في عام 2020 ستحتفل ألمانيا بمرور مئتي وخمسين سنة على ميلاد لودفيغ فان بيتهوفن، حيث تستعد مؤسسات عديدة لإطلاق فعاليات تستعرض تجربة الموسيقار الألماني (1770 – 1827) الذي سجّل مواقف عديدة ضد الرقابة وفساد الملكيات في أوروبا، وترك أثراً كبيراً في الفكر والسياسة والمحتمع إلى جانب أعماله الموسيقية الخالدة.
"مهرجان بيتهوفن" من بين التظاهرات التي تنتظم سنوياً في مدينة بون الألمانية؛ مسقط رأس ملحّن "نشيد الفرح" منذ عام 1845، وقد انطلق فعالياته هذا العام في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، وتتواصل حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
تحت شعار "قدر" تنطلق الدورة الحالية في إشارة إلى سيمفونيته الخامسة المعروفة بـ"قهقهة القدر"، والتي ألّفها بين عامي 1805 و1808، حين بدأ تتراجع حاسة السمع لديه بشكل كبير قبل أن يفقده نهائياً، وفيها كان يواجه مصيره حيث كان يفرض على نفسه عزلة تامة في تلك المرحلة التي أنتج فيها معظم أعماله.
ينقسم برنامج المهرجانات إلى خمسة أقسام؛ مسارات موسيقى الحجرة واستعادة حفلاته الموسيقية والسيمفونية، إاضافة إلى عروض مخصّصة لذكرى فنانين آخرين مثل الموسيقار الإيطالي جواكينو روسيني، والألماني بيرند ألويس زيمرمان، والأميركي ليونارد بيرنشتاين، وسوناتات بيانو نهاية الأسبوع لكلّ من بيتهوفن وفرانز شوبرت وروبرت شومان وليوش ياناتشيك وفرانز ليست وبيلا بارتوك وألبان بيرغ وغيوغوري كورتاغ، وحفلات الراين الأصلية لبيتهوفن، وعروض تمزج بين الرقص والمسرح والأعمال التركيبة المستوحاة من موسيقى صاحب "السيمفونية التاسعة".
قاد الموسيقي الفنلندي ميكو فرانك "أوركسترا راديو فرنسا الفلهارمونية" في حفل الافتتاح الذي أدّى فيها السيمفونية الخامسة لبيتهوفن، إضافة إلى "الكونشرتو المصري" الذي ألّفه الفرنسي كامي سان سانز (1835 – 1921) بعد رحلة طويلة عبر فيها نهر النيل باتجاه مدينة الأقصر المصرية وظهر فيه تأثيرات متعدّدة لموسيقى شرقية وإسبانية.
ضمن لقاءات المهرجان، تُعقد محاضرة للفنانة النمساوية بيرجيت مينيتشماير في 16 من الشهر الجاري حول مقتطفات لبيتهوفن تقارن بنيتها الموسيقية بأعمال المؤلف النمساوي جوزيف هايدن (1732 – 1809) الذي تأثر بها صاحب "السيمفونية الكورالية" في بدايات مشواره.
من بين الموسيقيين المشاركين؛ ديرك كافتان، وميخائيل بيلتنوف، وكريستوف سبرينغ، وبيتر هيرتش، وفارنر إرهاردت، وستيفن أسبوري، وهيرمز هلفريخت، وآدم فيشر، وإيفان يافوز، ومارك نيمان، وكريستيان كيرنين، ولوكاس فاسيلك.