فتحت ساحات وشوارع مدينة الصويرة المغربية، أمس، فضاءاتها للدورة الـ19 من مهرجان "كناوة وموسيقى العالم"، حيث تشارك مجموعات موسيقية مغربية وعالمية في جوقة من التمازج الموسيقي تتواصل على مدى أربعة أيام.
ومن باب دكالة انطلقت مسيرة من عروض الفرق الموسيقية استمرت على امتداد شارع الاستقلال، وسط المدينة القديمة، معلنة البدء في حفل افتتاح "كناوة"، الذي أقيم تكريماً للمعلّم غينيا وأحياه نجله المعلّم مختار غينيا، إلى جانب الفنانة المغربية رشيدة طلال، ترافقهما المجموعة السنغالية "دودو نادي روز".
كما يُنتظر أن يتابع جمهور مهرجان "كناوة"، سهرة مزج للموسيقى بين المعلّم كويو وفرقة "جيف بالارتريو" من الولايات المتحدة الأميركية. يليه عرض مزج آخر بين المعلّم كويو وفرقة "سونغوي بلوز" التي خرجت من رحم الحرب الأهلية في تيمبوكتو مالي.
الحفلات تضم أيضاً سهرات موسيقية مختلفة، تعتمد أسلوب المزج الموسيقي بين أشكال من الموسيقى العالمية. فمن المشاركين الأميركي جمال الدين توماكو، الذي اشتهر بأسلوب عزف "الجاز الحر"، ومجموعة "لاس ميكاس" الإسبانية، التي تجمع أربع شابات من برشلونة، ابتكرن شكلاً موسيقياً خاصاً بهن، يمزج بين الفلامينكو الخاص، ورنات الجاز، والموسيقى الكلاسيكية.
تتواصل العروض أيضاً بحفلات مشتركة يحييها الموسيقي حسن حكمون، ابن مراكش، الذي طوّر موسيقى "كناوة" في أميركا، وعازف البيانو راندي ويستون، إلى جانب فراندز من سويسرا، وبليتز ذي أمبسادور، الذي أبدع المزج بين الإيقاعات الأفريقية و"السول" الأميركي، ومواطنه كريستيان سكوت.
ومن بين أبرز محطّات دورة مهرجان "كناوة وموسيقى العالم" لهذا العام، عودة مجموعة "هوبا هوبا سبيرت" لاعتلاء منصات الصويرة، وهي فرقة شبابية يتوقع المنظمون أن تستقطب الآلاف لساحات "مولاي الحسن"، بل ذهبوا إلى حد وصفها بـ"الفرقة المغربية الصادمة"، التي استطاعت أن تمزج الفلكلور المغربي بإيقاعات الروك والهيب هوب، إضافة إلى الفانك.
ترافق هذه المجموعات طيلة سهرات المهرجان مجموعات موسيقية "كناوية" مغربية، أبرزها مجموعة الرائد حميد القصري، والمعلّم عمر حياة والمعلّم حسن بوسو، والمعلّم مصطفى باقبو.
وكما ابتدأ المهرجان بتكريم أحد رواده وصنّاع الفرجة "الكناوية" بين أحضانه لسنوات، سيختتم على وقع تكريم الفنان المغربي الراحل الطيب الصديقي، الذي اختار المنظمون أن يتقدّم حفلات اليوم الأخير جيل من رواد موسيقى المجموعة في المغرب، ومن بينهم عضو مجموعة "ناس الغيوان" عمر السيد، ومؤسس مجموعة "جيل جيلالة" محمد الدرهم، ويرافقهما الفنان نبيل الخالدي، والمعلم باقبو.
وككل دورة، ينتظر أن تحتضن كلّ من "دار لوبان" و"زاوية عيساوة" و"برج باب مراكش"، حفلات خاصة، تحييها فرق موسيقية "كناوية" على وقع الطقوس المرافقة لهذا الفن، ومزج مع بعض المجموعات الموسيقية.