تراجع نشاط الشركات في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى في نحو خمسة أعوام ونصف العام الشهر الماضي، وتباطأ التضخم بأكثر مما كان متوقعاً، فيما لقيت مؤشرات الأسهم الأوروبية دعماً من قرب انطلاق المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وقد أظهر مسح اليوم الجمعة أن نشاط الشركات بمنطقة اليورو هبط إلى أدنى مستوى في نحو خمسة أعوام ونصف العام خلال ديسمبر/ كانون الأول مع تدهور المعنويات السيئة أصلا، وهي أخبار مخيبة لآمال صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي الذين أنهوا الشهر الماضي برنامج شراء الأصول البالغة قيمته 2.6 تريليون يورو (2.95 تريليون دولار)، والذي كان أحد المصادر الرئيسية لتحفيز اقتصاد الاتحاد.
واستقر مؤشر آي.إتش.إس ماركت المجمع لمنطقة اليورو في قراءته النهائية فوق مستوى 50 الفاصل بين الانكماش والنمو. ويُعتبر المؤشر مقياسا لمتانة الاقتصاد بشكل عام. لكنه هبط إلى 51.1 مقارنة مع 52.7 في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو مستوى يقل أيضا عن قراءة أولية دون 51.3، والأدنى منذ يوليو/تموز 2013.
تباطؤ التضخم فاق التوقعات
في مؤشر آخر، أظهرت تقديرات رسمية أولية تباطؤ التصخم في منطقة اليورو خلال ديسمبر/كانون الأول بأكثر مما كانت تتوقعه الأسواق تحت ضغط تباطؤ حاد في أسعار الطاقة، بينما ظلت المؤشرات الأساسية مستقرة.
وأشارت تقديرات مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي (يوروستات) إلى أن الأسعار في دول الاتحاد، البالغ عددها 19 دولة، ارتفعت 1.6% في ديسمبر/كانون الأول على أساس سنوي، بما يمثل تباطؤا عن ارتفاع بلغ 1.9% في نوفمبر/تشرين الثاني.
وجاء التباطؤ أكبر من التوقعات في استطلاع لآراء خبراء الاقتصاد أجرته رويترز وأشار إلى تضخم نسبته 1.8% في ديسمبر/كانون الأول.
وبهذا الانخفاض غير المتوقع، يكون التضخم انخفض دون المستوى المستهدف من البنك المركزي الأوروبي، والذي يقترب جدا من 2%. غير أن التضخم الأساسي الذي يراقبه البنك المركزي الأوروبي عن كثب لاتخاذ القرارات ذات الصلة بسياسته النقدية، والذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء المتقلبة، استقر عند 1.1% في ديسمبر/كانون الأول متماشيا مع توقعات السوق.
واستقر مؤشر أضيق نطاقا يستثني أسعار الطاقة والغذاء والمشروبات الكحولية والتبغ عند 1%، متماشيا مع التوقعات.
وتباطأ التضخم إلى حد كبير بفعل انخفاض أسعار الطاقة، التي زادت 5.5% على أساس سنوي في ديسمبر/كانون الأول مقارنة مع ارتفاع بلغ 9.1% في نوفمبر تشرين الثاني.
مفاوضات التجارة تدعم الأسهم
وفي أسواق المال، ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة، بدعم من الأنباء عن إجراء مباحثات بين بكين وواشنطن بشأن الحرب التجارية الدائرة بين أكبر اقتصادين في العالم، وذلك بعد أسبوع قاتم خيمت عليه ظلال تحذير نادر بشأن الإيرادات من شركة "آبل".
وصعدت الأسهم التي تتسم بالحساسية تجاه تطورات الحرب التجارية، مثل أسهم شركات السيارات والأسهم الصناعية وأسهم شركات التعدين، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسهم البنوك أيضا بعدما أعلنت الصين أنها ستُجري مباحثات تجارية على مستوى نواب الوزراء مع الولايات المتحدة يومي السابع والثامن من يناير/كانون الثاني.
وقفز مؤشر قطاع التعدين 2%، متصدرا قائمة الرابحين مع تعافي أسعار النحاس بفضل المباحثات التجارية، بينما ارتفعت أسهم قطاع السيارات 1% وقفز مؤشر قطاع البنوك 1.3%.
كما ارتفع مؤشر قطاع النفط 1.8% بعد الأنباء عن المباحثات التجارية الصينية الأميركية، حيث أعطت تلك الأنباء دعما لأسعار النفط التي ارتفعت 1%.
وربح المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8%، بينما قفز المؤشر داكس الألماني 1%. وزاد المؤشر القيادي لمنطقة اليورو 0.9%. وارتفعت أسهم قطاع التكنولوجيا 0.6% اليوم الجمعة بعدما كان مؤشرها قد انخفض 4% في أعقاب التحذير الذي أصدرته "أبل" بشأن الإيرادات.
وفي طوكيو، تراجعت الأسهم اليابانية اليوم الجمعة في أولى جلسات التداول هذا العام مع تضرر قطاع التكنولوجيا من أسهم "آبل"، ووسط إشارات على تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة والصين.
وأغلق المؤشر نيكاي القياسي منخفضا 2.26% إلى 19561.96 نقطة، بعدما خسر ما يصل إلى 3.86%، في الوقت الذي يحاول فيه المستثمرون استيعاب أنباء تصب في اتجاه الهبوط منذ بداية العام.
وساعد ارتفاع الأسهم الصينية المؤشر نيكاي على تقليص بعض خسائره، لكن ذلك الارتفاع لم يكف لقيادة الأسهم اليابانية إلى الصعود. وفتحت الأسواق اليابانية للمرة الأولى في 2019 اليوم الجمعة بعدما كانت مغلقة بمناسبة عطلات العام الجديد. وخسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.53%، مسجلا 1471.16 نقطة.
(رويترز)