أعرق أندية الأردن مهدد بالإغلاق... لهذه الأسباب

17 سبتمبر 2020
الجزيرة نادٍ أردني عريق مهدد بالإغلاق (فرانس برس/العربي الجديد)
+ الخط -

يعيش فريق الجزيرة الأردني، أحد أعرق الأندية في المملكة، أوضاعا مأساوية للغاية تهدد طموحات عشاقه في البقاء والمنافسة، وذلك بسبب الأزمة المالية الخانقة والمشاكل القضائية التي تراكمت عليه أخيرا وتسببت بتراجع نتائجه محليا وقد تتسبب في إغلاق النادي الأردني الذي تأسس منذ عام 1947 وكان منافسا شرسا على الألقاب.

وتعرض النادي لهزة كبيرة بسبب الصراع المالي والمستحقات التي تراكمت عليه، إما لصالح رؤساء سابقين أو لصالح مدربين أو لاعبين، وهو الأمر الذي أثار قلق محبيه، وهم كثر، إضافة إلى أن ذلك يهدد بإغلاق النادي تماماً. نادي الجزيرة في الأردن معروف بعراقته وكان على مدار السنين يضفي نكهة كبيرة على كرة القدم الأردنية، وخاصة في المواسم الأخيرة الماضية التي استعاد فيها النادي بريقه بقوة ونافس على لقب الدوري والسوبر والكأس وغيرها من الألقاب، قبل أن يعود شيئا فشيئا للوراء بسبب تلك الأزمات.

ونال الجزيرة لقب بطل الدوري الأردني لكرة القدم ثلاث مرات وكأس الأردن مرتين، ويعتبر أول فريق أردني ينافس في الألعاب الجماعية كافة (كرة القدم، وكرة السلة، والكرة الطائرة، وكرة اليد)، فضلا عن سلسلة من الألعاب الفردية، في مقدمتها كرة الطاولة، التي سيطر على ألقابها لعدة عقود. وروى إداري فريق كرة القدم واللاعب السابق للفريق وللمنتخب الأردني مهند المحارمة، لـ"العربي الجديد"، كيف بدأت فصول الأزمة تتشكل وتهدد أعرق نادٍ في الأردن، وأشار خلال حديثه إلى أن  مشاكل النادي كثيرة ويعاني الأمرين، وفي حال تواصلت تلك الأزمات قد يكون معرضا لخطر الإغلاق، ووجه عبر "العربي الجديد" رسائل وحلولا مقترحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، على حد وصفه.

بداية الأزمة

يقول المحارمة إن بداية الأزمة كانت منذ 3 سوات حينما تسلم رجل الأعمال محمد يحيى (أصغر رئيس نادٍ بعمر 34 عاماً)، زمام الإدارة، وقال: "ارتفعت طموحات الجزيرة بفضل الدعم المالي القوي الذي قدمه رجل الأعمال، حيث شكل فريقا منافسا محليا وخارجيا، وارتفعت فاتورة نفقات الفريق المالية حتى بات النادي في غضون ثلاثة مواسم منافسا قويا، واحتل الفريق الوصافة لثلاث سنوات للدوري على التوالي وتوج بلقب كأس الأردن 2018، ويعتبر هذا اللقب الثاني للجزيرة في مسابقة الكأس والأول منذ 34 عاما، كما وصل لنهائي كأس الاتحاد الآسيوي مرتين في نسختي 2018 و2019".

