لا يمكن اعتبار أحمد فلاح (1987)، رساماً عراقياً عادياً، ففي العراق يحظى السياسيون وزعماء الأحزاب الدينية بحماية وقداسة قد لا تتوفر عند غيرهم، مع الإشارة دائماً إلى أن هذا الرئيس أو الوزير أو المعمم هو "خطٌ أحمر"، وهذه اللهجة الدارجة بين العراقيين بعد عام 2003. لكن الرسام العراقي لم يبقِ من التابوهات إلا وأزال عنها الحظر، متناولاً الأحداث اليومية، سواء على صعيد السياسة أو الأمن أو الدين، فهو يشترك مع العراقيين بفنهِ، مستخدماً مواقع التواصل الاجتماعي كمعرضِ فسيح يطرح من خلالها كل أفكاره.
يقول أحمد فلاح لـ"العربي الجديد"، إن "المهن اليدوية، وتحديداً النجارة، أحبّ الأعمال إليّ، وكانت بوابتي إلى الرسم". ونتيجة للظروف العامّة في تسعينيات العراق الساحقة، لم يستطع فلاح إكمال دراسته، وبعد احتلال العراق عام 2003، أخذته مشاغل الحياة ولم يلتفت مرّة أخرى إلى الدراسة، لكنه لم يبتعد عن طقوس الثقافة والفنون، حتى عمل مصمماً لأغلفة الكتب والمجلات، ولكن الانصراف الحقيقي نحو الرسم كان عام 2013، وبعدها بعام واحد، ترك العراق وهو يعيش حالياً في النرويج.
يترك فلاح ضجة تلاحق أغلب رسوماته، يقول عنها: "هناك أسباب عديدة تدفعني إلى الرسم، منها ما هو شخصي، إذ يجعلني هذا الفن أفكر في تفاصيل الحياة بشكل أعمق. أرسم للسخرية من عالمنا الذي يمضي بشكل سريع إلى التهلكة. ولأسخر من السياسيين وأعريهم وأزيل الأقنعة عن وجوههم، لكن الأمر الذي يجعلني سعيداً هو دفع الناس إلى التفكير، وتحطيم الخطوط الحمراء التي خُطّت من دون موافقة أحد. أرسم لأنني لا أستطيع الكتابة بشكل جيد، ولذلك مهمتي تكون شاقة أحياناً، لأنّي أحاول اختصار ألف كلمة بصورة واحدة".
يضيف: "أحاول التنبيه إلى خطاب منحط لسياسي، أو أزمة فساد، أو نشوء ظواهر ضارّة. أرسم لدعم مجموعات شباب تعمل بجد وكد من أجل عالم وبلدان أقلّ سوءاً مما هي عليه اليوم".
ولأن فلاح لا ينفك عن رسم السياسيين والشخصيات العامة في العراق، يشير إلى أنهم "لا يتقبلون النقد، ولا السخريّة، وهناك الكثير من رسائل التهديد التي تأتيني من جيوشهم الإلكترونية، وهناك تهديدات أيضاً وصلت إلى عائلتي، وقد شنّت جيوشهم الإلكترونية حملات أيضاً لرفع دعاوى قضائية ضدي، وبصراحة لا أدري إذا ما رفعت قضيّة حقّاً، ولو حصل، فهو غير مهم. رسائلهم الفظيعة في تصوير لحظاتي الأخيرة بين يديهم كافية. فهم يعتقدون أنني متهم بالمساس بالمقدس... وبرأيي لا شيء مقدّس غير الإنسان وضمان كرامته، ولا يجب أن يكون أي شيء خارج النقد أو السخرية".
يتابع: "المزاج العام ليس واحداً، فالعراق متعدّد الآراء، والأجيال الجديدة في العراق متخفّفة من أثقال الماضي، وبدأت رويداً رويداً لا تقدّس إلا الأرواح البريئة، وهذا يدفعني إلى الجرأة أكثر. ولكن في الأساس، أنا لا أُسيء لأحد حتى أراعي المزاج العام، ربما أسخر وأنتقد بشدّة، لكنني أحافظ على عدم وصولي إلى الإساءة أو التجريح بأحد، وأحاول جاهداً عدم الابتذال، رغم صعوبة كل هذا وسط الفوضى والسديم الذي يعيشه العراق اليوم".
يتابع: "تحملتُ عواقب كثيرة بسبب رسوماتي، منها أنني لم أرَ عائلتي منذ ستة أعوام. العواقب الأخرى هي أني لا أضمن سلامتي في حال عودتي إلى بغداد ولو لزيارة أهلي ورؤية المدينة مرّة أخرى. إلى متى سيستمر الحال هكذا؟ لا أدري، ولا أريد عداء مع أحد، ولا أعتبر أحداً عدواً لي. لكن ربما هناك في العراق من يعتبرني عدّواً، وفي هذه الحال لا يمكنني فعل شيء لتغيير وجهة نظره، أو على الأقل لا يمكنني تحويله إلى صديق".
وعن رسومات فلاح خارج عالم الجدل السياسي، يوضح أنه لا يهتم بالسياسة فحسب، فرسوماته تتضمن نقداً لقضايا اجتماعية واقتصادية من الحياة اليومية: "أما في غير الكاريكاتير فها أنا أحاول العودة إلى الرسم بمواد وألوان مختلفة... لأجل إتمام مشاريع طال تأجيلها كثيراً".
