تعرّض فيلم "هز وسط البلد" لهجوم شديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن قبل العديد من الصحافيين والجمهور بسبب أحد مشاهد التلميح إلى السحاق. إذ صدرت جملة عن لسان الممثلة حورية فرغلي في أحد المشاهد، قالت فيها "ستات كتير بيعملو كده".
وفي تعقيب لمنتجة الفيلم وبطلته إلهام شاهين للهجوم على هذا المشهد، قالت في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد": "لا يوجد مشهد صريح للسحاق على الإطلاق. فلا أنا ولا الرقابة ولا أي من الفنانين المشاركين في الفيلم يقبلون بعرض مشهد صريح للسحاقية. ولو افترضنا وقبل الفنانون، فهل الرقابة تستطيع أن تمرّر المشهد؟ طبعاً، لن تقبل".
وأضافت إلهام، أنّه يمكن مناقشة أكثر القضايا سخونة وجرأة وغير المقبولة اجتماعياً، بشكل محترم وراقٍ من دون خدش الحياء. وهي ما تعتمده إلهام - على حد قولها - في كل أعمالها سواء كممثلة فيه أو منتجة.
من ناحيته، قال رئيس لجنة المشاهدة في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية عبد الستار فتحي لـ "العربي الجديد": "لو شعرت بأي خدش للحياء في المشهد، لما وافقت عليه. إذ لا يتضمّن ألفاظا حوارية جريئة أو مناظر غير لائقة. وأنا مع مناقشة القضايا الشائكة بجدية ولياقة، من دون الخروج عن الآداب العامة".
وكانت آخر مشاهد السحاق الذي تعرض إلى هجوم شديد، المشهد الذي جمع الفنانتين سمية الخشاب وغادة عبد الرازق، ضمن أحداث فيلم "حين ميسرة" للمخرج خالد يوسف، وردّت غادة حينها على هذا الهجوم، موضّحة أنّها لا تقوم بأيّ شيء.
وفي إحدى الدراسات التي قام بها الناقد الراحل رفيق الصبّان حول العلاقات الخاصة في السينما المصرية، أوضح أنّ من أولى المحاولات التي شهدتها السينما في هذا الإطار، كانت في فيلم "الطريق المسدود" لصلاح أبو سيف، إذ تضمّن مشاهد عن الحب المثلي النسائي بإيحاء غير مبتذل، قامت بها الفنانة ملك الجمل. إذ جسّدت شخصية مدرّسة تعيش في قرية محافظة، لا تجد منفذاً لعواطفها الجنسية المكبوتة سوى زميلاتها المدرّسات اللواتي يخضعن لها.
لكنّ سنوات السبعينيات كانت بمثابة الحقل الذي نمت فيه هذه النوعية من الأفلام البالغة الجرأة، تماماً مثلما حدث في فيلم "جنون الشباب" للمخرج خليل شوقي. إذ مُنع لسنوات كثيرة، وعند عرضه تجارياً لم يلق نجاحاً يذكر. وجسدت شخصية المثلية "سناء يونس" التي تحب إحدى صديقتها بجنون، وترفض سناء أي علاقة لصديقتها بأحد، وعندما تخطب هذه الأخيرة، تنتحر سناء.
وعام 1978، قدّم أشرف فهمي فيلم "رحلة داخل امرأة"، وتلجأ فيه بطلته إلى النساء بعد خيانة زوجها. وفي عام 1977 قدّم المخرج كمال الشيخ السحاقية بشكل واضح وبارز في فيلم "الصعود إلى الهاوية"، وكأن السحاقية هنا بمثابة وصمة عار اتّسمت بها الجاسوسة عبلة كامل، الفتاه المصرية التي تم تجنيدها في باريس من قبل الموساد، وكان السحاق بمثابة وسيلة لتجنيد فتاة مبهورة بالنموذج الغربي.
