أحمد رزق: الفنان قادر على تغيير الوضع الاقتصادي العام

05 سبتمبر 2014
الفنان يستطيع تسليط الضوء على معاناة الناس الاقتصادية(أرشيف/getty)
+ الخط -
يرى الممثل المصري أحمد رزق أن الفنان قادر على تحسين الواقع الاقتصادي عبر الإضاءة على مشكلات المواطنين، مشيراَ في مقابلة مع "العربي الجديد" الى أن الشعوب تستحق وضعاً أفضل من واقعها القائم، وبأن الفنان يستطيع تسليط الضوء على المشاكل والازمات الاقتصادية التي يعانيها المواطنون.
وهذا نص المقابلة:

*كيف ترى الأوضاع الاقتصادية القائمة في مصر حالياً؟

الأوضاع غير جيدة برأيي، لكنها في طريقها نحو التحسن التدريجي، لقد شعرنا مؤخراً كمواطنين بتحسن طفيف في الوضع الاقتصادي، ونتمنى أن تحمل لنا الفترة المقبلة ما هو أفضل بكثير لأننا كشعب نستحق أن نعيش وأن ننال كل ما هو أفضل من واقعنا.
ومن وجهة نظري كل هذه الأزمات التي نعايشها ونعاني منها ما هي إلا اختبار من الله، وبالتأكيد سيكون بعده الفرج الكبير والمستقبل المشرق والمضيء لبلادنا ولمصرنا الغالية.

*لديك نظرة تفاؤلية، برغم أن لغة التشاؤم هي السائدة، كيف تستطيع الابقاء على هذا الأمل في المستقبل؟

بالتأكيد لدي نظرة تفاؤل بكل شيء، أنا أكره المتشائمين جداً وأنظر دائماً للمستقبل بعين الصبر والتفاؤل، ولو وقفنا عند التشاؤم والندم على ما فاتنا فلن نفعل أي شيء للمستقبل، وهنا تكون الحكمة والخبرة أيضاً.
وأعتقد أن الشعوب المتحضرة صبرت كثيراً وتحملت حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من تحضر وتقدم يشهد له العالم، ويوجد كذلك الكثير من الأمثلة عن دول عانت من أزمات اقتصادية ومعيشية ومالية واستطاعت من خلالها أن تعود أقوى مما كانت عليه.

*لكن هذه الأمور ربما تحتاج من الصبر سنوات، فهل سيصبر الشعب المصري على هذه الأزمات المتعددة؟

الشعب المصري شعب فاهم وواع، ويعرف تماماً أننا في مرحلة أشبه، إن صح التعبير، بعنق الزجاجة وليس أمامنا إلا الصبر لكي نعبر من هذه الأزمة التي نعيشها.
وأعرف جيداً أن الأزمات تكاثرت وزادت كثيراً وبالأخص في الفترة السابقة ولكن كما أشرت، هذه الأمور وقتية وستتخطاها مصر وستمر نحو واقع مختلف بسواعد أبنائها ورجالها.

*لكن الأزمات التي يعاني منها الشعب أزمات ليست هينة أو بسيطة، فهي تتعلق برغيف العيش والمواصلات والفقر والعمل، وهي أزمات محورية قد لا يشعر بها البعض ممن ينتمون إلى الطبقات الأخرى في المجتمع؟

كل هذه الأزمات تقع على عبء الجميع في المجتمع المصري، وليس على طبقة واحدة من دون غيرها، وأعرف أن تأثير المشكلات الاقتصادية والمعيشية له وقعه الأقوى والأكبر على الطبقة الكادحة من الطبقات الاجتماعية الأخرى، لكن مصر تحتاج خلال هذه الفترة الى الكثير من الصبر وقوة التحمل، وسيعود نتاج هذه الفترة علينا جميعاً وليس على طبقة أو فئة واحدة، لذا فأنا أرى أن قوة التحمل والصبر هما من المفاتيح السحرية لتخطي الازمة الاقتصادية المصرية ولتخطي الأزمات المرحلية التي يعانيها كل الشعب ومن كل الفئات والطبقات.

*وهل للفنان دور ايجابي يساهم في مساعدة الشعب المصري على تخطي الأزمات التي يعيشها هذه الأيام؟

بكل تأكيد للفنان دور في أي مرحلة لأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي يعيش فيه، ولو حدث غير ذلك فيصبح الفنان بلا قيمة ويصبح وجوده في الحياة الاجتماعية من دون أي أهمية، فعلى الصعيد الفني لابد من أن يعبر الفنان من خلال وجهة نظره التي يستمدها من واقع الحياة التي يعيشها المواطن البسيط عن كل متطلبات هذا المواطن ومشاكله ليقدمها للجهات المسؤولة لكي تبحث عن كل ما يمكن لحل مثل هذه المشكلات أو التخفيف من وطأتها، وهذا الدور يمكن أن يساهم في تقديم بعض الأمل للمواطن بأن الأمور لن تبقى على ما هي عليه، وستتجه نحو الأفضل.

*كيف يمكن للفنان الانخراط في بث الأمل الاقتصادي والاجتماعي؟ وفي أي ميادين تحديداً؟

 مثلاً، يمكن للفنان أن يساهم في الاضاءة على أزمة انقطاع الكهرباء بشكل متواصل في المناطق المصرية، إذ هناك مناطق تشكو انقطاع الكهرباء وبكثرة، على عكس مناطق أخرى تنقطع فيها الكهرباء بالوتيرة نفسها ولكنها لا ترفع شكواها ولا تطالب بحقوقها، أو مثلاً في ما يتعلق بارتفاع الاسعار في أماكن معينة نتيجة استغلال بعض التجار لما يعيشه البلد من أوضاع غير مستقرة وأزمة في ارتفاع الاسعار، كل هذه المشكلات والقضايا وغيرها لا بد للفنان أن يقدمها في أعماله لكي ينوّه وينبه ويقدمها للمجتمع والجهات المختصة لتصحيحها والحد منها.
المساهمون