"مظاليم الميركاتو"...صفقات الظل البعيدة عن الضوء الساطع

25 يوليو 2014
حارس مرمى برشلونة الجديد كلاوديو برافو (GETTY)
+ الخط -

ميركاتو صيفي ساخن كالعادة، صفقات هنا وهناك، وأرقام فلكية يتم دفعها دون حساب، سواريز إلى برشلونة، وجيمس رودريجز إلى الريال، وأسماء أخرى في الميزان ما زالت تنتظر محطتها النهائية في سوق الانتقالات المشتعل، ورغم الاهتمام الإعلامي والجماهيري الكبير بنجوم الصف الأول وأندية الصفوة في أوروبا، توجد مجموعة من اللاعبين صنعت اسماً جيداً بصمت، وأعلنت التحدي في أماكن أخرى دون ضجيجٍ مسموع.

وسنستعرض جانباً من الصفقات ذات البعد التكتيكي والجانب الفني، والتي تمت خلال الفترة الأخيرة في ملاعب القارة العجوز في محاولة للخروج عن المألوف، والبحث عما وراء الانتدابات الجديدة لفرق تريد المنافسة على كافة البطولات في الموسم الكروي الجديد.

حارس بدرجة لاعب كرة قدم
أعلن حامي العرين فيكتور فالديس رحيله عن صفوف برشلونة بعد سنوات من خدمة البلاوجرانا، وردت إدارة البارسا بالتعاقد السريع مع الألماني تير شتيجن مع تجديد عقد الحارس الشاب ماسيب، وظن الكثيرون أن ملف حراسة المرمى قد اغلق، ليفاجئ الفريق الكتالوني الجميع ويخطف حارس مرمى سوسيداد ومنتخب تشيلي، كلاوديو برافو.

برافو أحد تلامذة مارسيلو بيلسا، ذلك الأرجنتيني الذي أرسى مبادئ الضغط العالي والكرة الهجومية في تشيلي، مارسيلو يعشق اللاعبين أصحاب القدرات الخاصة، وله مقولة تكتيكية مهمة، " إذا وجدت مشاكل هجومية ومصاعب في إحراز الأهداف، لا تنظر إلى الأمام، بل ركّز في الخط الدفاعي وطريقة خروج الكرة من الخلف إلى الأمام". لذلك يهتم بيلسا دائماً بالأسماء القادرة على التمرير في الدفاع والتقدم للأمام.

برافو حارس يجيد لعب كرة القدم، هو لاعب من الأساس تحول إلى آخر خطوط الملعب، لذلك يلعب فريقه بخط دفاع متقدم جداً كما شاهدنا بكأس العالم الأخير، تشيلي تلعب في الخلف بثلاثي، ميدل في العمق وثنائي أقرب للأظهر الدفاعية، والمدافع الرابع هو حارس المرمى كلاوديو لأنه يتحرك داخل منطقة الجزاء وخارجها.

في برشلونة، ليس الغرض من اللعب هو الدفاع بل الهجوم المتواصل لذلك حارس المرمى لا يتصدى للكرات فقط، ولكنه أيضاً يساهم في كسر الضغط وتخفيف الحمل على المدافعين بكثرة التمريرات والتعامل الذكي مع المساحات الشاسعة أمامه.

كلاوديو يمتاز بالخبرة والتعرف على أجواء الليجا، البطولة التي تلعب معظم فرقها بالدفاع المتقدم، وبرافو قادر على شغل الفراغ إذا حصل على فرصة حقيقية مع مدرب مثل لوتشو يلعب دائماً بأكثر من حارس مرمى.

الظهير العصري
تعاقد باريس سان جيرمان مع الإيفواري سيرج أورييه، الفيل السريع الذي يعتبر بمثابة المفاجأة السعيدة خلال المونديال العالمي الأخير. لاعب تولوز السابق سيُريح المدرب لوران بلان كثيراً ويقوم بإحياء الجبهة اليمنى الميتة التي ظهر عجزها دفاعياً وهجومياً خلال المباريات الكبيرة في الموسم الماضي خصوصاً في بطولة دوري الأبطال.

في مونديال 1970، تحطّم دفاع الرقابة الفردية للطليان سريعاً بسبب المهارات غير العادية للهجوم البرازيلي في المراوغات، وتمرير الكرات تحت ضغط بالإضافة إلى تحركات بيليه المستمرة حول منطقة الجزاء، ولعبت البرازيل نصف ساعة أخيرة من نار، هدف ثاني ثم ثالث ثم رابع مع سيطرة مطلقة ولعب أكروباتي لاتيني وضع كلمة النهاية للكرة الدفاعية الإيطالية لتفوز السامبا بالمونديال دون عناء يُذكر.

