"واشنطن بوست": متى يتحرك ترامب لمعاقبة السعودية على تجاوزاتها الحقوقية؟

05 مارس 2019
تساؤلات بخصوص سر التستر على ولي العهد(رياض قرامدي/فرانس برس)
+ الخط -


تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" عن الداعي وراء صمت الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، إزاء التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها المملكة العربية السعودية بحق عدد من الناشطين والمعارضين، قائلة إن ذلك لا يجسد القيم الأميركية.


وأوردت الصحيفة افتتاحية تحت عنوان "السعودية تقوم بتعذيب مواطن أميركي. متى سيتحرك ترامب؟"، وذلك بعدما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن السعودية قامت بسجن مواطن أميركي مزدوج الجنسية في فندق ريتز كارلتون في الرياض لمدة أسبوع تقريباً، ولا يزال معتقلاً إلى اليوم.
وبحسب الصحيفة فقد تم سجن وليد فتيحي، وهو طبيب تدرب بجامعة هارفارد، في الفندق وتعرض للصفع، وكان معصوب العينين وجرّد من ملابسه الداخلية وصُعق بالكهرباء في جلسة تعذيب واحدة استمرت لمدة ساعة تقريباً.
وعن ذلك قالت "واشنطن بوست" في افتتاحيتها إن طبيبا يحمل الجنسية الأميركية تعرض للتعذيب وجرى اعتقاله دون تهم، وإن النساء اللواتي دافعن عن الكرامة الإنسانية والمساواة تم الزج بهن في السجون وتعذيبهن، والصحافي جمال خاشقجي تمت تصفيته، فيما يمتنع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومن ورائه الإدارة الأميركية، عن اتخاذ أي خطوة للرد على هذه الانتهاكات. وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين المتواطئين في هذا الصمت صهر ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، الذي التقى الأسبوع الماضي مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، المتهم بتدبير اغتيال خاشقجي ومطاردة الناشطين. وخلصت الصحيفة إلى أن هذا الموقف لا يجسد قيم الولايات المتحدة الأميركية.
الموقف نفسه عبر عنه أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي، الاثنين، قالوا إنهم يشعرون بخيبة أمل من تقاعس إدارة ترامب عن تقديم مزيد من المعلومات عن مقتل خاشقجي وتعهدوا بالضغط من أجل رد أقوى.
وقدم مسؤولو وزارتي الخارجية والخزانة إفادة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ مساء الاثنين. وقال أعضاء في المجلس إنهم لم يطلعوا على أي شيء جديد، بحسب ما أوردته "رويترز".
وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، وهو حليف مقرب من ترامب في كثير من القضايا، للصحافيين "لقد كانت مضيعة للوقت تماما. أعرف أكثر مما يعرفون". وأضاف غراهام أن الوقت قد حان لاتخاذ المزيد من الإجراءات، لكنه لم يخض في تفاصيل.
وقال السناتور الجمهوري، ميت رومني، "لم يكن الأمر مفيدا على الإطلاق. وكان مخيبا للآمال بالنسبة لنا ألا نحرز أي تقدم يذكر".
وقال بوب مينينديز، وهو أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة، إن ثمة حاجة لفرض عقوبات جديدة، ربما عن طريق تشريع شارك في رعايته مع غراهام. وتابع قائلا "أعتقد أن على مجلس الشيوخ أن يتحرك ما لم يكن مستعدا لتقبل مقتل صحافي مقيم في الولايات المتحدة كعمل مقبول بسبب علاقة أوسع. أنا لا أقبل ذلك".



وتخلفت إدارة ترامب عن موعد نهائي في فبراير/ شباط لتقديم تقرير إلى الكونغرس بشأن المسؤول عن مقتل خاشقجي. وفي السعودية، تم توجيه الاتهام إلى 11 شخصا في جريمة القتل، ورفض المسؤولون الاتهامات بأن ولي العهد أمر بارتكاب الجريمة.



وكانت السلطات في الرياض قد شنت حملة عنيفة على الناشطات الحقوقيات، حيث قامت باعتقال الناشطات النسويات البارزات لجين الهذلول وإيمان النفجان وعزيزة اليوسف، وعدد آخر من المتعاطفين معهن، واتهامهن بالتواصل مع منظمات خارجية، وذلك قبل سريان قانون السماح للمرأة بقيادة السيارة، في حركة وصفها النشطاء بأنها محاولة حكومية لاختطاف الإنجاز الذي حققته الحركة النسوية في البلاد، وكسر قوتها المتنامية في البلاد.
أما فتيحي فاعتقل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 فيما وصف بأنه حملة قمع ضد الفساد، ولا يزال محتجزاً من دون أي تهم علنية أو محاكمة. واحتُجز نحو 200 من السعوديين البارزين معه، وهو واحد من العشرات الذين ما زالوا في السجن.
وقالت المملكة العربية السعودية، التي أعلنت نهاية حملة تطهير الفساد في نهاية كانون الثاني/ يناير، إن 64 شخصاً ما زالوا محتجزين لمحاكمتهم بتهم جنائية جديدة أو سابقة. ويقول أصدقاؤه إنهم يعتقدون أن الدكتور فتيحي من بينهم.

المساهمون