أزمة الخبز تفاقم معاناة النازحين في إدلب

07 يونيو 2020
توقفت الكثير من مشاريع دعم الخبز (بوراك كارا/Getty)
+ الخط -
مع الوقت، تزداد صعوبة الأوضاع الإنسانية في مخيمات النازحين المنتشرة في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، وتُضاف إلى معاناة النازحين أزمة توفير الخبز التي طرأت أخيراً، وهو الغذاء الأساسي للسوريين.

الناشط الإعلامي خضر العبيد تحدث لـ"العربي الجديد" عن أسباب وتفاصيل أزمة الخبز في ريف إدلب الشمالي على وجه العموم، وفي مخيمات النازحين على وجه الخصوص، وقال: "ارتفع سعر ربطة الخبز اليوم، ليبلغ 600 ليرة سورية (0.27 دولار)، ووزنها نحو 750 غرام. النازحون المقيمون في المخيمات لا يعملون، ووضعهم سيئ جداً، ومن يحصل على عمل لا يمكن له توفير ثمن الخبز. مع شحّ الدعم الذي تسبّب به فيروس كورونا، توقفت الكثير من مشاريع دعم الخبز، وهذا الأمر فاقم من المشاكل. كانت هناك مشاريع، من قبل جهات ألمانية، لدعم الخبز في المنطقة، لكنها توقفت أيضاً، بالإضافة إلى توقف مشاريع أخرى من الاتحاد الأوروبي. كما توقف مشروع الخبز في مخيم الساروت، الذي يضم 700 عائلة، في الريف الشمالي لإدلب، منذ نحو 4 أشهر".

ويتشارك النازحون وأهالي المنطقة المعاناة نفسها في موضوع توفير الخبز، كما يشير العبيد إلى أنّ: "النازحين والأهالي هنا في حيرة من أمرهم بسبب مشكلة الخبز. وهناك دعوات لمظاهرات تطالب بتخفيض سعر الخبز في المنطقة، لكن المشكلة الموجودة في الريف الشمالي لمحافظة إدلب هي أنّ الأفران خاصة، وهذه الأفران تأثّرت أيضاً بالأوضاع الراهنة. للأسف نحن مقبلون على كارثة، خاصة في مخيمات النازحين، في حال لم تعاود المنظّمات المحلية والدولية العمل لتفعيل مشاريع دعم الخبز التي توقفت. عشرات المشاريع هذه كان لها تأثير مباشر على النازحين والأهالي في المنطقة على حدّ سواء. وكلّ هذا يزيد من معاناة النازحين. كما أنّ سعر الخبز مهدّد بالارتفاع بشكل يومي، وهذا أيضاً يزيد من مخاطر الكارثة المقبلة على المنطقة".

هُجّر أبو محمد من ريف حمص الشمالي قبل ثلاثة أعوام، وهو الآن يعيش مع أفراد عائلته الثمانية في مخيم الساروت للنازحين، شمالي إدلب. يشغل تفكير أبو محمد، في الوقت الحالي، إيجاد حل لمشكلة الخبز التي يعاني منها، لا سيما أنّ عائلته بحاجة إلى 4 ربطات من الخبز يومياً، بينما هو يعمل بأجر لا يتعدّى 2500 ليرة سورية (1.13 دولار).

يقول أبو محمد لـ"العربي الجديد": "البديل الوحيد المتاح حالياً هو المعكرونة، لكنها حلّ مؤقت. الكبار يمكنهم التحمّل وتدبر أمورهم بأيّ طعام متاح، ويقدرون على تحمل الجوع إلى حد ما، لكن الأطفال الصغار لا يمكنهم ذلك. قبل الأزمة التي تسبّب بها فيروس كورونا، كانت الأمور أفضل بالنسبة إلينا. نحن نرجو أن تعود المنظمات المسؤولة لتوفير الخبز ودعمه هنا في المخيم".

 ياسين درباس، العامل في إحدى المنظمات الإنسانية المحلية في ريف إدلب الشمالي، التي تعمل على مشاريع دعم الخبز، يوضح أنّ الأمر مرهون بارتفاع الأسعار وكميّة الطحين المقدمة من الأمم المتحدة. وأشار لـ"العربي الجديد" إلى أنّ أغلب مشاريع دعم الخبز تعتمد على الطحين الممنوح من الأمم المتحدة للنازحين، وكلّ المنظّمات، المتعاقدة مع برنامج الأغذية العالمي، كانت تأخذ الطحين الممنوح للنازح ضمن سلته الغذائية، لتمنحه الخبز بدلاً منه، ولكن ليس بشكل يومي".

وكان فريق "منسّقو استجابة سورية" قد أكّد أنّ برنامج الأغذية العالمي خفّض للمرة الثانية كمية الحصص الغذائية المقدّمة للنازحين في إدلب، محذراً من مخاطر هذا التخفيض، موضحاً أنه لا يتناسب مع تقييم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة. وأشار البيان إلى تخفيض المواد بشكل عشوائي، كما حذّر الفريق الجهات الإنسانية من مخاطر مواصلة تخفيض كمية المساعدات الغذائية الممنوحة للنازحين، الأمر الذي قد يتسبّب بمجاعة لا يمكن السيطرة عليها في المنطقة.

وطالب الفريق في بيانه الجهات الدولية بالعمل على زيادة الدعم المقدّم للمدنيين في المنطقة، خاصة في ظلّ الوضع الاقتصادي المتردّي فيها، وعدم قدرة الآلاف من المدنيين على تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء. وذكر في بيانه في 28 مايو/ أيار "أنّ أعداد المدنيين الذين هم بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية في المنطقة، تجاوزت 3.1 ملايين مدني".

المساهمون