آلاف الماليزيين يتظاهرون للمطالبة بإصلاحات اقتصادية

29 اغسطس 2015
جانب من مظاهرات السبت المطالبة بإصلاحات (أرشيف/Getty)
+ الخط -
احتشد عشرات الآلاف من الماليزيين، اليوم السبت، في وسط كوالالمبور، للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء، نجيب عبدالرزاق، وذلك على خلفية معلومات عن تورطه في قضايا فساد، وبإجراء إصلاحات كبيرة.

واكتظ وسط العاصمة التاريخي بالحشود الذين كان معظمهم يرتدون القمصان الصفراء لحركة الإصلاح الماليزية المحظورة، وتجمعوا في أجواء احتفالية من عروض موسيقية والتقاط صور، إلى جانب خطب سياسية، لكنهم منعوا من دخول ساحة الاستقلال التي كانوا يعتزمون الاعتصام فيها ليلاً.

وكان أعضاء في حكومة رئيس الوزراء اعترفوا بأنه تلقى 700 مليون دولار أودعت في حساباته الشخصية من مصادر غامضة اعتبارا من 2013.

وأثار الخبر، الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الشهر الماضي، غضب عدد كبير من الماليزيين، بما في ذلك أعضاء في حزب رئيس الوزراء الذي ضاق ذرعا بفضائح الفساد الحكومية المتكررة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن رجل الأعمال نغ شونغ يي: "لدي طفلة في شهرها السادس وأريدها أن تكبر في بلد ديمقراطي وخال من الفساد.. نريد أن تعرف الحكومة أننا غاضبون.. لن يعرفوا ذلك إذا جلسنا في منازلنا".

وكانت تظاهرات سابقة نظمتها حركة المجتمع المدني بيرسيه (نظيف) انتهت بصدامات مع الشرطة في 2012.

وقدرت وسائل الإعلام الماليزية عدد المشاركين في تجمع اليوم بثمانين ألف شخص، ولم تسجل أي حوادث حتى بعد ظهر السبت، بينما احترم المتظاهرون الشريط الأمني الذي طوق الساحة.

وأكد وزراء في حكومة نجيب أن: "الأموال التي تم تحويلها هي هبات سياسية من مصادر في الشرق الأوسط، وليس هناك جوانب قذرة في القضية"، بدون أن يضيفوا أي تفاصيل.

وقد أغلقت الحسابات ولم يكشف مصير الأموال، ووصف نجيب الاتهامات المتعلقة بالأموال بأنها: "مؤامرة من قبل معارضيه لإسقاطه".

ويتهم رئيس الوزراء الماليزي بإخفاء مبالغ كبيرة من صفقات الشركة الوطنية للاستثمار 11 ماليجا ديفلوبمنت برها، التي تعاني من مديونية كبيرة، وكان رئيس الوزراء قد انشأها في 2009.

وتحدثت معلومات صحافية عن ملايين الدولارات يستثمرها أفراد من عائلة نجيب في الخارج، لكن نجيب والشركة نفيا كل ذلك بشدة.

وكان نجيب (62 عاماً) وعد عند توليه السلطة في 2009 بإنهاء الفساد والاستبداد، إلا أن تقارير إعلامية كشفت مؤخراً تورطه في صفقات فساد.

ويشعر الكثير من الماليزيين بالاستياء من قوانين جديدة للاستهلاك يرون أنها تسببت في ارتفاع الأسعار.

وقد انخفض سعر العملة الوطنية (رينغيت) إلى أدنى مستوى له منذ 17 عاماً، بينما يشعر المستثمرون بخيبة الأمل من إخفاق نجيب المالي، ويخشون أن تنعكس الاضطرابات الاقتصادية في العالم على ماليزيا.

وقال المتظاهر إلياس صالح (52 عاماً) إن: "اقتصادنا في وضع سيئ والشعب يعاني من ارتفاع النفقات.. البلاد في مرحلة حرجة".

من جهتها، قالت سهيلة ديفاراج (58 عاماً) المعلمة المتقاعدة: "نريد أن نقول لنجيب إن كثيرين باتوا لا يريديونه".


اقرأ أيضاً: ماليزيا تجمد حسابات مصرفية مرتبطة بفضيحة فساد لرئيس الوزراء

المساهمون