أحمد البشير... لاجىء سوري جمع بين التفوّق والموهبة

08 سبتمبر 2020
اللغة هي أول أساس بالنسبة لي لتحقيق شيء في هذا البلد (العربي الجديد)
+ الخط -

تفتّح على الحياة لاجئاً يبحث عن الالتحاق بمدرسة. يحلم بأقلام وحقيبة ودفاتر جديدة. يتطلع  إلى الاستقرار بعد أن أجبرته القذائف والصواريخ على مغادرة المنزل مع عائلته بعد مجزرة الحولة التي وقعت في مسقط رأسه، مدينة تلدو في ريف حمص الشمالي.
الطفل السوري أحمد البشير (14 عاماً) لجأ إلى تركيا مع عائلته بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر. بدأ حياة جديدة وتعلم لغة جديدة ونافس أقرانه في المدرسة ليتفوّق ويطوّر موهبة يتطلع للاستمرار فيها. يقول: "لم تكن لدي فرصة للالتحاق بالمدرسة في سورية، فالحياة كانت معطلة حينها في مدينتي. نزحت مع أهلي بعد المجزرة التي حصلت في المدينة، عشنا لشهور نازحين نتطلع لأيام أفضل، وفي النهاية لم يكن هناك حلّ أمامنا سوى المغادرة واللجوء إلى تركيا".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

يتابع أحمد: "التحقت بالمدارس السورية التي كانت مفتوحة في مدينة نذب التابعة لولاية غازي عينتاب التركية حيث نقيم، وبعدها انتقلت إلى مدرسة تركية، حيث بدأت أتعلم اللغة التركية لأتقنها بشكل جيد. فاللغة هي أول أساس بالنسبة لي لتحقيق شيء في هذا البلد الذي لجأت إليه. هذا العام كنت في الصف الثامن، وهذا الصف يعتبر مفصلياً في المدارس التركية، ومنذ بداية العام أدركت أنه يتوجب علي الدراسة بجد والتفوق كي أضمن الانتقال إلى مدرسة جيدة في المدينة التي أقيم فيها. كان  عاماً صعباً والدراسة شاقة فيه، لكن النتيجة كانت على قدر الجهد الذي بذلته. تفوقت في الصف، وقبلت في مدرسة من أفضل المدارس على مستوى منطقتي سألتحق بها في العام الدراسي الجديد".
يتمتع أحمد بموهبة في فن الخط العربي ورسم الغرافيتي. يتحدث عنها قائلاً: "كنت أجلس قرب والدي وأشاهده يخط لوحات بمختلف أنواع الخطوط العربية، وأحببت أن أتعلم منه. كان الأمر مجرد هواية في البداية وبدأت التدريب بعمر 11 عاماً، ليزداد حبي للخط العربي.

أتدرب بشكل يومي على الخط، ولدي طموح أن أكون من المبدعين بهذا المجال وأطوّر موهبتي قدر الإمكان. أحببت أيضاً فن الغرافيتي واتخذته كهواية إلى جانب حبي للخط العربي، في الوقت الذي يشجعني فيه والدي على مواصلة التدريب على الخط".
يتطلع أحمد إلى أن يكون مهندساً معمارياً في المستقبل،  ليترجم موهبته إلى أعمال فنية معاصرة، ويضيف ابتكاراته فيها، بحسب ما يقول. يضيف: "أبي يشجعني على الدوام وكذلك أمي. يقدمان لي النصيحة ويتابعان ما أخط أو أرسم، ويوجّهان لي النقد ويساعداني على تخطي المشاكل".

المساهمون