ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، كلمة في قمة الاقتصاد والطاقة التي نظمها المجلس الأطلسي في مدينة إسطنبول، ركز خلالها على مواضيع الهجرة والإرهاب والأزمة السورية، كما تحدث خلالها عن مواضيع استراتيجية مهمة تشمل كلاً من الطاقة والاقتصاد العالمي.
وأكد أردوغان أن أحد أهم أسباب الموجة الكبيرة للهجرة التي يشهدها العالم اليوم يعود إلى الظلم وفقدان العدالة في توزيع الدخل، وأيضاً بسبب الاشتباكات والحروب التي يشهدها العالم، قائلاً: "تركيا للأسف تُركت وحيدةً في نضالها المشرف الذي تخوضه لمواجهة الأزمات الإنسانية، وتحملت لوحدها العبء الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن استضافة 2.5 لاجئ سوري وعراقي، على مدى السنوات الخمس الماضية"، مضيفًا: "نحن كقادة دول إسلامية نحارب التطرف، وندين جميع أشكاله، وأعتقد أن من حقنا مطالبة الدول الأخرى بسلوك نهج مماثل".
ووجّه أردوغان انتقادات إلى دول الاتحاد الأوروبي في تعاملهم مع أزمة اللاجئين، قائلاً: "حاربنا الإرهاب 35 عاماً، والآن فتحنا أبوابنا للاجئين، لأننا لا نستطيع تركهم تحت البراميل المتفجرة. نحن نجد أنّ منظمات المجتمع المدني وأصحاب الخير يقدمون مساعدات للاجئين في كافة الولايات التركية، فيما تجاهل المجتمع الدولي وبالأخص دول القارة الأوروبية هذه القضية الحساسة، واتخذت مواقف من شأنها تعميق أزمة اللاجئين".
وفي ما يخص الأزمة السورية، شدّد أردوغان بأن المسؤول الأول عن الهجمات الإرهابية هو النظام السوري، قائلاً: "إن من يقف وراء الأسد ويدعمه بينما يمارس إرهاب الدولة مذنب بقدر الأسد، إن 380 ألف سوري تم قتلهم باستخدام البراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي ليسوا أرقاماً، بل إن كل واحد منهم يمثل إنساناً وروحاً أزهقت، ولازالوا حتى الآن يناقشون إن كان على الأسد أن يرحل أو لا، إن هذا النقاش لا يمثل فقط رسالة إلى الشعب السوري بل رسالة إلى الإنسانية جمعاء، وعلينا أن نقيّمها بشكل جيد".
وأضاف: "هل تعرفون ماذا ناقشنا في قمة دول العشرين في مدينة سانت بطرسبيرغ في روسيا؟ هل تم استخدام السلاح الكيماوي أم لم يتم؟ هل تعرفون كم قُتل بالسلاح الكيماوي؟ 1500 إنسان قُتلوا، أما السلاح العادي فقد كان عدد قتلاه في تلك الفترة 120 ألف إنسان، تم التغاضي عن قتلى السلاح العادي، وتم الحديث على أنه هناك قانون يحظر استخدام السلاح الكيماوي ولابد أن يكون هناك عقاب، ولكن لم يسأل أحدهم من أعطى النظام السلاح الذي قتل به 120 ألف شخص؟ لمَ لم يقف أحد على هذا الأمر؟".
وأشار أردوغان إلى أن المنظمات الإرهابية تدعم نظام الأسد، حيث أنه يأخذ البترول من "داعش"، كما تقوم قوات حزب الاتحاد الديمقراطي ( الجناح السوري للعمال الكردستاني) بدعم الأسد، قائلاً: "لايوجد فرق بين داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي أو حتى قوات حماية الشعب التابعة له، إن قوات الاتحاد الديمقراطي تقدم الدعم للأسد، ولغاية فترة قريبة كان الأسد عدواً للأكراد، ولم يكن يمنحهم حتى الجنسية، أما الآن فقد بات الحمل الوديع"، مضيفاً: "إن من يمنح الاتحاد الديمقراطي السلاح بحجة أنه يحارب داعش، يوصل رسالة تشير إلى إمكانية التسامح مع الإرهاب".
اقرأ أيضاً: تركيا عاصمة الدبلوماسية بقمة الـ20: توصيات عادية لظروف استثنائية