وكان المخرج داوود عبد السيد قد تعرض لهجوم شديد، بعدما قدّم السحاقية في فيلمه "رسائل بحر" الذي عُرض منذ سنوات، لكنّه برّر وقتها المشاهد بأنّها تتماشى مع الواقع، خصوصاً مع عدم إحساس المرأة بالأمان مع الرجل وافتقادها إلى المشاعر، الأمر الذي يُلجئها إلى امرأة مثلها، مشدداً على أنّ "العري يعبّر عن البراءة أحيانًا"، وأنّه قصد من مشهد الشذوذ الذي جمع فتاتين على السرير، لفت الانتباه فقط إلى هذا المرض.
وفي عام 2009، قدّمت الممثلة المصرية علا غانم شخصية السحاقية بشكل واضح وصريح، حتى إنّها استخدمت نظراتها بشكل فج. وعلى الرغم من أنّ هذه العلاقة من المفترض أن تكون سرية، إلا أنّها كانت قد أعلنتها حتى لأصدقائها الرجال. وأقيمت دعاوى قضائية في ذلك الوقت ضدّ علا بتهمة التحريض على الفسق والرذيلة، إلا أنّها كانت تدافع عن نفسها، مؤكّدة أنّها تقدم نموذجاً من نماذج الفتيات المصريات، وطالبت بعدم دفن الرؤوس في الرمال، بل على السينما كشف الواقع بكل ما يحمله من سلبيات وإيجابيات.
أخيراً، وعن الرأي النقدي حول وجود مشاهد السحاق في السينما المصرية ورفضها اجتماعياً، قال الناقد لويس جريس لـ "العربي الجديد": "هناك مشاكل اجتماعية عديدة موجودة في المجتمع المصري، لا بدّ من التطرق إليها، لكن مع مراعاة العادات والتقاليد والأعراف الموجودة في مجتمعنا العربي، وتوضيح ما يتضمّنه الفيلم، وإذا كان لا يجدر أن يراه الصغار، فليرفع شعار "للكبار فقط".
وأضاف الناقد: "على مدار تاريخ السينما المصرية، لم يعرض مشهد واحد صريح للسحاق. صحيح أنّه تمت مناقشة القضية، لكن بشكل غير فج وكان عبارة عن إيحاءات وإيماءات فقط"، موضحاً أنّ جهاز الرقابة هو المنوط بهذا الموضوع، وهو المسؤول عمّا يجب حذفه.
وفي تعقيب لمنتجة الفيلم وبطلته إلهام شاهين للهجوم على هذا المشهد، قالت في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد": "لا يوجد مشهد صريح للسحاق على الإطلاق. فلا أنا ولا الرقابة ولا أي من الفنانين المشاركين في الفيلم يقبلون بعرض مشهد صريح للسحاقية. ولو افترضنا وقبل الفنانون، فهل الرقابة تستطيع أن تمرّر المشهد؟ طبعاً، لن تقبل".
وأضافت إلهام، أنّه يمكن مناقشة أكثر القضايا سخونة وجرأة وغير المقبولة اجتماعياً، بشكل محترم وراقٍ من دون خدش الحياء. وهي ما تعتمده إلهام - على حد قولها - في كل أعمالها سواء كممثلة فيه أو منتجة.
من ناحيته، قال رئيس لجنة المشاهدة في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية عبد الستار فتحي لـ "العربي الجديد": "لو شعرت بأي خدش للحياء في المشهد، لما وافقت عليه. إذ لا يتضمّن ألفاظا حوارية جريئة أو مناظر غير لائقة. وأنا مع مناقشة القضايا الشائكة بجدية ولياقة، من دون الخروج عن الآداب العامة".
وكانت آخر مشاهد السحاق الذي تعرض إلى هجوم شديد، المشهد الذي جمع الفنانتين سمية الخشاب وغادة عبد الرازق، ضمن أحداث فيلم "حين ميسرة" للمخرج خالد يوسف، وردّت غادة حينها على هذا الهجوم، موضّحة أنّها لا تقوم بأيّ شيء.
