"ما هي أوروبا؟ رؤى من آسيا" عنوان المعرض الذي افتتح في "المتحف البريطاني" في لندن في الثالث والعشرين من الشهر الماضي ويتواصل حتى الثاني والعشرين من الشهر المقبل، بتنظيم من صحيفة "أساهي شينبون" اليابانية، مستكشفاً العلاقات الشائكة التي ربطت الشرق الآسيوي بالقارة العجوز منذ بدايات القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن الماضي.
كيف ينظر غير الأوروبيين إلى أوروبا؟ السؤال الذي طرحه منظّمو المعرض من خلال مراجعة شاملة لمعظم المطبوعات والمجلات واللوحات والتماثيل والخرائط والشخصيات الفاعلة في تكوين تلك النظرة في الصين واليابان وجنوب آسيا، في محاولة لتفكيك العديد من الأفكار السائدة في هذا المجال.
هناك لوحتان تصوّران جزر نيكوبار في المحيط الهندي، وهما تشيران إلى مرحلة ساد فيها التنافس بين القوى الاستعمارية الغربية حول طرق التجارة وتصدير البضائع في تلك المنطقة، حيث استعمرتها الدانمرك في عام 1756 وبنوا فيها ميناءً لرسو السفن التي تعبر المحيط ثم باعتها إلى بريطانيا عام 1869، والتي بدروها خصّصتها كمعتقل ضمّ عدداً من المتهمين بتخريب مصالحها في مستعمراتها، وخصعت فترة لاحتلال ياباني خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن تصبح جزءاً من الهند بعد استقلالها عام 1947.
تظهر اللوحتان مجموعة من السلع التي كانت كانت تحمّل على متن السفن الأوروبية آنذاك، وإحدى الشخصيات التي تنتمي إلى الجزيرة وكان لها نفوذها نتيجة تعاونها مع القوات البريطانية، كما تُبرز رموزاً تتصل بمعتقدات سكّانها.
وتُقدّم بعض الأعمال الخزفية والتماثيل نظرة الآسيويين إلى الدين المسيحي بعد توطّن البوذية هناك لآلاف السنين، حيث اعتنق بعض اليابانيين المسيحية بين نهايات القرن السادس عشر ومنتصف القرن التاسع عشر في وقت كانت التعبّد فيها محظوراً من قبل السلطات، فصمّموا عدداً من القطع التي تشير إلى إيمانهم الجديد.
يضمّ المعرض العديد من المقالات ورسوم الكاريكاتير التي صدرت في اليابان، وكانت في مجملها تنتقد سياسة الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، ويسخر بعضها من رئيس الوزراء البريطاني ونسون تشرشل، إلى جانب مطبوعات أقدم نُشرت خلال اندلاع الحرب الروسية اليابانية (1904 – 1905) وتتهكم على الأسطول البحري الروسي واصفة إياه بأنه يضمّ قوارب لا تعرف أهدافها بدقة.
يشتمل أحد الأجنحة على قطع فنية تُظهر التأثير المتبادل بين الفنون في آسيا وأوروبا من خلال عرض نماذج من الأزياء واللوحات والتحف، ويسلطّ الضوء على صناعة الخزف الصيني وتصديره إلى الأسواق الغربية.