ومع هدف كارلوس ألبرتو بيريرا، الظهير الدفاعي الذي ينطلق للأمام، يسجل ويسدد ويفعل كل شيء، انتهت وإلى الأبد فكرة الظهير الذي يدافع فقط، وأصبحنا نرى أظهره تدافع وتهاجم معاً، من بيريرا إلى كارلوس وكافو مروراً بداني ألفيس، نستطيع تصنيف أورييه ضمن هذه الكوكبة مع الفارق طبعاً لسحرة البرازيل، لكن اللاعب الأفريقي يمتاز بسرعة ومهارة فائقة بالإضافة إلى قدرته على تسجيل الأهداف وصناعتها، لذلك يمكنه اللعب كظهير وجناح في آن واحد.

متلازمة اليونايتد
في مانشستر يونايتد، يوجد نموذج " الارتكاز السريع مع الارتكاز الممر" أو الـ Passer + Runner، الفلسفة في اللعب التي يفضلها شياطين الأولد ترافورد، سكولز وكاريك يجيدان التمرير، فليتشر وأندرسون من هواة الركض في الملعب، نماذج سابقة لم تصل أبداً إلى عبقرية الثنائي روي كين وبول سكولز في أواخر التسعينيات، الأيرلندي يقطع الملعب ذهاباً وإياباً والإنجليزي هو ترمومتر الأداء القادر على ضبط البوصلة بالجري والتمرير معاً.

رحيل كين لم يؤثر، بقدر اعتزال بول سكولز العبقري الذي يمتاز بقدرته على القيام بوظائف تكتيكية عديدة دون تعب، ذلك أن سكولز يمرر في أضيق المساحات، ويلعب الكرات الطولية، ينطلق بالكرة ويتحرك بدونها ومع ابتعاده، فقد تأثر وسط اليونايتد وظهرت الفوارق السلبية.

لاعب مثل أندي هيريرا يستطيع النجاح في الملاعب الإنجليزية وصناعة تاريخ جديد مع كتيبة لويس فان جال، هيريرا القادم من ملاعب الباسك التي تشبه كثيراً الكرة في بريطانيا حيث العدو والرأسيات والتسديد من بعيد مع جودة أكبر في التمرير وإجادة لعبة التحولات.

لاعب الوسط الذي يتمركز كصانع لعب صريح في طريقة لعب 4-2-3-1 ، فالفيردي من الممكن أن يلعب أيضاً كارتكاز مساند بين الدفاع والهجوم بجوار لاعب وسط دفاعي صريح، وفي طريقة لعب 4-3-3 / 3-4-3 هو لاعب الوسط السريع الذي يربط خطوط الفريق .

أندي سيفيد لويس فان جال كثيراً، لان المدرب يحب هذه النوعية من اللاعبين، بدأ بها في أجاكس حينما درّب إدجار ديفيدز ثم نجح بها في كأس العالم الأخير بمجموعة لاعبين تجيد المرتدات والمزيج بين الرقابة الفردية ودفاع المنطقة بخط المنتصف، الأسد الباسكي يشبه في أدائه كثيراً أرتورو فيدال، البوكس تو بوكس على الطريقة اللاتينية الأسبانية. 

الموهبة الهجومية
اختار رودي جارسيا مدرب روما في أول مواسمه إغلاق كافة المنافذ نحو مرماه، وصناعة خط وسط قادر على حيازة الكرة والتحكم في مجريات اللعب، لذلك لعب بطريقة لعب 4-3-3 مع وجود ثلاثي صريح بالوسط، روسي الارتكاز المتأخر، وستروتمان لاعب الوسط المساند وبيانيتش الهجومي الحر، مع خط دفاع قوي وثابت أمام المرمى فقدم موسما ممتازاً وعاد الذئاب من جديد إلى دوري الأبطال هذا العام.

جارسيا اختار خط المقدمة هذه المرة وتعاقد مع الموهبة الشابة إيتوربي بعد صراع كبير مع يوفنتوس حول لاعب فيرونا، إيتوربي يمتاز بقدرة كبيرة على المراوغة والتسديد من بعيد مع جرأته الشديدة أمام المرمى رغم سنه الصغير، وهو ليس مهاجماً صريحاً لكنه ساعد هجومي قادر على الانطلاق على الأطراف والقطع في العمق.

الصفقة الجديدة ستضيف مزيداً من اللعب المباشر والنجاعة التهديفية للخط الأمامي في روما الايطالي، إيتوربي مع جيرفينيو والقائد توتي، ثنائي على الأطراف ولاعب خبير بالعمق. المثلث الهجومي على الطريقة المجرية القديمة، توتي هو المهاجم الذي يعود للوسط، وثنائي الأطراف هما الأجنحة المتحولة إلى منطقة الجزاء، وكأن المدرب المميز يريد نقل المرونة التكتيكية من خط الوسط إلى الثلث الأخير من المستطيل.

المساهمون