"مين الفلتان"... ضحايا الاغتصاب في لبنان على المسرح

26 نوفمبر 2018
أقل من ربع المتعرضات للاعتداء الجنسي أبلغن عنه (فيسبوك)
+ الخط -
ريهام كانت تستيقظ وهي طفلة خلال الليل، لتجد أخاها غير الشقيق يتحرش بها. والآن هي واحدة ضمن سبع نساء يروين معاناتهن، في عرض مسرحي عن العنف الجنسي في لبنان.

وتتردد أصوات تسجيلات النساء في جنبات منزل ببيروت في الوقت الذي يتنقل فيه الجمهور من غرفة لأخرى داخله.

وقدمت مؤسسة أبعاد لحقوق المرأة هذا العرض المسرحي بعنوان "مين الفلتان" في مطلع الأسبوع.

وفي إحدى الغرف تحاول فتاة ترتدي رداء أبيض مراراً الوقوف على قدميها ولكنها تسقط على الأرض. وفي غرفة أخرى تتحدث امرأة مع أمها ولكنها لا تتلقى رداً.

وقالت سحر عساف كاتبة ومخرجة العرض إنها اختارت أن يعبر مكان العرض عن البيت، لأن أغلب قصص التحرش تقع في البيوت التي يفترض أنها المكان الآمن للمرأة، ومن قبل فرد من العائلة أو جار".


وتتذكر ريهام (35 عاماً) كيف أنها أبلغت أمها بأن أخاها غير الشقيق يتحرش بها منذ 20 عاماً، منذ أن كان عمرها ثماني سنوات.

وأضافت "قالت إنني كاذبة، ويجب علي ألا أتحدث عن هذا الأمر مطلقاً".

وقالت غيداء أناني مديرة أبعاد إن العرض يسعى لتمكين الناجيات من الاغتصاب، وتشجيع الضحايا على الإبلاغ عن ما يتعرضن له.

وأجاز لبنان قانوناً طال انتظاره في 2014 ضد العنف الأسري. ولكن جماعات حقوقية شعرت بغضب لتخفيف السلطات للقانون بشكل كبير إلى حد عدم تجريم الاغتصاب في العلاقة الزوجية، وما زال زواج الأطفال قانونياً أيضاً. وتقول الأمم المتحدة إن ثلث النساء في العالم يواجهن عنفاً جنسياً أو بدنياً.

وخلصت دراسة وطنية قامت بها "أبعاد" عام 2017 إلى أن واحدة من كل أربع نساء تعرضت للاغتصاب في لبنان.

وقالت الدراسة إن أقل من ربع من تعرضن لاعتداء جنسي قمن بالإبلاغ عنه.

وقالت هدى التي اغتصبها أحد جيرانها عندما كان عمرها 14 عاما، في تسجيل في المسرحية، إنها شعرت وكأنه حيوان يلتهم لحمها.

وأضافت أنه لو عاد بها الزمان فإن أول شيء ستفعله ستلجأ للطب الشرعي للحصول على دليل، وأنها سترفض أن تكون الضحية وأن يدفع هو ثمن ما فعله.

(رويترز)

المساهمون