الكرة الأردنية لن تتطور إلا حينما تتحول لشركات

وتابع: "بدأت الأزمة تتشكل حينما قرر رجل الأعمال الاستقالة من منصبه بسبب ظهور رئيس النادي الأسبق سمير منصور الذي ترأس النادي لمدة 12 سنة قبل قدوم الرئيس يحيى، فقام الأول برفع قضية على النادي يطالبه فيها بمبلغ 424 ألف دينار (ما يقارب 600 ألف دولار)، كذمم سابقة، وتم حجز ممتلكات النادي، وشهر بالنادي قضائيا، وكل ذلك وسط عقود مرتفعة للاعبين والمحترفين والمدربين، فقام الجميع برفع شكاوى للفيفا لنيل مستحقاتهم، فتضرر النادي كثيرا، ما دفع رجل الأعمال للاستقالة بعدما كان الفريق منافسا قويا واستعاد ذكرياته المجيدة. وتسلمت النادي إدارة جديدة، لكن بعدما نجحنا بفك الحجز التحفظي على الأموال لمدة ستة أشهر باتفاق مع منصور، عاد النادي للدوامة نفسها في ظل عدم قدرته على سداد جزء من المبلغ، وهنا استقالت الإدارة التالية أيضا، ومن بعدها تسلمت النادي حاليا لجنة مؤقتة شكلتها وزارة الشباب والرياضة الأردنية بحسب القوانين الداخلية على أن يتم بعدها بثلاثة أشهر إجراء انتخابات جديدة لاختيار رئيس جديد".

وأضاف المحارمة: "نادي الجزيرة ليس مثل ناديي الفيصلي والوحدات اللذين يملكان عقود رعاية ضخمة، ولأن الجزيرة ليست لديه شركة راعية والرعاة يتوجهون للفيصلي والوحدات حصرا بسبب شهرتهما وقواعدهما الجماهيرية، ومع ذلك حاولنا البحث عن رعاة دون جدوى، فتراجعت نتائج الفريق بعدها وبدأ الوضع يستمر بالصعوبة، وأتوقع أن يعجز النادي (الذي يبلغ عمره أكثر من 73 عاماً)، عن تسجيل أي لاعب جديد لتمثيله".

كورونا ثقّل الحمل والشركات هي الحل

ومع تفشي فيروس كورونا واصل النادي معاناته ماليا، وعن ذلك يقول المحارمة: "مع تلك الأزمات حاولنا العودة بقوة رغم ظهور فيروس كورونا والتوقفات التي عانت منها الكرة الأردنية بشكل عام، لكن الأمر أدى لتفاقم الأزمات أكثر فأكثر، لذلك بات النادي الآن مطالبا على الأقل بالحفاظ على مكانته بين أندية المحترفين وعدم الهبوط". وتابع: "سيظل نادينا عريقاً ولن نسقط... الحلول صعبة والاتحاد لا يدعم الأندية وعليه أن يسعى للإنقاذ، وأنا أقول إن الكرة الأردنية لن تتطور إلا حينما تتحول لشركات، ليصبح حالها كحال الأندية في الخليج والبلاد المجاورة، لأن الأندية كما هو معلوم تابعة لوزراة الشباب والرياضة، وهذا الأمر يمنع رؤساء الأندية من استلامها بشكل كامل، بحيث لو كان النادي ملكه الشخصي سيجد حلولا وسيدفع الأموال التي تنعش صندوق النادي وبالتالي ترتفع أسهمه".

وعن الحلول الممكنة لهذه الأزمة، قال المحارمة: "تحويل الأندية لشركات هو الحل، لأن الوضع الحالي لا يشجع رجال الأعمال على رعاية النادي وبقية الأندية بشكل عام، وصاحب القرار في هذا الشأن الأمير علي، رئيس الاتحاد، والحكومة الأردنية ووزارة الشباب والاتحاد الأردني كلهم مطالبون بتحويل الأندية لشركات، وقرار مشاركة الأردن الرسمي أخيرا بمقعد في دوري أبطال آسيا يفرض عليهم أن يكون النادي شركة لديها مساهمين". وختم بالقول: "في النهاية، إذا لم يتم فك الحجز عن النادي، لن يستعيد الجزيرة عافيته إطلاقا، ووضع النادي سيكون صعبا وخطيرا للغاية".

المساهمون