التظاهرات التي حملت اسم "إحنة ثورة مو عورة"، ارتفع عدد المشاركات فيها من طالبات الجامعات والثانويات وناشطات عراقيات من مختلف أرجاء العاصمة، تزامنت أيضا مع تظاهرات مماثلة في مدن جنوبي البلاد.
واتجهت التظاهرات من نفق السعدون باتجاه ساحة التحرير، لتنضم إلى باقي التظاهرات التي تنفذ منذ صباح اليوم حملات لحشد تظاهرات مليونية يوم غد الجمعة.
Twitter Post
|
وقالت يُسر طالب اللامي إن "التظاهرات رد على محاولات فرض وصاية والاستيلاء على الدولة"، واعتبرت ان فتاوى وبيانات الصدر "محاولة مصادرة وتضييق على الناس وفرض آراء خلاف القانون والدستور اللذين ضمنا الحريات الشخصية والعامة".
واعتبرت اللامي أن من يرى في مشاركة المرأة عورة فهو غير جدير للعيش ببلد مثل العراق متعدد الألوان والثقافات ولا يمكن له أن يفرض رأيه، مؤكدة لـ"العربي الجديد"، أن "التظاهرة تؤكد على حق المرأة في التعبير عن رأيها فهي جزء من المجتمع، ولها ما لها من حقوق وواجبات".
وشددت على أنه "لا يمكن إسكات صوت المرأة التي تشارك الرجل في كافة الأعمال، في التدريس والطب والجامعات، وشتى مجالات الحياة الأخرى، وسنواصل الاحتجاج والتظاهر حتى نيل الحقوق"، منتقدة "الأصوات التي تحاول إسكات المرأة وقمع صوتها تحت ذرائع مختلفة".
Facebook Post |
وسرعان ما انضم آلالاف من الشبان الآخرين إلى التظاهرة التي رفعت عدة شعارات مثل "ثورة وليست عورة"، و"هايه بناتك يا وطن هاهيه"، و"عراقيات محد يزاود علينا"، وشعارات أخرى كلها تصب ضمن الردود على دعوات منع النساء من المشاركة في التظاهرات والهجوم من قبل أتباع زعيم التيار الصدري على عدد من الناشطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واتهامهن بتهم مختلفة.
وكانت قد تعرضت ناشطة عراقية ليلة أمس الأول إلى طعن بسكين في منطقة الكتف بساحة التحرير.
في السياق ذاته، عززت قوات الأمن العراقية تواجدها في محيط ساحتي الوثبة والخلاني وجسر السنك على نهر دجلة وسط بغداد، وذلك بعد تحشيد المتظاهرين للتقدم باتجاه تلك المناطق لاستعادة التواجد بها بعد فرض قوات الأمن السيطرة عليه.
وأكد شهود عيان انتشارا كثيفا لقوات الأمن ممثلة بجهاز "فض الشغب" سيئ الصيت في العراق من ناحية قمع التظاهرات منذ انطلاقتها بالأول من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.
ونقلت محطة تلفزيون عراقية أن متظاهرين بدؤوا التجمع عند ساحة الخلاني وجسر السنك في إشارة إلى احتمالية عودة مواجهات ليلة أمس مرة أخرى مع قوات الأمن، والتي أسفرت عن إصابة وجرح نحو 30 متظاهرا بالمنطقة ذاتها.
وفي البصرة جنوب البلاد، قال ناشطون إنهم أعادوا تهيئة خيام جديدة بدلا من تلك التي أحرقت قبل أسبوعين في ساحة البحرية وسط المدينة.
وقال الناشط جاسم المالكي لـ"العربي الجديد"، إنهم يسعون اليوم "للصمود أمام مماطلة السلطة"، على حد تعبيره، وأضاف أن المتظاهرين ليس لديهم مجرد النية في التفكير بالعودة إلى منازلهم قبل إنجاز طلباتهم كلها".