"كاسبرسكي" في قلب الصراع الأميركي-الروسي

26 ابريل 2018
تنفي الشركة ارتباطها بالكرملين (سيرغي سافوستيانوف/تاسّ)
+ الخط -
يجري حالياً نقاش حول حظر شركة الأمن الإلكتروني الروسية، "كاسبرسكي لاب"، بصفة نهائية من الولايات المتحدة كلها، إذ تدرس الحكومة الأميركية هذه الخطوة كعقوبة تفرضها ضد الشركة.

وقالت السيناتور الديمقراطية التي قادت الجهود الرامية إلى إزالة البرنامج من أجهزة الكمبيوتر الحكومية، جين شاهين، إن هناك "أدلة دامغة على وجود علاقات وثيقة وتعاون بين (كاسبرسكي لاب) والكرملين، معتبرة أن العقوبات ضد الشركة هي "الخطوة المنطقية التالية"، وفقاً لموقع "سي نيت" التقني.

وقبل أيام، حظرت منصة "تويتر" الشركة من الإعلان عليها، بسبب مزاعم بأن ممارساتها التجارية تتعارض مع سياسات الإعلانات التي تنص عليها المنصة ومخاوف من ارتباطها بأجهزة الاستخبارات الروسية، بعدما كانت قد فرضت حظراً على موقعي "سبوتنيك" و"آر تي" الممولين من الحكومة الروسية.

وانتقد الرئيس التنفيذي في شركة "كاسبرسكي"، يوجين كاسبرسكي، مؤسس "تويتر"، جاك دورسي، مدعياً أن المنصة "تقدم على أفعال رقابية غير مبررة".




وكان مسؤولو أمن أميركيون قد تخوفوا مراراً من التعاون مع الشركة، وحذروا من احتمال استغلالها على يد الحكومة الروسية، خاصة بعدما استولى قراصنة إلكترونيون روس على وثائق سرية من "وكالة الأمن القومي" الأميركية (أن أس إيه)، بعدما قام أحد الموظفين بتخزينها على حاسوبه الشخصي. وطرح المحققون إمكانية اختراق البيانات، عبر استغلال برنامج مكافحة الفيروسات من "كاسبرسكي لاب".

وكانت الحكومة الفيدرالية قد أمرت بإزالة برمجيات "كاسبرسكي" من أجهزة الكمبيوتر الحكومية كافة. ويحقق "مكتب التحقيقات الفيدرالي" (أف بي آي) في وجود "أبواب خلفية" في منتجات "كاسبرسكي" يمكن أن تسمح للمخابرات الروسية بالوصول إلى الحواسيب عبرها، إلا أن الشركة نفت دائماً أي صلة تربطها بالمخابرات الروسية.

هذه الخطوة جاءت بعد اكتشاف جواسيس إسرائيليين كانوا يتجسسون على متسللين  تابعين للحكومة الروسية، أنّهم يستخدمون برمجيات لمكافحة الفيروسات من إنتاج شركة "كاسبرسكي لاب" التي يستخدمها أيضاً 400 مليون شخص على مستوى العالم، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


وأفادت "نيويورك تايمز" أن المسؤولين الإسرائيليين الذين تسللوا إلى شبكة "كاسبرسكي" قبل أكثر من عامين حذروا نظراءهم الأميركيين بعد ذلك من الاختراق الروسي، وأضافت أنه لم يعرف ما الأسرار الأميركية الأخرى التي ربما اكتشفها المتسللون الروس بتحويلهم برمجيات "كاسبرسكي" إلى ما يشبه محرك البحث "غوغل" سعيًا وراء معلومات حساسة.

وقد نفت الشركة لـ "نيويورك تايمز" هذه الاتهامات حينها، مؤكدة أن "كاسبرسكي لاب لم تساعد قط ولن تساعد أي حكومة في العالم في جهودها للتجسس الإلكتروني".

من جهتها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الجواسيس الإسرائيليين اكتشفوا أيضاً في شبكة "كاسبرسكي" وسائل للتسلل لا يمكن أن تأتي إلا من وكالة الأمن القومي الأميركية. وأضافت أن الوكالة توصلت بعد تحقيق إلى أن تلك الأدوات بحوزة الحكومة الروسية.


وقالت سارة كيتسوس المتحدثة باسم الشركة لـ "واشنطن بوست": "كشركة خاصة، لا تقيم (كاسبرسكي لاب) أي علاقات غير لائقة مع أي حكومة بما في ذلك روسيا، والاستنتاج الوحيد فيما يبدو هو أن (كاسبرسكي لاب) وقعت وسط معركة جيوسياسية". وذكرت الصحيفة أن المتحدثة باسم الشركة قالت إنها ليس لديها أي علم بالتسلل الإسرائيلي.

وأمام هذه الاتهامات اضطرت الشركة إلى الخروج ببيان قالت فيه "عندما يتم تحوير المعلومات عن سياقها، يمكن التلاعب بأي شيء لخدمة أجندة معينة". وتابعت: "وقد اعترفت (كاسبرسكي لاب) دائماً بأنها توفّر منتجات وخدمات مناسبة للحكومات في جميع أنحاء العالم، لحماية تلك المنظمات من التهديدات السيبرانية، ولكن ليس لديها أي علاقات غير أخلاقية أو انتماءات لأي حكومة، بما في ذلك روسيا"، في يوليو/تموز الماضي.

كما بادرت الشركة إلى إطلاق مبادرة شفافية، للسماح لأطراف ثالثة مستقلة بمراجعة شيفرة المصدر الخاصة بها وممارساتها التجارية. وتستعد الشركة لإطلاق 3 "مراكز للشفافية" في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، حيث يتمكن الشركاء الموثوقون من الوصول إلى المراجعات كأطراف ثالثة مستقلة. كما ستُشرك أشخاصاً مستقلين في عملياتها التطويرية، وستعمل مع طرف مستقل لتعزيز الضوابط الأمنية، وفق ما أفاد موقع "ذي إنترسبت"، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال يوجين كاسبرسكي: "نريد أن نظهر مدى انفتاحنا وشفافيتنا. ليس لدينا ما نخفيه". وجاءت هذه الخطوة بعد عرض قدمته "كاسبرسكي لاب"، في يوليو/تموز الماضي، للحكومة الأميركية بمراجعة شيفرة المصدر الخاصة بها.


المساهمون