الأطفال كالإسفنجة تربوياً يمتصّون كل شيء، فإن عاش الطفل أي واقع تتطور شخصيته وفقا لمتطلبات هذا الواقع، وتبعا لأسلوب الوالدين في التعامل معه ومع الواقع المعاش.
فالطفل يتقبل أي تربية يتبناها الأهل تجاهه، فإن غيّبوه عن الأحداث ينشأ شخصا مغيبا، وإن لم يغيبوه ينشأ شخصا متابعا للواقع المعاش، ويتطور كإنسان فاعل في بيئته بأجواء من الوعي والفهم لطفولته ولقدراته المتنامية، فينشأ شخص إيجابي وله قضية وبرنامج يعيش لتحقيق أهدافه.
فالطفل يتقبل أي تربية يتبناها الأهل تجاهه، فإن غيّبوه عن الأحداث ينشأ شخصا مغيبا، وإن لم يغيبوه ينشأ شخصا متابعا للواقع المعاش، ويتطور كإنسان فاعل في بيئته بأجواء من الوعي والفهم لطفولته ولقدراته المتنامية، فينشأ شخص إيجابي وله قضية وبرنامج يعيش لتحقيق أهدافه.
رؤية الطفل للعالم تختلف عن رؤية الكبار، فالصورة الذهنية التي تكوّنها قدراته العقلية، تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى تبعا لتطور تلك القدرات، وما يصبغها من صور خيالية يستخدمها عقل الطفل ليكون صورته الخاصة، التي لا تعبر عن الصورة التي يكوّنها الكبار لنفس المشاهدة أو الحدث، فهو يرى الأحداث وفق عالم الخيال من الكرتون والماسنجر وأبطال النينجا، وخياله يدفعه إلى أن يتجسد بدور بطل يدافع عن الأشخاص المنكوبين، وهذا التجسد هو دافع نفسي تنتجه شخصية الطفل، تعبيرا عن رفضة للظلم.
فعندما نتابع الأخبار كأسرة، ونتعرض لبعض مشاهد التشرد والموت والقصف والصراخ فكل واحد منا يقرأ الصور المعروضة بشكل مختلف عن الآخر، وكل بيت يختلف باختلاف أفراده وطاقاتهم النفسية، ومراحلهم العمرية، وأسلوب التربية بالأسرة هل هو أسلوب مشجع، بناء، حر، آمن، أو أسلوب غوغائي غير منظم ولا مشجع، والأفضل أن نتبنى أساليب إيجابية تجاه أولادنا من أجل أن يتحملوا مسؤولياتهم ويكونوا مبادرين وفاعلين.
تخيل شعورك عندما يرى ابنك مشاهد الأحداث "المقبولة لسنه"، وفي اليوم التالي حينما يذهب إلى مدرسته يطلب من معلمته وزملائه مساعدة المنكوبين من خلال التبرعات أو تنظيم حفل خيري لدعمهم، أو جمع الملابس، وتكون هذه مبادرته الإنسانية الخاصة، فأنت كأب ستشعر بالسعادة والفخر بالتأكيد. وتربوياً نرى أن هذا الطفل قد لاقى رعاية تربوية إيجابية، وسوف يجعله ذلك شخصا مبادرا إيجابيا لواقعه.
وعكس ذلك يبرز طفل آخر شاهد الأحداث المفجعة مع أسرته، وعانى ليلا من التبول اللاإرادي وغيره من الأعراض المعروفة، هذا الطفل تلقى الأحداث وقدراته لم تقابلها بقوة وتحمل، فقد كان الأمر فوق طاقته، تربويا هذا طفل لم يتلق دعما مباشرا من أسرته وقت مشاهدة الحدث الدامي، أو أن هذا الطفل لم يتلق رعاية تربوية شجاعة في سنوات عمره السابقة، ولم يُترك له مجال لتحمل المسؤولية، ويمكن أن يكون قد أحيط بسبل الرعاية الكاملة لحمايته من صعوبات الحياة.
اقــرأ أيضاً
ونحن كتربويين نؤكد على التالي:
* علينا ألا نغيّب أولادنا عن الواقع والأحداث، ولكن علينا أن نقدم الدعم النفسي المناسب لهم وقت المشاهدة بالتعامل مع الأمر تربويا بوعي وشجاعة.
* مهم أن نسمح بمشاهدة الحدث مرة واحدة، فتكرار مشاهدة الأحداث الدامية يسبب الكرب والصدمة النفسية للصغار والكبار.
