آسيا قلقة على إمداداتها النفطية من حرب الناقلات

21 يونيو 2019
محطة وقود في سيول (Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "ستريت تايمز" السنغافورية، إن الدول الآسيوية قلقة على إمدادات النفط من الخليج التي تعتمد عليها في إدارة ماكينة الصناعة والنقل، خاصة أن الطلب على الوقود يتزايد في فصل الصيف.

وبحسب الصحيفة، فإن حرب الناقلات تهدد أمن وسلامة مرور النفط إلى العديد من الدول الآسيوية التي تعتمد بدرجة رئيسية على النفط المنتج في منطقة الخليج. وربما تفسر ذلك، محاولةُ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التوسط بين إيران والولايات المتحدة، خلال الزيارة الأخيرة، حيث إن اليابان من كبار مستهلكي النفط العربي.

وبحسب بيانات وكالة الطاقة العالمية، فإن غالبية صادرات السعودية ودول الخليج من النفط تتجه نحو آسيا وليس أوروبا أو الولايات المتحدة، التي تحولت من مستورد إلى مصدر لخامات النفط الصخري. وتنتج أميركا حالياً حوالى 12.5 مليون برميل يومياً من النفط.

وتشير بيانات وكالة الطاقة إلى أن غالبية صادرات النفط العربي تتوجه إلى دول شرق وجنوب شرقي آسيا، وفي مقدمتها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية. فاليابان لوحدها تستورد يومياً 3.5 ملايين برميل يومياً، وتشكل نسبة النفط السعودي منها 40 بالمائة والخليجي أكثر من 70 بالمائة. 


ولاحظت تقارير غربية أن صادرات النفط السعودي أصبحت مهددة ليس فقط من قبل الهجوم على الناقلات في الخليج، بل باتت أيضاً منشآت النفط السعودي مهددة من صواريخ وطائرات مسيرة تطلقها مليشيا الحوثي وبكثافة على السعودية.

كما تستورد الصين يومياً أكثر من 8 ملايين برميل ويشكل النفط السعودي لوحده نسبة 14% منها. وتعمل الصين والهند وكوريا الجنوبية على زيادة وارداتها النفطية من السعودية ودول عربية أخرى كالعراق، للتعويض عن شراء النفط الإيراني بعد العقوبات الأميركية.
وبحسب نشرة "أويل برايس"، ربما سيتزايد القلق الآسيوي أكثر من الهجوم على الناقلات في الخليج في حال تحسن النمو الاقتصادي العالمي، الذي يحدد الطلب العالمي على النفط، لأن ذلك سيرفع معدل الطلب العالمي على النفط. 


وحتى الآن، لم تستجِب أسواق النفط بدرجة كافية لحرب الناقلات في الخليج بسبب التخمة النفطية، ولكن في حال تسوية النزاع التجاري بين الصين وأميركا فإن الطلب سيكون مرشحاً للارتفاع.

وفي سوق النفط بلندن، ارتفعت أسعار النفط قرابة اثنين بالمائة أمس الخميس، بدعم من مؤشرات على تحسن الطلب في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، وفي الوقت الذي اتفقت "أوبك" ومنتجون آخرون بشكل نهائي على موعد اجتماع لمناقشة تخفيضات الإنتاج.

وبحسب رويترز، صعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.13 دولار أو 1.8 بالمائة إلى 62.95 دولارا للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة للخام 0.5 بالمائة يوم الأربعاء. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 90 سنتاً، بنسبة 1.7 بالمائة إلى 54.66 دولارا للبرميل. وهبط خام غرب تكساس الوسيط 0.26 بالمائة في الجلسة السابقة.


وأشار فين زيبيل الخبير الاقتصادي لدى بنك أستراليا الوطني إلى بعض العوامل، قائلاً: "في الولايات المتحدة، من المرجح أن يتسارع الطلب النفطي في الصيف".

ومن غير المعروف حتى الآن إذا كانت الشركات الروسية التي تسعى لزيادة حصتها في السوق الآسيوية والأوروبية، مستفيدةً من غياب النفط الإيراني، ستوافق على تمديد اتفاق خفض الإنتاج "أوبك +".

في هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل الروسية المنتجة للنفط، أمس الخميس، إن مصير اتفاق الإنتاج العالمي المُبرم بين أوبك وحلفائها لا يزال غير واضح، وحتى الشركات الروسية ليس لديها موقف موحد تجاهه.

وبعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى في نحو عامين، تراجعت مخزونات الخام الأميركية 3.1 ملايين برميل الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض قدره 1.1 مليون برميل. وذلك وفقاً لما ذكرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما سجلت المنتجات المكررة أيضاً انخفاضاً مفاجئاً بسبب زيادة الاستهلاك، إذ ارتفع الطلب على البنزين على أساس أسبوعي وزاد 6.5 بالمائة مقارنة بمستواه قبل عام.
المساهمون