"نهضة العلماء" الإندونيسية تنضم إلى المعركة ضدّ الأخبار الزائفة

12 مارس 2017
من المظاهرات المطالبة بمحاكمة بورناما (دونال حسني/NurPhoto)
+ الخط -



وصلت الحرب ضد انتشار الأخبار الزائفة على شبكة الإنترنت إلى إندونيسيا، حيث تعمل الجمعية الإسلامية الأكبر في العالم "نهضة العلماء" على تصعيد المعركة ضدها في البلاد، بمساعدة خبراء في تكنولوجيا المعلومات.

وتركز الجمعية التي تضمّ نحو 50 مليون عضو عادة على أمور معينة، مثل الحفاظ على المدارس الداخلية الإسلامية وتمويل المستشفيات، لكنها حددت أهدافاً جديدة لها في مجال التكنولوجيا، وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الأحد.

وبدأت بالتعاون مع خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات وبعض المجموعات المؤيدة لها لكشف سلسلة من الخدع الطائفية والأخبار الكاذبة المتداولة، منذ العام الماضي، على تطبيق "واتساب" وموقعي "فيسبوك" و"تويتر".

وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن أهداف الجمعية هي منع انتشار الأخبار الزائفة التي تثير الأفكار المتطرفة في إندونيسيا، وتضر بفكرة الإسلام المعتدل في البلاد، وتأجج التوترات الطائفية.

وتعاني إندونيسيا من انتشار الأخبار الزائفة فيها في الفترة الأخيرة، إذ تمّ تداول تقارير وهمية عن وصول عشرات ملايين العمال الصينيين إلى البلاد للحل مكان الإندونيسيين. وادعى تقرير آخر أن الصين تبيع بذور الفلفل الملوثة لإندونيسيا، كشكل من أشكال الحرب البيولوجية، ما دفع السفارة الصينية إلى وصف التقرير بـ"المقلق للغاية".

ولعبت الأخبار الزائفة دوراً كبيراً في الانتخابات المحلية في العاصمة جاكارتا، إذ انتشر فيديو ممنتج لخطاب حاكم جاكرتا، باسوكي تجاهاجا بورناما، وهو مسيحي من أصول صينية، ما أدى إلى اتهامه بـ "التجديف"، بعد مظاهرات نظمتها جماعات إسلامية احتجاجاً على تصريحاته بشأن القرآن الكريم في العام الماضي.

ونفى باسوكي تجاهاجا بورناما الاتهامات الموجهة ضده، بينما يحاكم صاحب الفيديو بتهمة نشر الأخبار الزائفة في الوقت نفسه.

وتنتشر الأخبار الزائفة بسرعة في البلاد، خاصة بواسطة الهواتف المحمولة، إذ ارتفع معدل استخدام الإنترنت، بنسبة 50 في المائة العام الماضي، ويستخدم أكثر من نصف الإندونيسيين المقدر عددهم بـ 250 مليون شخص، "فيسبوك" و"إنستاغرام" ووسائل تواصل اجتماعي أخرى.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن "نهضة العلماء" صعدت من المشهد الإعلامي الديناميكي في البلاد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وانضمت إلى حملة أوسع لفضح الأخبار الزائفة على شبكة الإنترنت. وحصلت على منحة من "مؤسسة وحيد"، لتمويل المساهمين في الكشف عن الدعوات المتطرفة والخدع الطائفية على الشبكة.

وترى الجمعية أن انتشار مثل هذه الأخبار والتقارير "يشجع المسلمين على قتال غير المسلمين، ما يهدد الديمقراطية والمجتمع في إندونيسيا".

وأفادت الصحيفة أن التقارير الزائفة ستُنشر على الموقع الإلكتروني islami.co، وهو تابع لـ "نهضة العلماء" ويدعو إلى مفاهيم الإسلام السلمي. وتعتزم على تبادل هذه التقارير مع شركائها الإعلاميين في الإذاعة والتلفزيون والمجلات.


(العربي الجديد)



المساهمون