* علينا ضبط غضبنا ومشاعرنا أمام أطفالنا عند مشاهدة تلك الأحداث، ونقابلها بشجاعة ومبادرات داعمة للمكروبين، بدلاً من عبارات الغضب والعجز والدموع.
* من الهام جدا مراعاة عمر الطفل إذا تمت المشاهدة، فالطفل تحت سن 9 سنوات يجب أن لا يرى الأحداث الدامية، لأن تحت هذا السن لا يمتلك الطفل القدرة على فهم ما يدور، وتأثره يكون سلبياً هادماً، وإن شاهدها صدفة علينا أن نشعره بالأمان ونشغله بأشياء يحب ممارستها.
* علينا أن نفتح حوارا مع أطفالنا حول المشاهدات، ونتيح لهم فرصة الاستفسار والتحدث عن رؤيتهم ومشاعرهم تحت منظور الخير أو الشر، حتى لا يقع الطفل فريسة لخياله. فكل تربية منظمة فاعلة توجه الطفل إلى شخصية ناجحة وشجاعة.
اقــرأ أيضاً
فعندما نتابع الأخبار كأسرة، ونتعرض لبعض مشاهد التشرد والموت والقصف والصراخ فكل واحد منا يقرأ الصور المعروضة بشكل مختلف عن الآخر، وكل بيت يختلف باختلاف أفراده وطاقاتهم النفسية، ومراحلهم العمرية، وأسلوب التربية بالأسرة هل هو أسلوب مشجع، بناء، حر، آمن، أو أسلوب غوغائي غير منظم ولا مشجع، والأفضل أن نتبنى أساليب إيجابية تجاه أولادنا من أجل أن يتحملوا مسؤولياتهم ويكونوا مبادرين وفاعلين.
تخيل شعورك عندما يرى ابنك مشاهد الأحداث "المقبولة لسنه"، وفي اليوم التالي حينما يذهب إلى مدرسته يطلب من معلمته وزملائه مساعدة المنكوبين من خلال التبرعات أو تنظيم حفل خيري لدعمهم، أو جمع الملابس، وتكون هذه مبادرته الإنسانية الخاصة، فأنت كأب ستشعر بالسعادة والفخر بالتأكيد. وتربوياً نرى أن هذا الطفل قد لاقى رعاية تربوية إيجابية، وسوف يجعله ذلك شخصا مبادرا إيجابيا لواقعه.
وعكس ذلك يبرز طفل آخر شاهد الأحداث المفجعة مع أسرته، وعانى ليلا من التبول اللاإرادي وغيره من الأعراض المعروفة، هذا الطفل تلقى الأحداث وقدراته لم تقابلها بقوة وتحمل، فقد كان الأمر فوق طاقته، تربويا هذا طفل لم يتلق دعما مباشرا من أسرته وقت مشاهدة الحدث الدامي، أو أن هذا الطفل لم يتلق رعاية تربوية شجاعة في سنوات عمره السابقة، ولم يُترك له مجال لتحمل المسؤولية، ويمكن أن يكون قد أحيط بسبل الرعاية الكاملة لحمايته من صعوبات الحياة.
ونحن كتربويين نؤكد على التالي:
* علينا ألا نغيّب أولادنا عن الواقع والأحداث، ولكن علينا أن نقدم الدعم النفسي المناسب لهم وقت المشاهدة بالتعامل مع الأمر تربويا بوعي وشجاعة.
* مهم أن نسمح بمشاهدة الحدث مرة واحدة، فتكرار مشاهدة الأحداث الدامية يسبب الكرب والصدمة النفسية للصغار والكبار.
* علينا ضبط غضبنا ومشاعرنا أمام أطفالنا عند مشاهدة تلك الأحداث، ونقابلها بشجاعة ومبادرات داعمة للمكروبين، بدلاً من عبارات الغضب والعجز والدموع.
* من الهام جدا مراعاة عمر الطفل إذا تمت المشاهدة، فالطفل تحت سن 9 سنوات يجب أن لا يرى الأحداث الدامية، لأن تحت هذا السن لا يمتلك الطفل القدرة على فهم ما يدور، وتأثره يكون سلبياً هادماً، وإن شاهدها صدفة علينا أن نشعره بالأمان ونشغله بأشياء يحب ممارستها.
* علينا أن نفتح حوارا مع أطفالنا حول المشاهدات، ونتيح لهم فرصة الاستفسار والتحدث عن رؤيتهم ومشاعرهم تحت منظور الخير أو الشر، حتى لا يقع الطفل فريسة لخياله. فكل تربية منظمة فاعلة توجه الطفل إلى شخصية ناجحة وشجاعة.