وحسب الوكالة الإسبانية فإن هذه الرسالة كان لها مفعول "القنبلة" في أعلى مستويات السلطة بالمغرب، خاصة أن المنظمة احتجت لعدم استشارتها بشكل مسبق باعتبارها تصنّف العاصمة المغربية تراثاً عالمياً للإنسانية، وهو التصنيف الذي يعتمد المعمار ضمن شروطه.
وكشفت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، اليوم الثلاثاء، عن رسالة قالت إن "يونسكو" وجهتها إلى السلطات المغربية شهر يوليو/تموز الماضي، للاعتراض على طريقة إنجاز مشروعين كبيرين، هما كل من "برج محمد السادس" الذي ينتظر أن يكون الأعلى في أفريقيا بعد الانتهاء من بنائه، ويرتقب أن يناهز ارتفاعه 250 متراً، والأجزاء الجديدة من محطة القطارات "الرباط المدينة"، التي توشك أشغال إقامتها على النهاية.
وردّت السلطات المغربية على هذا الاعتراض، حسب وكالة "إيفي"، بالقول إن برج "محمد السادس" يقع خارج المنطقة المعنية بالتصنيف كتراث عالمي للإنسانية من مدينة الرباط، مشددة على أن نهر أبي رقراق هو بمثابة "حدود" لهذه المنطقة، حيث يتم بناء البرج في الضفة المقابلة من هذا النهر. فيما لم تنقل الوكالة أي رد مغربي بخصوص محطة القطارات، والتي همّ اعتراض "يونسكو" بالخصوص المركز التجاري الضخم الذي يقام بجانبها، والذي قالت إن حجمه يساوي أربعة أضعاف حجم المحطة نفسها.
وأوضحت وكالة الأنباء الإسبانية، استناداً إلى الرسالة التي قالت إنها حصلت على نسخة منها، أن "يونسكو" منحت السلطات المغربية مهلة تنتهي شهر فبراير/شباط 2020، من أجل إنجاز دراسة حول آثار هذه المشاريع الجديدة على البعد الجمالي والبصري لمدينة الرباط.
الوكالة قالت إن الحكومة المغربية توصّلت رسمياً بالرسالة الحاملة لعبارات وصفتها بالقاسية وغير المعتادة. وعبّرت المنظمة الأممية عن أسفها لكون المشاريع الكبرى التي يتم إنجازها حالياً في إطار برنامج شامل لتطوير مدينة الرباط، لم تخضع للدراسة المسبقة.
"يونسكو" فسّرت اعتراضها بكون المشاريع الجديدة المقامة حالياً ستغيّر بشكل كبير المشهد العام لمدينة الرباط التي تتوسّطها محطة القطارات، ومصب نهر أبي رقراق الذي يقع جوار البرج الذي انطلقت أشغال بنائه أخيراً.