وفي إحدى الدراسات التي قام بها الناقد الراحل رفيق الصبّان حول العلاقات الخاصة في السينما المصرية، أوضح أنّ من أولى المحاولات التي شهدتها السينما في هذا الإطار، كانت في فيلم "الطريق المسدود" لصلاح أبو سيف، إذ تضمّن مشاهد عن الحب المثلي النسائي بإيحاء غير مبتذل، قامت بها الفنانة ملك الجمل. إذ جسّدت شخصية مدرّسة تعيش في قرية محافظة، لا تجد منفذاً لعواطفها الجنسية المكبوتة سوى زميلاتها المدرّسات اللواتي يخضعن لها.
لكنّ سنوات السبعينيات كانت بمثابة الحقل الذي نمت فيه هذه النوعية من الأفلام البالغة الجرأة، تماماً مثلما حدث في فيلم "جنون الشباب" للمخرج خليل شوقي. إذ مُنع لسنوات كثيرة، وعند عرضه تجارياً لم يلق نجاحاً يذكر. وجسدت شخصية المثلية "سناء يونس" التي تحب إحدى صديقتها بجنون، وترفض سناء أي علاقة لصديقتها بأحد، وعندما تخطب هذه الأخيرة، تنتحر سناء.
وعام 1978، قدّم أشرف فهمي فيلم "رحلة داخل امرأة"، وتلجأ فيه بطلته إلى النساء بعد خيانة زوجها. وفي عام 1977 قدّم المخرج كمال الشيخ السحاقية بشكل واضح وبارز في فيلم "الصعود إلى الهاوية"، وكأن السحاقية هنا بمثابة وصمة عار اتّسمت بها الجاسوسة عبلة كامل، الفتاه المصرية التي تم تجنيدها في باريس من قبل الموساد، وكان السحاق بمثابة وسيلة لتجنيد فتاة مبهورة بالنموذج الغربي.
وكان المخرج داوود عبد السيد قد تعرض لهجوم شديد، بعدما قدّم السحاقية في فيلمه "رسائل بحر" الذي عُرض منذ سنوات، لكنّه برّر وقتها المشاهد بأنّها تتماشى مع الواقع، خصوصاً مع عدم إحساس المرأة بالأمان مع الرجل وافتقادها إلى المشاعر، الأمر الذي يُلجئها إلى امرأة مثلها، مشدداً على أنّ "العري يعبّر عن البراءة أحيانًا"، وأنّه قصد من مشهد الشذوذ الذي جمع فتاتين على السرير، لفت الانتباه فقط إلى هذا المرض.
وفي عام 2009، قدّمت الممثلة المصرية علا غانم شخصية السحاقية بشكل واضح وصريح، حتى إنّها استخدمت نظراتها بشكل فج. وعلى الرغم من أنّ هذه العلاقة من المفترض أن تكون سرية، إلا أنّها كانت قد أعلنتها حتى لأصدقائها الرجال. وأقيمت دعاوى قضائية في ذلك الوقت ضدّ علا بتهمة التحريض على الفسق والرذيلة، إلا أنّها كانت تدافع عن نفسها، مؤكّدة أنّها تقدم نموذجاً من نماذج الفتيات المصريات، وطالبت بعدم دفن الرؤوس في الرمال، بل على السينما كشف الواقع بكل ما يحمله من سلبيات وإيجابيات.
أخيراً، وعن الرأي النقدي حول وجود مشاهد السحاق في السينما المصرية ورفضها اجتماعياً، قال الناقد لويس جريس لـ "العربي الجديد": "هناك مشاكل اجتماعية عديدة موجودة في المجتمع المصري، لا بدّ من التطرق إليها، لكن مع مراعاة العادات والتقاليد والأعراف الموجودة في مجتمعنا العربي، وتوضيح ما يتضمّنه الفيلم، وإذا كان لا يجدر أن يراه الصغار، فليرفع شعار "للكبار فقط".
وأضاف الناقد: "على مدار تاريخ السينما المصرية، لم يعرض مشهد واحد صريح للسحاق. صحيح أنّه تمت مناقشة القضية، لكن بشكل غير فج وكان عبارة عن إيحاءات وإيماءات فقط"، موضحاً أنّ جهاز الرقابة هو المنوط بهذا الموضوع، وهو المسؤول عمّا يجب حذفه.