أشجار مدارية تنقل خط الاستواء إلى فلسطين

09 مايو 2016
زراعة الأفوكا تنتشر في فلسطين (Getty)
+ الخط -
"لم أجد أشجاراً مطلوبة في بلدي مثل هذه الأشجار الجديدة، أزرع الأفوكادو والغوافة والليتشي والكرامبولا، وأعلق آمالي على هذه الأصناف الجديدة، حيث كسرنا صمت الأراضي الزراعية، وبدأنا نصدر هذه المحاصيل إلى الأردن. هذه الأشجار لها مستقبل واسع"... هذا ما قاله المزارع الفلسطيني محمد سليمان لـ "العربي الجديد".

قلقيلية المشهورة بزراعة الغوافة والحمضيات والخضروات البعلية، أدخلت قبل نحو ثلاثين عاماً زراعة ثمرة الأفوكادو الاستوائية إلى فلسطين. هذه الزراعة مرت بظروف حدّت من انتشارها وتوسعها، ثم تخطت الصعاب إلى أن باتت تغطي مساحات واسعة من الأراضي، تقدر بخمسمائة دونم في محافظة قلقيلية فقط، إلى جانب كميات بسيطة في محافظة طولكرم.
ويضيف سليمان: "أزرع عشرات الدونمات من أشجار الأفوكادو منذ سنوات وأعتاش منها خاصة في المواسم التي تكون فيها قليلة حيث يرتفع سعر الكيلو لأكثر من دولارين، وهذا ما شجعني على اقتلاع أشجار الليمون والبرتقال وزراعة الأفوكادو مكانها. وأسعى إلى توسيع هذا المحصول وضم عشرات الدونمات خلال السنوات المقبلة".
"أصبحنا ننافس المنتج الإسرائيلي ونتفوق عليه، فقد حلّت الأفوكادو الفلسطينية مكان الإسرائيلية في السوق الفلسطينية، وبدأنا نصدّرها للخارج وهذا ما يشجعنا على الزراعة والبقاء في الأرض خاصة أن هناك تهديدات من الاحتلال بمصادرة آلاف الدونمات في الضفة الغربية سنمنع مصادرتها والصمود فيها".

تنتج محافظة قلقيلية أجود الحمضيات، لكن قربها الجغرافي من يافا الشهيرة ببرتقالها لم يعطها الفرصة للمنافسة في إنتاج الحمضيات، فاختارت الغوافة لتتربع في إنتاجها ملكة متوجة، وترسل 75000 شجرة جوافة في قلقيلية عبقها النفاذ عبر الأجيال منذ السبعينيات.

بدوره، يقول رئيس قسم البستنة في وزارة الزراعة بمحافظة قلقيلية شمال فلسطين أيمن العالم لـ "العربي الجديد": "نقلنا التجربة الاستوائية إلى فلسطين فأصبحت لدينا مساحات شاسعة من الأراضي مزروعة بالأشجار الجديدة حيث كسرنا تحكّم الاحتلال في إدخاله للمنتوجات الزراعية إلى السوق الفلسطينية وأسعارها وأصبحنا نصدّر تلك المنتوجات إلى الأردن".
ويضيف: "نزرع الغوافة والأفوكادو، والكرامبولا، والليتشي، والمانغا، القشطة، في قلقيلية حيث أن هناك مئات الدونمات مزروعة بتلك الأشجار".
ويوالي: "يباع الكيلوغرام من القشطة بما يعادل 7 دولارات، ولدينا 3000 دونم مزروعة بأشجار الغوافة، والأفوكادو 1300 دونم والمانغا 500 دونم، وتلك المنتجات مجدية للغاية وتشجّع على زراعتها بسبب ارتفاع الأرباح فيها وكثرة ثمارها التي نجنيها، أما الكرامبولا والليتشي، فإننا نزرعها منذ سنتين وبدأنا في تسويقها في السوق الفلسطينية لكن بكميات ليست كبيرة لكنها تسد حاجة السوق تقريباً".
عن الصعوبات التي تواجه زراعة الأشجار الاستوائية في فلسطين، تبرز الشتلات حيث يتم تحضيرها وإنباتها خارج فلسطين وتستوردها وزارة الزراعة الفلسطينية وتبيعها للمزارع بسعر رمزي وهي تحتاج لعناية خاصة وبيئة محددة إضافة إلى طعمات غير موجودة في فلسطين.
يقول مأمون التايه، مدير الخدمات الإرشادية في زراعة طولكرم لـ "العربي الجديد": "بدأ مشروع زراعة الأفوكادو رسمياً في طولكرم منذ نحو 4 سنوات وأصبحنا ننافس المنتج الإسرائيلي ونتفوق عليه ونصدّر أيضاً إلى الأردن وسنعمل على توفير أسواق عربية أخرى".
ويضيف: "في مدينة طولكرم أدخل أحد المزارعين زراعة الأناناس إلى فلسطين وزرع 400 شتلة في بيت بلاستيكي قبل سنتين وبدأ في جني المحصول وتوزيعه على السوق الفلسطينية رغم أن هذه النبة هندية إلا أنها نجحت في بلادنا".
وتعاني زراعة الأفوكادو، من معيقات ترتبط في أغلبها بالاحتلال الإسرائيلي، الذي صادر 36 ألف دونم من أراضي قلقيلية وعزلها خلف جدار الفصل العنصري، هذا إلى جانب منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم. إلى جانب ذلك تبرز مشكلة التخزين، حيث لا يوجد مكان مخصص لتخزين الأفوكادو في المحافظة، ما يضطر المزارعين إلى تسويقه وتصديره مباشرة، تجنبا لتلفه كونه ينضج بسرعة.
المزارع داود عبد الله من بلدة دير بلوط بمحافظة سلفيت وسط الضفة الغربية يقول لـ "العربي الجديد": "نحاول في البلدة نقل تجربة طولكرم وقلقيلية في زراعة الأشجار الاستوائية خاصة الأفوكادو حيث قمنا في البلدة بزراعة نحو 500 شجرة وبدأنا في قطف الثمار، لكن ما نعاني منه هو قلّة المياه الزراعية في المنطقة".
المساهمون