تنهمك مجموعةٌ من المتاحف في عدّة بلدان أوروبية بجمع قطع الـ "ليغو"، كي توفّرها للفنان الصيني آي ويوي، الذي يحضّر لعمل جديد يتألّف من عدد كبير من هذه القطع.
يأتي هذا التعاون مع الفنان بعد أن رفضت شركة "ليغو" الدنماركية بيعه قطعاً من لعبتها الشهيرة؛ لأنّها "سُتستخدم لأغراض سياسية"، بحسب ما أبلغته؛ إذ إنّه سيستعمل هذه القطع من أجل تصميم عمل يتناول قضية حرية التعبير عن الرأي، سيُعرض في متحف ملبورن في أستراليا.
من جهته، أعلن ويوي على صفحته في إنستغرام تفاصيل الأمر، مشيراً إلى أنّ موقف الشركة يُعتبر "اعتداء على الإبداع وحرية التعبير"، واصفاً إيّاه بـ "فعل رقابة وتمييز"، ما أثار ضجيجاً إعلامياً في الأيام الأخيرة في الصحف الأوروبية.
لكنّ المتاحف، على ما يبدو، لم تكن لتترك الفنّان وحيداً، فأخذت تجمع له القطع، وتحث زوّارها على التبرّع أيضاً، كما فعلت "الأكاديمية البريطانية للفنون" التي تستضيف معرضاً له الآن، إذ طلبت من زوّارها جمع الـ"ليغو" له، إضافة إلى "متحف بروكلين" في نيويورك، و"مارتن غروبيوس باو" في برلين.
عموماً، عُرف الفنان بأعماله التي تتميّز بأبعادها السياسية النقدية اللاذعة، كما أنّه معارضٌ في بلاده؛ فهو ناشط سياسي ومخرج سينمائي ومصوّر فوتوغرافي، لم يكف عن انتقاد وفضح السلطات الحاكمة في الصين وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
شكّل ويوي مصدر إزعاج دائم للسلطات الصينية، فهو الذي أشار إلى الفساد المستشري في بناء المدارس والذي أودى بحياة آلاف الطلاب بسبب زلزال سنة 2008. كما اشتهر الفنان الصيني، بالسخرية من طريقة التعاطي مع الفنون التقليدية في الصين وآليات توظيفها.
بطبيعة الحال، لم تكن السلطات الصينية لتصمت عن كل هذا، فاعتقلت الفنان عام 2011، واحتجزته لمدة 81 يوماً بحجة "ارتكاب جرائم اقتصادية"، وهدمت مشغله، وصودر جواز سفره لمدة أربع سنوات.
اقرأ أيضاً: أي وايواي.. الفن الصيني في الإقامة الجبرية