"كتابك حياتك".. مبادرة الحلم بقارئ

هل من الممكن فعلاً تشجيع أحد على القراءة؟ إنها ليست عادة يسهل اكتسابها في وقت متأخّر. القراءة إما أن تكبر معك أو تكبر من دونها، ولا يوجد تفسير واضح لحب القراءة أو العزوف عنها، ولماذا يمكن للصورة التلفزيونية والسينمائية أن تكون أمتع عند غالبية البشر من استثمار ملكة الخيال أو استخدام نعمة التفكير. ربما هو ميل البشر إلى الراحة، ولمن يفكر ويتخيّل نيابة عنهم.

رغم ذلك، كثيرون مازالوا يحاولون، ومنهم من أطلقوا مبادرة "كتابك حياتك" في مقهى "مكان" في عمّان اليوم. ترمي المبادرة، حسب أصحابها، إلى "نشر ثقافة القراءة بطريقة معاصرة". لا نعرف مكان كلمة "معاصرة" من الإعراب هنا، سيما وأن لا جديد في المبادرة سوى توفير الكتب في "مكان"، المقهى الذي افتتح بداية هذا العام في "شارع الرينبو"؛ حيث تتواجد كثير من المقاهي التي تأخذ صبغة "ثقافية شبابية".

عن ذلك يقول مسؤول المقهى معاذ الحجاوي: "يسلك "مكان" أكثر من نمط وطريقة في مخاطبة الشباب. كل من يأتي بفكرة جديدة، يمكنه أن يكون شريكاً معنا فيها. لقد تحوّل المقهى إلى محلّ للمبادرات الاجتماعية أو التطوعية، وفضاء للفعاليات الثقافية، لمن يحتاج إلى ذلك".

من هنا، قوبلت مبادرة سوزان الحنبلي "كتابك حياتك" مع مجموعة من أصدقائها بالترحاب. تتحدّث الحنبلي إلى "العربي الجديد" عن عنوان المبادرة: "لديّ قناعة تامّة أن الكتب غيّرت حياتي، وأحببت أن أوصل هذه التجربة إلى الآخرين، لعلها تصبح جزءاً من حياتهم هم أيضاً".

وعن اختيار "مكان" تقول: "هو فضاء ثقافي وأكثر من مجرّد مقهى. أي شخص يرتاد المكان ولديه فكرة أو فعالية ثقافية جيدة، يصير المقهى مكان التنفيذ".

حصلت "كتابك حياتك" على الكتب، من خلال إعلان تطلب فيه من الناس التبرّع بالكتب التي لا يحتاجونها. كما قامت دور نشر بالمساعدة في توفير بعض الكتب، وأرسلت مكتبة "أزبكية عمّان" مجموعة من الكتب إلى المقهى. أصبح لدى المبادرة خزانة فيها ثمانين كتاباً يعتقد القائمون عليها أن بإمكانها إضافة الكثير، بل وتغيير حياة من يقرؤها.

هذه الكتب متوفّرة للاستعارة، أو لوضع كتاب بدلاً عن كتاب، كما سيكون هناك نادٍ صغير للقراءة وتبادل الأفكار.