أداة لقياس صمود اللاجئين

06 يوليو 2017
لاجئ في الأردن (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

أكثر من خمسة ملايين شخص أُجبروا على الفرار من ديارهم خلال نحو ستة أعوام، هو عمر الصراع في سورية، منهم أكثر من 650 ألف سوري يحاولون في الوقت الحالي إعادة بناء حياتهم في الأردن. مساعدة هؤلاء على الصمود هي أولوية لدى العاملين في المجال الإنساني. في المقابل، ما من إجراء محدّد يمكن أن يساعد في تقييم نقاط القوّة الدى الشباب في الشرق الأوسط لمواجهة المشاكل، ما يصعّب من عملية تقييم القدرة على الصمود ومتابعة التغيّرات على مرّ الوقت.

واستطاع باحثون من جامعة "ييل" في الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع شركاء في جامعات في كندا والأردن والمملكة المتحدة، تطوير أداة مسح موثوقة لقياس القدرة على الصمود لدى الأطفال والمراهقين الذين نزحوا بسبب الحرب في سورية. وعمد الباحثون، بالتعاون مع المنظّمات الإنسانية العاملة على الحدود السورية ـ الأردنية، في اختبار هذه الأداة باللغتين الإنكليزية والعربية. وعرضوا النتائج التي توصلوا إليها في مقالة نُشرت مؤخراً في يونيو/ حزيران في مجلة تنمية الطفل.

تقول أستاذة الأنثروبولوجيا والشؤون العالمية في جامعة "ييل"، كاثرين بانتر برايك، والمؤلّفة الرئيسية للدراسة، إن "المنظمات الإنسانية تسعى إلى التخفيف من المعاناة، وتعزيز قدرة اللاجئين على الصمود، وتمكينهم من التغلّب على الشدائد. لكنّ في حال كان التركيز فقط على السلبيات، مثل الصدمات التي يعيشها اللاجئون، فهذا يعني أن الصورة الكاملة لن تكون موجودة". تضيف: "طورنا أداة لقياس الصمود لدى الشباب الناطقين باللغة العربية بدقة، وسيساعد هذا المسح الباحثين ومقدمي الخدمات على صياغة تدخلات فعالة تعزز نقاط القوة لدى اللاجئين".

هذه الأداة تساعد على الصمود والمرونة في محيط اللاجئين والمجتمعات المضيفة، وتعزّز نقاط القوة على المستوى الفردي والعائلي. يُطلب من المشاركين تحديد مواقفهم من 12 عبارة، منها: "لدي فرص لتطوير وتحسين نفسي من أجل المستقبل"، و"عائلتي تقف إلى جانبي في الأوقات الصعبة"، و"التعليم مهم بالنسبة لي"، وغيرها، ويكون التقييم على مقياس من خمس نقاط، يبدأ من "ليس على الإطلاق" إلى "جداً أو كثيراً".

بالتشاور مع مجموعات من اللّاجئين السوريين الشباب والمضيفين الأردنيين، درس فريق البحث أولّاً المفاهيم المحليّة بشأن القدرة على الصمود، ثم عمدوا إلى تكييف وترجمة أداة استخدمت بنجاح في ثقافات أخرى مع السكان الضعفاء، لقياس المرونة لدى الأطفال والشباب، لجعلها ذات صلة بمجتمعات اللاجئين الناطقة بالعربية. ولاختبار الأداة، قابل الباحثون 603 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 11 و18 عاماً.




وكما كان متوقّعاً، وجد الباحثون أنّ المستويات الأعلى من القدرة على الصمود ترتبط بمستويات أقلّ من مشاكل في الصحة العقلية والتوتّر. أيضاً، وجدوا اختلافات مثيرة للاهتمام في القدرة على الصمود. وركزت الفتيات والصبيان على أهميّة دعم الأسرة والمشاركة في الأنشطة الدينية والتعليم كبوابة للمستقبل. وفي حين أنّ الأردنيّين حدّدوا نماذج يحتذى بها كعناصر مهمة من أجل المرونة والصمود، فإنّ الشباب السوريين اللاجئين استمدوا القوة من التغلب على الصدمة وما واجهوه من مآسٍ، والشعور باستعادة الإحساس بالاستقرار، والحفاظ على الطموح، والاعتقاد بأن التعليم الرسمي ما زال مهماً. وذكر الباحثون أنّ الاعتماد على الروابط الأسرية بالنسبة لجميع هؤلاء الشباب كان أمراً بالغ الأهمية، حتى أكثر من العلاقات مع أقرانهم.

المؤلّفون المشاركون في الدراسة هم مارك إيغرمان، وهو باحث في مجال الصحة ودراسة المناطق في ويتني ييل ومركز بيتي ماكميلان للدراسات الدولية والمناطق، وألاستير آغر وهو مدير معهد الصحة والتنمية في جامعة الملكة مارغريت، ومايكل أونغار وهو أستاذ العمل الاجتماعي ومدير مركز بحوث القدرة على التكيف في جامعة دالهوزي في كندا، وكريستين هادفيلد. وموّلت أبحاثهم من قبل برنامج "البحوث من أجل الصحة في الأزمات الإنسانية"، الذي يهدف إلى تحسين النتائج الصحية من خلال تعزيز قاعدة الأدلة والبيانات للتدخلات الصحية العامة في الأزمات الإنسانية.

لا معلومات دقيقة

أعلن الأردن أن عدد اللاجئين السوريين الذين يقيمون في العاصمة عمّان، يقارب نحو 435 ألفاً. وقال ممثل مدينة عمان في منظمة المدن المرنة، فوزي مسعد، إنه لا توجد معلومات دقيقة عن اللاجئين. وكان المتحدث الرسمي بإسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، علي بيبي، قد أعلن أن عدد اللاجئين المسجلين في المفوضية خارج المخيمات زاد عن 514 ألف لاجئ.


المساهمون