعنة يرمز إلى أصل الحياة القادمة من الماء، في إشارة إلى إله الخلق. ودخل الفسيخ إلى قائمة مأكولات شم النسيم في عهد الأسرة الخامسة مع بدء الاهتمام بتقديس النيل.
البصل رمز إرادة الحياة
حرص المصريون القدامى على تناول البصل في عيد شم النسيم، وذلك للتعبير عن إرادة الحياة وهزيمة الموت والتغلب على الأمراض. واعتاد المصريون القدامى على وضع البصل في الشرفات وحول رقابهم وتحت الوسائد، وهي العادة التي توارثتها الأجيال حتى وصلت إلى المصريين اليوم.
الخس رمز الخصوبة المقدّس
عُرِف الخس منذ عصر الأسرة الفرعونية الرابعة، ويتم تناوله بهذه المناسبة الربيعية نظراً لارتباطه بالخصوبة عند هذه الحضارة. كذلك كان نبتة مقدسة، لذا كانت تنقش صورته تحت أقدام إله التناسل.
البيض المنقوش رمز الخلق من الجماد
عادة نقش البيض وتزيينه مرتبطة بدورها بالعصر الفرعوني، إذ منذ تلك الفترة والمصريون القدامى ينقشون أمنياتهم على البيض ثم يعلّقونه في أشجار الحدائق على أمل تحقيق الأمنيات مع شروق الشمس. ويرمز في الثقافة الفرعونية إلى خلق الحياة من الجماد، إذ وجد العلماء في بعض البرديات إله الخلق عند الفراعنة وهو جالس على الأرض على شكل البيضة التي شكّلها من الجماد.
(العربي الجديد)