ها قد
أنزلوا الشراع
وألقوا بالمرساة على حافة الأفق،
فلا ريح بعد الآن تعانق الأرض التي تُصلب.
لأشلاء الصدى،
تصغي الأرواح.
أيادٍ متعبة
تلوّح للمراكب التي تغرق.
هاكم... لقد أثمر الموت.
صرخة لقاء،
في ضرام معركة
للتو ابتدأت.
هذا موتي يحدّثكم،
"زيتونة" نبتت في أرضنا،
بعنفوان تنهض من بين الصخور،
مكان القلب حفرة هائلة،
دم وجراح وألف "رزان"،
وألف "ساروت".
هذا طريقنا،
يمتد من البحر إلى العيون،
من الجسد الغارق في الأرض،
إلى المجرّة،
إلى الذاهبين في عتمة الليل،
ليسترجعوا الصفاء.
هذا صمتي،
يسري من القلب إلى السجون،
إلى الشمس،
إلى وطن السفر.
هنا يبدأ الطريق،
من حدود البؤس،
من جذور القهر والألم.
تعالوا إلينا،
"عهدٌ" نحن هنا باقون،
مثل الأزل،
مثل الجراح الساكنة في صراخ الأمّهات،
مثل القُبلْ،
مثل الابتسامة،
مثل الفرح الذي ينبت في الجفون.
* كاتب سوري مقيم في ميلانو