تعتبر محركات البحث من بين أكثر المواقع زيارة على شبكة الإنترنت، إذ يتصدر موقع غوغل المرتبة الأولى حسب إحصائيات موقع "أليكسا". وعادة ما نستعين بمحرك البحث الخاص بشركة غوغل للوصول بشكل أسرع إلى المواقع والمعلومات التي نبحث عنها، حيث يتفوق محرك غوغل على بقية محركات البحث من ناحية تقديم نتائج أكثر دقة بفضل اعتماده على مجموعة من الخوارزميات والمؤشرات التي تتيح له تحليل وفهم البيانات لتقديم نتائج دقيقة في مدة زمنية وجيزة.
وفي ظل التطور السريع الذي تشهده شبكة الإنترنت، تسعى العديد من الشركات إلى تطوير تقنيات جديدة لتواكب تطور وضخامة المحتوى الرقمي، إذ تعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي من بين أبرز هذه التقنيات التي أصبحت تساهم بشكل كبير في الرفع من كفاءة محركات البحث.
وحسب دراسة أجرتها شركة سيسكو الأميركية فإن محتوى الفيديو والصور سيشكل %80 من إجمالي المحتوى المُستهلك على شبكة الإنترنت بحلول سنة 2019، وهو الأمر الذي يحتم على الشركات التقنية ضرورة تطوير تقنيات تتيح لمحركات البحث تحليل هذا النوع من البيانات لعرض نتائج مناسبة. وفي هذا السياق تعمل شركة غوغل على نظام خاص بتحليل الصور وإعطائها وصفا دقيقا يشبه إلى حد كبير الوصف الذي يقدمه الإنسان، وذلك بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويعتبر نظام Show and Tell الذي كشفت عنه غوغل سنة 2014 من بين الأنظمة مفتوحة المصدر التي أظهرت كفاءتها في توليد وصف نصي دقيق للصور، فعلى سبيل المثال يمكن للنظام تقديم هذا الوصف: "رجل مبتسم يلعب مع قط"، بحيث يقدم النظام وصف مكونات الصورة بالإضافة إلى تحديد الحالة المزاجية للإنسان.
وتسعى فيسبوك كذلك إلى دمج هذه الخاصية في منصة التواصل الاجتماعي التابعة لها، حيث كشفت الشركة أخيراً عن منصة Lumos والتي سوف تسمح للمستخدمين بالبحث عن الصور عن طريق كتابة وصف لها. وتعتمد هذه المنصة بشكل كبير على تقنيات رؤية الحاسب (Computer Vision) والذكاء الاصطناعي، حيث تبلغ دقة هذا النظام %90 تقريباً.
وتطمح فيسبوك أن يساهم هذا النظام في تحليل مقاطع الفيديو وتقديم وصف لها، حيث من الممكن مستقبلاً أن يقوم المستخدم بالبحث عن كلمة مفتاحية معينة ويظهر في النتائج مقاطع فيديو حول موضوع البحث بدون الحاجة لكلمات مفتاحية في المادة المنشورة، وتأتي هذه الخطوة من فيسبوك في ظل الاهتمام المتزايد من طرف الشركة بمحتوى الفيديو.