أطفال غزة يندمجون في تراثهم

10 ابريل 2017
يعزز المهرجان ثقافة الصمود لدى الأطفال(محمد البحيصي)
+ الخط -
لمعت عينا الطفل، مراد الخالدي، بهجةً بفعاليات مهرجان الطفولة "بسمة لا تغيب"، بعدما أمسك بـ"مفتاح العودة" الذي حدثه عنه والداه في وقت مضى، وبات يُلوح به أمام حاضري الكرنفال، في المهرجانٌ الغزّي الذي يعزز من ثقافة الصمود لدى أطفال كبروا على أصوات القصف والدمار في الحروب الثلاث الماضية.
وحشد مهرجان فلسطين للطفولة والتربية، والذي نظمته الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، العشرات من الأطفال الغزّيين بمختلف أعمارهم، باثًا "الحياة" في نفوس أطفال القطاع، بعدما غشا الواقع الفلسطيني الظلام في السنوات الأخيرة.
وبصوت غلب عليه التأتأة، يقول الخالدي لـ"العربي الجديد": "أنا طفل من حقي أن أعيش"، غير أن تلك الجملة التي حفظها الفلسطيني من اللافتات التي حملها معظم أقرانه بالفعالية، ومعها خلفية غنائية طفولية، كانت أمنيةً له ولغيره بالوعي على واقع "أجمل".
10 أطفال آخرين لبسوا الثوب التراثي، وباتوا يتراقصون على أنغام "الدحية" البدوية، وآخرون أمسكوا بالعلم الفلسطيني وباتوا يلوحون به في سماء المدينة المحاصرة إسرائيليًا للعام الحادي عشر على التوالي، غير أن البهجة الحاضرة بالمهرجان، لم تُغيّب الحزن عن وجوه الكبار ممن حضروه.
ويعمل القائمون على الفعاليات التراثية وفعاليات الطفولة في قطاع غزة المحاصر، على دمج الأطفال ومختلف الأعمار بالتراث الفلسطيني القديم، والحث على التمسُّك بتاريخ وتراث الشعب الذي لا يزول، رغم محاولات إسرائيل التضليل المستمر، وضرب الهوية الوطنية الفلسطينية.
زاوية أخرى كانت لمعرض عن المشغولات اليدوية أراد من خلالها القائمون عليه، تعليم الأطفال شيئاً من التطريز التراثي الذي تحوَّلَ إلى مكانٍ جميلٍ تسرحُ فيه خيالات الأطفال.
تُوضِّح منسّقة الزاوية، حليمة عبد العزيز، لـ"العربي الجديد"، أن الهدف هو تعليم الأطفال بعضاً من تلك الأعمال البسيطة عن صنع التطريز والتراث الفلسطيني، ودمجهم في هذا العالم الجميل، الذي يراد منه تأطيرهم وربطهم فيه.
"بيت الشَعر" (بيت تراثي بدوي قديم) كان حاضرًا في مهرجان الطفولة، وجلس فيه عدد من الأطفال الذين خُطَّت وجوههم ببعض الملامح البدوية، تكريسًا لثقافة بدو فلسطين قديمًا، ناهيك عن محاكاة حياة "بئر المياه الذي كانت النساء البدويات يترددن عليه حاملات الفخار على رؤوسهن، لتعبئة قواريرهن قبل العودة لبيوتهن".
وتبين القائمة على الزاوية، حنان الريس، لـ"العربي الجديد"، أن المهرجان مُتنوّع في زواياه لذلك كان من الضروري العمل على تعزيز الثقافات المختلفة للحياة الفلسطينية في نفوس الأطفال، عبر تقلدهم لبيت الشعر البدوي ومحاولتهم معايشة دور آبائهم وأجدادهم في القدم.
إلى ذلك، يوضح رئيس الكلية الجامعية (القائمة على الحفل)، د. رفعت رستم، أنه في "ظل ما يعانيه قطاع غزة من مآسٍ وعذابات، كان لا بد من خدمة تلك الشريحة في المجتمع، ووضعها تحت دائرة الاهتمام بكافة الوسائل المتاحة".
وتمنّى رستم في كلمته على هامش المهرجان، أنّ "ينعم أطفال غزة بالأمن والأمان، وأن ينالوا حقهم في العيش أسوةً بغيرهم"، وأنّ يعيشوا حياة كباقي أطفال العالم، حياة بعيدة عن القصف والحصار والعنف والتهجير والمعاناة.



المساهمون