أزمة الكهرباء تهدّد غزة بصيف ساخن

04 يونيو 2014
عجز الكهرباء في غزة يتخطى 50% (محمد الحجار/العربي الجديد)
+ الخط -

 

ينذر نقص الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، قرابة مليوني مواطن بصيفٍ قاسي، نتيجة تصاعد أزمة الكهرباء الموجودة أصلاً.

وتُقطع الكهرباء حالياً لثماني ساعات، تليها ثماني ساعات وصل، وهكذا على مدار الساعة، ما يتسبب في أزمة إنسانية متفاقمة، إلى جانب الخلل الذي تسببت فيه الأزمة للقطاعات الاقتصادية المختلفة.

ومع دخول فصل الصيف الذي يُشكّل بأشهره الثلاثة، يونيو/حزيران ويوليو/تموز وأغسطس/آب، ذروة استهلاك الكهرباء من قِبل المواطنين، عبّر رئيس سلطة الطاقة في قطاع غزة، فتحي الشيخ خليل، عن تخوّفه من احتمالية أن يواجه القطاع أزمة خانقة بفعل عدم توفّر أيّ من المتطلّبات الضرورية لاستمرار عمل محطة الكهرباء، وعلى رأسها الوقود الصناعي.

وأشار الشيخ خليل في مقابلة هاتفية مع "العربي الجديد" إلى أنّ سلطة الطاقة بحاجة الى وقود جديد لتتمكن من تقديم خدمة الكهرباء إلى المواطنين وفق البرنامج الحالي، خاصة مع اقتراب نفاد منحة الوقود القطرية في منتصف يونيو/حزيران الجاري.

وأوضح "لا نستطيع ضبط الأمور بمجملها لتسير على النحو المطلوب، فتوليد الكهرباء بحاجة إلى كميات وقود صناعي كبيرة للاستمرار بتطبيق الجدول الحالي. السلطة لا تستطيع توفير تلك الكميات في الوقت الذي يصعب فيه الاكتفاء بمولدين فقط خاصة في شهر رمضان".

وطالب الشيخ خليل السلطة الفلسطينية ببيع السولار الصناعي المشغّل لمحطة التوليد بأسعار أقل من تلك التي تُباع بها حاليا والتي تتجاوز الخمسة شواكل للتر الواحد، كي لا تحدث أزمة، لافتاً إلى أنه لا ضمانة لاستمرار تشغيل المولدين اللذين يعملان في الوقت الراهن خلال فصل الصيف.

ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 400 ميجا وات من الكهرباء لتغطية احتياجاته بشكلٍ كامل، غير أن ما يتوفّر منها يُغطي نحو 50% فقط، موزّعة بشكلٍ ثابت ما بين 120 ميجا وات من الجانب الإسرائيلي، و60 ميجا وات من محطة التوليد الوحيدة، بالإضافة الى 28 ميجا وات من مصر.

وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة، جمال الدردساوي، إنّ شركته تتعامل مع ما هو متاح لديها من كميات كهرباء وتترجمها ضمن برنامج التوزيع الحالي.

وأضاف الدردساوي لـ"العربي الجديد" أنّهم يعملون على إدخال بعض التحسينات من أجل الحفاظ على البرنامج الحالي والتقليل من كميات الكهرباء المهدرة، مضيفاً "نسعى لإجراء بعض التحسينات وبدأنا في حملة ذات شقين، الأول توعوي، والثاني تقني من خلال تركيب عدادات مسبقة الدفع، بالإضافة إلى العدادات الذكية، لتكون أحد العوامل التي تؤدي بالمواطنين إلى ترشيد استهلاكهم وتعديله في ظل التجاوزات الكبيرة والأساليب الخاطئة".

ووفق الدردساوي، فإنّ تلك الإجراءات لمكافحة التجاوزات تأتي في إطار المعالجات ولتُسهم في استمرار الشركة بتقديم الخدمة، غير أنّهم بحاجة لحلول جوهرية لمشكلة الكهرباء التي يُعاني منها سكان قطاع غزة منذ أكثر من ثماني سنوات.

ولفت الدردساوي إلى أنّ العجز الذي يصل إلى أكثر من 50% في كمية الكهرباء المطلوبة، ويزداد في أشهر فصل الصيف.

المساهمون