"مدهش" غزة... عن موهبة صناعة الهدايا

12 فبراير 2016
المصمم فضل عياش (عبد الحكيم رياشي)
+ الخط -
يصفف المصمم الفلسطيني فضل عياش (22 عامًا) من مدينة غزة، قميصًا أبيض بعناية على آلة الطباعة الحرارية، وقد وضع عليه ورقة تحمل تصميماً لعيد ميلاد، ستقدمه فتاة اسمها عائشة إلى صديقتها عبير، كتب عليها "أصدقاء للأبد.. عيد سعيد". هذه الهدية اللافتة، جذبت أنظار عدد من متابعي صفحة "مدهش"، التي أنشأها عياش بهدف ترويج منتجاته من الهدايا غير التقليدية، بأشكالها وخاماتها الجديدة، والتي تصنع معاني أكثر قرباً بين الناس، تحمل صورهم، ذكرياتهم، ومواقفهم، وبأسعار رمزية غير باهظة.

تلك الصور والعبارات طُبعَت على مجموعة من الخامات، مثل، الوسادات، كؤوس المشروبات الساخنة، القمصان، الزجاج، وغيره، وذلك بناء على طلب الزبون. إذْ يختار الزبون التصميم المناسب، أو يخبر صاحب العمل بالتصميم الذي يريده، أو بالعبارات المطلوبة.

المصمم عيّاش، الذي درس تكنولوجيا الوسائط المتعددة، يقول لـ"العربي الجديد": "بعد أن أكملت دراستي، لم أجد فرصة عمل، ففكَّرت بعمل مشروعٍ خاص بي. وفي أحد الأيام، رأيت طريقة الطباعة على الكؤوس، أعجبتني الفكرة وقمت باستدانة مبلغ من المال، كي أشتري الآلة الخاصة بالطباعة، والآلة الحراريّة".

ويضيف: "بعد توفير المعدّات البسيطة، قمت بعمل إعلاناتٍ ممولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت صور أعمالي وتصاميمي، التي لاقت إعجاب المتابعين، وشجّعتني على التفكير خارج الصندوق، من أجل إيجاد تصاميم جديدة، لهدايا مختلفة عن الشكل المعتاد”. ويتابع: "حصلت على تصاميم مختلفة عن طريق مواقع مدفوعة الأجر على شبكة الإنترنت، وقمت بشراء آلة حرارية جديدة، لطباعة تصاميم الهدايا على القبّعات، السيراميك، الزجاج، الميداليات، الخواتم، الحديد، الوشاح، وغيرها، ما ساهم في توسيع عملي، وزيادة الإقبال عليها، وحتّى تقليد البعض لأعمالي".

تصاميم الهدايا التي يصنعها فضل تستهدف أصحاب أعياد الميلاد، المتزوّجين، المتخرجين، الحجاج.. إضافة إلى فتح المجال أمام الزبائن لطلب عبارات، أو أفكار يحتاجون إليها، تحمل معاني خاصة بهم.

عدد من الهدايا التي صنعها فضل، حملت معاني لطيفة وطريفة، بناء على طلب بعض الزبائن، كان منها مثلاً، قمصان طبِع عليها عبارات "إنتا معلم" مرفقة بصور طربوش.
ويتابع المصمّم فضل حديثه لـ"العربي الجديد": "تعرّضت لخسارة في بداية مشواري، لكني تداركت ذلك من خلال إصراري على عمل أشياء جديدة، لم يسبقني إليها أحد، وبالفعل نجحت في ذلك، وأطلقت على أعمالي التي أصنعها داخل بيتي اسم "مدهش"، لأنها بالفعل أدهشت زبائني بعد أن حصلوا على خامة جيدة، وطباعة واضحة".

ويضيف: "أحاول الحصول على أفضل الخامات من السوق، كي أخرج بعمل جيد، كي أحافظ على زبائني، وفي الوقت ذاته أراعي الحالة الاقتصاديّة السيّئة، من خلال تخفيض الأسعار، والبيع بأسعار منخفضة، مقارنة بأسعار الهدايا الجاهزة في السوق المحلي".

إقرأ أيضاً:أفلام الموبايل... "مرآة" غزة
دلالات
المساهمون