أبناء طهران الأغنياء: جميلات وسهر و"فيراري"

13 أكتوبر 2014
+ الخط -

 أهلاً بكم في طهران الأخرى. هنا تدور حياة مختلفة تماماً عن تلك التي نراها في نشرات الأخبار. هنا لا سياسة، ولا دين، ولا ملاحقات، واعتقالات ولا تخصيب لليورانيوم. على تطبيق "إنستغرام" ستتعرّفون على "أبناء طهران الأغنياء" أو rich kids of tehran.
داخل هذا الحساب الذي يتابعه أكثر من مائة ألف شخص، ستجدون كل شيء عن حياة لا نعرفها، تدور يومياتها في بيوت فاخرة، وفي سيارات أسعارها مئات آلاف الدولارات: "فيراري"، "مازيراتي"، "بورش"... يقودها شبان وشابات تبدو مظاهر الترف والثراء ظاهرة عليهم.

"نريد إظهار الوجه الآخر لمدينتنا" كتب المشرفون على الحساب من دون الكشف عن هوياتهم، وإن كانت صورهم تبدو واضحة في الحساب. وهنا أيضاً بإمكاننا متابعة تفاصيل حياة "أبناء طهران الأغنياء". حياة فيها سهر، وكحول، وملابس متحررة من القيود المفروضة على السيدات في الجمهورية الإسلامية أو في ملابس السباحة. لكن قبل يومين تم إغلاق الحساب على تطبيق "إنستغرام"، و"تويتر". واليوم على الحساب أربع صور فقط. وقد أكد المشرفون على الحساب أنه أقفل "بسب الدعاية الخاطئة".

لكن هل قلت دعاية خاطئة؟ أشخاص يتباهون بثرائهم الفاحش، قائلين إن "هذا هو الوجه الحقيقي لطهران"! لكن الرد جاء سريعاً من قبل "أبناء طهران الفقراء". هنا مئات الصور، لأطفال يعملون في الشوارع، منهم من لا يملك ثمن الطعام، منهم من يشحذ... منهم من ينام في حديقة على طرف الطريق العام لأنه لا يملك سقفاً يؤويه.

لكن هؤلاء لم ينالوا اهتمام الإعلام. كل المواقع الغربية وحتى الإسرائيلية تابعت قصة "أبناء طهران الأغنياء"، لكن لم يخبرنا أحد عن هذه الطبقة من الإيرانيين، وحدهم بعض الناشطين على مواقع التواصل قالوا ما لم يقله أحد، حتى أكثر وسائل الإعلام محاباة للمحافظين. فكتب أحد الناشطين: "أخبرونا عن هذه الطبقة التي لا يمسها أحد، وعن هؤلاء المراهقين المحميين من نظام يعمل على توسيع الهوة بين الفقراء والأغنياء". فيما كتبت ناشطة أخرى: "ربما بات يجب دراسة ظاهرة الأغنياء الجدد الذين ولدوا خلال فترة حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد".

في المقابل كتبت إيرانية تعيش في كندا: "هذه هي إيران التي نحب توقفوا عن تصوير بلادنا كأنها بلاد الفقر والفقراء".

 

المساهمون