"وظائف خضراء" لمواجهة البطالة في ساحل العاج

24 سبتمبر 2016
النفايات والخردة يعاد تدويرها (ساي كامبو- فرانس برس)
+ الخط -
في أحد أزقة أبيدجان، عاصمة ساحل العاج الاقتصادية، تعوّد "كوني علي"، شاب في العشرينيات، دفع عربة معدة لنقل الخردة، تسمّى محلياً "وتوروني".

ينادي علي بصوته الجهوري للفت نظر سكان الحي الراغبين في التخلص من مكيفات قديمة، أو مراوح هوائية، أو أثاث قديم، أو أية قطعة بالية تشكل عبئاً على أصحابها.

عملية جمع شاقة تستحق "العناء"، وفق الشاب الذي يمارس مهنته منذ 5 سنوات، لأنه يتمكن من بيعها إلى باعة الجملة في نهاية كل يوم، تمهيداً لإعادة تدويرها.

وفي ساحل العاج (كوت ديفوار)، البلد الأفريقي الذي يعاني من البطالة، يكافح الشباب، باعتبارهم الفئة الأكثر تضرراً من البطالة، للعثور على بدائل تؤمّن لهم سبل العيش، منها ما يعرف بـ "الوظائف الخضراء".

و"الوظائف الخضراء" هي إحدى مقاربات "الاقتصاد الأخضر" الذي يرتكز مفهومه على إعادة تشكيل وتصويب الأنشطة الاقتصادية، لتكون أكثر مساندة للبيئة والتنمية الاجتماعية، وتشكّل طريقاً نحو تحقيق التنمية المستدامة.

وتعتزم السلطات الإيفوارية خلق فرص عمل وفيرة بحلول 2020 للشباب في القطاعات الخضراء، بحسب ما صرح مدير الاقتصاد الأخضر سيرج كواديو.

وتتحضر الحكومة الإيفوارية أيضاً، لإنشاء مرصد وطني لوظائف وفرص العمل الخضراء بحلول نهاية 2017. ومن المنتظر أن يسمح هذا المرصد وفق كواديو بالحصول على إحصائيات منتظمة عن هذه الوظائف.





حامد تراوري (30 عاماً)، يدير بنفسه ورشة معدة لصناعة أواني الطبخ المصنوعة من الخردة وبقايا الألمنيوم، التقته "الأناضول" داخل محله الصغير في أبيدجان.

وتحدث صاحب المشروع "الأخضر" بشغف عن نشاط يدر عليه "نحو 20 ألف فرنك أفريقي (40 دولارًا)، في اليوم". ويقول: "أتمكن أيضاً من ادخار بعض الأموال".

وبينما تحلم "كارين مبرا" البالغة من العمر 27 عاماً، بفتح متجرها الخاص المخصص لإعادة بيع وتدوير الخردة، رغم ضعف ذات اليد، إلا أن إصرارها على بلوغ هدفها وتوفير المال الضروري للمشروع، دفعها إلى جمع مختلف القطع القديمة، من شتى الأصناف. فهي تقضي ساعات، يومياً في مصب فضلات "أكويدو" الواقع جنوب أبيدجان، تجمع العلب والقوارير البلاستيكية وكل ما يصلح للبيع بسعر جيد.

وتبيع كارين غنيمتها اليومية إلى شركات المتخصصة في إعادة تدوير الخردة، على غرار مواطنها علي.

في هذا الصدد، أوضح سيرج كواديو أن الشباب الإيفواري العامل في مجالات استصلاح الخردة وتدويرها، المعروفة بالأنشطة الخضراء كثيرون، غير أنه لا توجد إحصائيات في هذا الشأن، في ظل غياب هيكل متخصص في المجال.

"اختيار جيد للوظائف الخضراء"، شجعه كواديو باعتباره "بديلاً نوعياً لتجاوز محدودية النموذج الاقتصادي المترنح، وغير القادر على خلق وظائف كافية لعدد من الشباب".

وقال المسؤول الإيفواري، إنه وفقا للأرقام الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يناهز معدل البطالة في كوت ديفوار 8.6 في المائة، وتشمل فئة الشباب أساساً".

ويرى كواديو أنه علاوة على الدور الذي تلعبه الأنشطة "الخضراء" في ضمان مداخيل دائمة للعاطلين عن العمل، "إلا أنها تعد الحل الأمثل لبعض القضايا البيئية مثل إعادة تدوير المعادن".
دلالات
المساهمون