بدأ أساتذة جامعيون عراقيون حراكاً لمنع استمرار نفوذ الأحزاب في اختراق عمل الجامعات، مطالبين بعزل المؤسسة التعليمية عن العمل السياسي، وملوحين بالتصعيد في حال عدم اتخاذ إجراءات حكومية لتحصين الجامعات.
وفي البصرة (أقصى جنوب العراق) نظّم أساتذة عدد من الكليات التابعة لجامعة البصرة مؤتمراً، مساء أمس الجمعة، أعلنوا فيه موقفهم الرافض لتدخّل الأحزاب في عمل الجامعات، مؤكدين ضرورة عدم إسناد المناصب في الجامعات لشخصيات ذات ارتباطات حزبية.
وحذّر الأساتذة من "استمرار هذا النهج المفروض على الجامعات"، مهدّدين بمزيد من التصعيد من خلال خطوات احتجاجية أخرى، وتنظيم المؤتمرات الموسعة لرفض المحاصصة.
ولم يقتصر الحراك على جامعة البصرة فحسب، بل أكد أساتذة من جامعات مختلفة أنّ الحراك سيشمل جامعات منها جامعة بغداد. وقال أحد أساتذة جامعة بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أغلب الجامعات لا تريد استمرار النفوذ الحزبي، إذ إنّ بعض الجامعات أصبحت اليوم مسيّرة من قبل أحزاب معينة تفرض نفوذها عليها بالكامل".
وأضاف "هناك إجراءات بدأت تتخذها الوزارة للحد من هذا النفوذ، إلّا أنّها بطيئة نوعاً ما، وقد تكون سيطرة تلك الأحزاب هي التي تعطّل تلك الإجراءات، الأمر الذي يستدعي حراكاً من قبل الأساتذة الجامعيين للانتفاض وتغيير القيادات الحزبية وعزلها من مناصبها".
وتؤكد جهات مسؤولة في وزارة التعليم العالي أنّ الفترة السابقة شهدت توغلاً وهيمنة لبعض الأحزاب في عدد من الجامعات العراقية. وقال مسؤول في الوزارة لـ"العربي الجديد" إنّ "الحكومات السابقة دعمت النفوذ الحزبي في الجامعات، وعملت على السيطرة على أغلب المناصب العليا فيها، وتمّ ذلك بالفعل".
وأكد أنّ "خطة الوزارة التي تمَّ إعلانها تقضي بإزاحة هذا النفوذ، وفصل المؤسسة التعليمية عن أي سلطة حزبية، واتخذت إجراءات وقرارات تماشياً مع هذه الخطة، وأحدثت بالفعل تغييرات بعدد من المناصب المهمة، وأنّ الوزارة مستمرّة بهذا التغيير". وأشار إلى أنّ "خطة الوزارة ستنهي الهيمنة الحزبية بالكامل عن الجامعات خلال فترة لا تزيد عن عام واحد فقط".
يشار إلى أنّ المؤسسات التعليمية في العراق خضعت خلال الحكومات السابقة للمحاصصة الحزبية، وأثر ذلك سلباً على عملها.