"مثلّجات المستكة".. نكهة عربيّة من شفاعمرو إلى الجليل

02 يونيو 2015
9 عقود من مثلجات المستكة (العربي الجديد)
+ الخط -
في البلدة القديمة، وسط مدينة شفاعمرو، يعجّ متجر بيع مثلجات شفاعمرو بالنكهات الطيّبة، وأيضاً بالناس، يأتون إليه أطفالاً وشيوخاً، من كلّ مكان في الجليل، ليتذوّقوا مثلجات المستكة الطازجة، بنكهاتها المختلفة، من فانيلا وفستق حلبي وليمون.

بوظة الجدّة

ابتدأت حكاية مصنع المثلجات هذا مع جدّة عائلة زيتون، التي صنعت "بوظة بيتية"، في نهايات ثلاثينات القرن الماضي، تعلّمتها من عامل سوري، كان يعمل في شفاعمرو. أضافت الجدّة لمستها الخاصة، وخصّت المثلجات بخلطة مقدّرة من المستكة والنكهات الثلاث التي لا تزال صامدة إلى اليوم. نالت المثلجات استحسان الكثيرين، وسرعان ما أصبحت حديث البلدة، ثم انتشرت في البلدات المجاورة.

إقرأ أيضاً: حرب الكنافة: هكذا بدأت في بيروت


حتى اليوم، تصنع عائلة زيتون المثلجات وفق الوصفة الأصلية للجدّة، بعدما تحوّلت إلى علامة مشهورة، حملت اسم المدينة، واستغنت للنسيان عن اسمها المحلي "بوظة زيتون".
في حديث مع سهيل زيتون مشيعل، حفيد الجدّة المؤسِّسة، ومدير الإنتاج لمصنع المثلجات، قال: "نحن الجيل الثالث. حتى سنة 1956 كنّا نجهّزها بآلة يدوية، لأنّ الكهرباء لم تكن موجودة في شفاعمرو، ثم استلم المصنع أبي وعمّي، والآن أنا وأبناء عمي نحافظ على الخواص والمذاق نفسه".
درس سهيل هندسة البناء، ولكنه ترك وظيفته ليتفرغ للعمل بالمصنع، وعن جودة منتجه يقول: "نستورد أجود أصناف المستكة الطبيعية من اليونان، ونجلب الحليب طازج يومياً، والفستق الطازج، فالبوظة سهلة الهضم ومفيدة وصحية.. ونحن ننتج سنوياً آلاف الأطنان، ونوزّعها في جميع مناطق الجليل وحيفا والقدس".

هدايا رمضانية

أما جديد المصنع، فهو مثلجات بنكهتي الكنافة والحلاوة، اللتين خرجتا إلى السوق في رمضان الماضي. وإذ لا يعد مصنع مثلجات شفاعمرو بنكهات جديدة لهذا الموسم، إلا أنّه يؤكّد مواصلة تقديم الجودة نفسها، وأن تبقى مثلجاته الهدية الأمثل بين الأقارب والعائلات: "من عاداتنا في شفاعمرو تقديم البوظة كهدية أثناء زيارة العائلة والأصدقاء، تحديداً في شهر رمضان"...
بينما الزبائن المتلهّفون إلى المثلجات الشهيّة يتوافدون، يتحدّث سهيل عن خطّة أسرته: "نطمح أن نكبّر المصنع، ونوزّع منتجنا خارج البلاد، إلى الدول العربية وخارجها أيضاً".
يطلب المحامي علاء رسلان نكهته المفضّلة، وبينما ينتظر طلبه، يخبرنا أنّه يأتي إلى هنا يومياً، وأحياناً يصحب زملاءه في مكتب المحاماة، يجتمعون حول المثلجات ويتبادلون الأحاديث خارج ضغط العمل: "أستعيد طفولتي في نكهة هذه البوظة. لقد كبرت عليها. وهي أفضل مرطب ومحلٍّ للصيف".
وتقول اعتدال زعبي إنها تأتي مع ابنتها وحفيدتها من الناصرة إلى هنا لأجل المثلجات فقط، وأنّ "بوظة شفاعمرو" من التراث الفلسطيني.
كذلك تأتي عفاف بدران من قرية كابول مع ابنتها وزوجها، الذي يقول إنّه حين يأكل مثلجات المستكة هذه يشعر أنه جالس في مدينة عربية ومحيط عربي.

إقرأ أيضاً: "البقية" الأندلسية.. وجبة شهية ذات أصول عربية
المساهمون