بعد أكثر من عام على تعليق اعتصام سامر الشوا وعدد من زملائه الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، والذي استمر 16 يوما حينها، يعودون إلى ذات المكان؛ ميدان الشهيد ياسر عرفات في رام الله وسط الضفة الغربية، ويحضرون الفرش واللافتات والحقائب تهيئة لعودة الاعتصام الدائم، لكنهم هذه المرة على ما يبدو لن يستطيعوا المبيت هناك.
الناطق باسم الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم علاء الريماوي، يقول لـ"العربي الجديد": "قدمنا طلبا لمحافظة رام الله والبيرة بكتاب رسمي من أجل الاعتصام والمبيت، فجاء الرد بمنع المبيت في الميدان منعا باتا، وبأن عودة المبيت هنا سيعتبر تصعيدا كبيرا في حال تم، ولذا اضطررنا لاتخاذ قرار إقامة اعتصام يومي من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى قبيل المغرب".
المحرر سامر الشوا، يشير في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن العودة للشارع كان اضطرارا بعد صبر طال عاما كاملا، وبعد أن سدت كل الآفاق. ويروي ما حصل معه قائلا: "قضيت في سجون الاحتلال الإسرائيلي عشرة أعوام، وأنا في السجن في عام 2007 اتخذ قرار بقطع راتبي، خرجت من سجون الاحتلال وقد أوقف الراتب، لم يكن الوضع سهلا، فقد درست الهندسة المدنية، وحين تحررت لم أستطع الالتحاق بالعمل في تخصصي كون فترة السجن أخذت من الخبرة والتطور، إن الأسير بحاجة إلى مساعدة وإدماج في المجتمع بعد تحرره لا أن يقطع راتبه".
ويعطي قانون الأسرى والمحررين الحق لكل أسير محرر قضى خمس سنوات في وظيفة بإحدى الوزارات أو أجهزة السلطة الفلسطينية، أو عامين ونصف للأسيرات المحررات براتب، إذ يشير الشوا إلى أن حقه في الوظيفة والمرتب، قد سلب منه عام 2007 في ظل الانقسام السياسي الفلسطيني، ولم تسفر الوعود التي قطعت العام الماضي عن أي نتيجة حتى الآن.
الأسير المحرر رامي البرغوثي، هو الآخر أمضى 13 عاما في سجون الاحتلال، وفي عام 2007 وعلى خلفية الانقسام بين حركتي فتح وحماس؛ فصل من وظيفته في وزارة الداخلية كما يقول لـ"العربي الجديد"، وكان معتقلا أيضا في سجون الاحتلال آنذاك. ويؤكد أنه اعتقل بعد ذلك عاما كان يتقاضى خلاله من السلطة مستحقاته المالية كأسير، ولكن بعد الإفراج أوقف راتبه رغم أنه حق له بالقانون الفلسطيني.
يقول البرغوثي: "قبل عام وعدنا من أعلى رأس الهرم الأمني أن المرتب سيصرف خلال ثلاثة أشهر، بعد اجتماع مع رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، وصبرنا ثلاثة عشر شهرا دون تنفيذ ذلك الوعد الذي استند إلى وعود من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله".
ويعتصم في ميدان الشهيد ياسر عرفات أكثر من عشرة أسرى محررين من أصل 50 مقطوعة رواتبهم، وكانوا قد نفذوا اعتصاما آخر قبل أقل من أسبوعين أمام مجلس الوزراء في رام الله، فيما عقد الأسرى المحررون اليوم الأحد، مؤتمرا صحافيا أثناء الاعتصام أكد خلاله الناطق باسمهم علاء الريماوي استمرار الخطوة الاحتجاجية بشكل يومي.
ويقول الريماوي: "الموضوع مرتبط بتنفيذ قرار الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بصرف الرواتب، مرت فترة صعبة بلا شك باحتجاز الاحتلال للأموال، ولكن الآن الأموال عادت لخزينة السلطة الفلسطينية، والرئيس عباس قال في أكثر من تسع خطابات إن رواتب الأسرى لن تمس، ونقول للأسف رواتب الأسرى تمس".
ويشير الريماوي خلال المؤتمر الصحافي إلى أن ثلاثة من الأسرى داخل سجون الاحتلال من ضمن المقطوعة رواتبهم والبالغ عددهم خمسين، مؤكدا أن بعض المحررين أمضى أكثر من عشرين عاما، ومعظمهم قضى أكثر من عشرة أعوام في سجون الاحتلال.
ويعتبر الريماوي أن قرار قطع مرتبات الأسرى المحررين بمثابة محاكمة لتاريخ الشعب الفلسطيني، ومحاكمة للأسير، وعقابا لذويه.
وعن وجود مفاوضات لحل الأزمة، أجاب الريماوي على سؤال لـ"العربي الجديد" بأن هناك شخصيات تدخلت بوساطة لكنها تلقت ردودا سلبية، دون أن يذكر أسماء الوسطاء.