اقــرأ أيضاً
يقول أحمد فلاح لـ"العربي الجديد"، إن "المهن اليدوية، وتحديداً النجارة، أحبّ الأعمال إليّ، وكانت بوابتي إلى الرسم". ونتيجة للظروف العامّة في تسعينيات العراق الساحقة، لم يستطع فلاح إكمال دراسته، وبعد احتلال العراق عام 2003، أخذته مشاغل الحياة ولم يلتفت مرّة أخرى إلى الدراسة، لكنه لم يبتعد عن طقوس الثقافة والفنون، حتى عمل مصمماً لأغلفة الكتب والمجلات، ولكن الانصراف الحقيقي نحو الرسم كان عام 2013، وبعدها بعام واحد، ترك العراق وهو يعيش حالياً في النرويج.
يترك فلاح ضجة تلاحق أغلب رسوماته، يقول عنها: "هناك أسباب عديدة تدفعني إلى الرسم، منها ما هو شخصي، إذ يجعلني هذا الفن أفكر في تفاصيل الحياة بشكل أعمق. أرسم للسخرية من عالمنا الذي يمضي بشكل سريع إلى التهلكة. ولأسخر من السياسيين وأعريهم وأزيل الأقنعة عن وجوههم، لكن الأمر الذي يجعلني سعيداً هو دفع الناس إلى التفكير، وتحطيم الخطوط الحمراء التي خُطّت من دون موافقة أحد. أرسم لأنني لا أستطيع الكتابة بشكل جيد، ولذلك مهمتي تكون شاقة أحياناً، لأنّي أحاول اختصار ألف كلمة بصورة واحدة".
يضيف: "أحاول التنبيه إلى خطاب منحط لسياسي، أو أزمة فساد، أو نشوء ظواهر ضارّة. أرسم لدعم مجموعات شباب تعمل بجد وكد من أجل عالم وبلدان أقلّ سوءاً مما هي عليه اليوم".
ولأن فلاح لا ينفك عن رسم السياسيين والشخصيات العامة في العراق، يشير إلى أنهم "لا يتقبلون النقد، ولا السخريّة، وهناك الكثير من رسائل التهديد التي تأتيني من جيوشهم الإلكترونية، وهناك تهديدات أيضاً وصلت إلى عائلتي، وقد شنّت جيوشهم الإلكترونية حملات أيضاً لرفع دعاوى قضائية ضدي، وبصراحة لا أدري إذا ما رفعت قضيّة حقّاً، ولو حصل، فهو غير مهم. رسائلهم الفظيعة في تصوير لحظاتي الأخيرة بين يديهم كافية. فهم يعتقدون أنني متهم بالمساس بالمقدس... وبرأيي لا شيء مقدّس غير الإنسان وضمان كرامته، ولا يجب أن يكون أي شيء خارج النقد أو السخرية".
يتابع: "المزاج العام ليس واحداً، فالعراق متعدّد الآراء، والأجيال الجديدة في العراق متخفّفة من أثقال الماضي، وبدأت رويداً رويداً لا تقدّس إلا الأرواح البريئة، وهذا يدفعني إلى الجرأة أكثر. ولكن في الأساس، أنا لا أُسيء لأحد حتى أراعي المزاج العام، ربما أسخر وأنتقد بشدّة، لكنني أحافظ على عدم وصولي إلى الإساءة أو التجريح بأحد، وأحاول جاهداً عدم الابتذال، رغم صعوبة كل هذا وسط الفوضى والسديم الذي يعيشه العراق اليوم".
يتابع: "تحملتُ عواقب كثيرة بسبب رسوماتي، منها أنني لم أرَ عائلتي منذ ستة أعوام. العواقب الأخرى هي أني لا أضمن سلامتي في حال عودتي إلى بغداد ولو لزيارة أهلي ورؤية المدينة مرّة أخرى. إلى متى سيستمر الحال هكذا؟ لا أدري، ولا أريد عداء مع أحد، ولا أعتبر أحداً عدواً لي. لكن ربما هناك في العراق من يعتبرني عدّواً، وفي هذه الحال لا يمكنني فعل شيء لتغيير وجهة نظره، أو على الأقل لا يمكنني تحويله إلى صديق".
وعن رسومات فلاح خارج عالم الجدل السياسي، يوضح أنه لا يهتم بالسياسة فحسب، فرسوماته تتضمن نقداً لقضايا اجتماعية واقتصادية من الحياة اليومية: "أما في غير الكاريكاتير فها أنا أحاول العودة إلى الرسم بمواد وألوان مختلفة... لأجل إتمام مشاريع طال تأجيلها كثيراً".
عن هذه المشاريع، يقول إن لديه عدداً من المشاريع التي يعمل ويخطط لأجلها، ومنها معرض شخصي، وهذه المشاريع تتصارع في ما بينها، ويرجو أن يُحسم الصراع قريباً ليركّز على مشروع واحد وينجزه لينتقل إلى المشروع الذي يليه.
ويلفت إلى أنه في الفترة الأخيرة شارك بلوحاتٍ في عدد من المعارض في أوروبا، وعلى هذا الأساس ربما يكون مشروعه القادم هو خليط من مواد وأصوات وأشياء أخرى يتضمن سياسة وحياة يومية "وكل شيء"، وهذا هو ما يجب تصفيته وتنقيته للوصول إلى نتيجة وإلى عمل محدد.