قالت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن انفتاح الإمارات تجاه إيران من المرجح أن ينعكس على علاقاتها مع حلفاء إيران في المنطقة، مشيرة إلى أن الانفصاليين في جنوب اليمن المدعومين من الإمارات، وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المدعومين من إيران، قد يجدون طريقاً للتوصل إلى تفاهمات جديدة تحت رعاية الإمارات وإيران.
وأوضحت مؤسسة كارنيغي، في تحليل صدر اليوم الخميس، أن اقتصاد الإمارات ولا سيما دبي لا يمكن أن يتحمل مواجهة مع إيران، وأن الإماراتيين أدركوا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يواجه إيران أو يحمي الملاحة في مضيق هرمز وسيسعى لبدء محادثات مع طهران، ولذلك جاء انفتاحهم على إيران كخطوة استباقية، مشيرة إلى أن انفتاح الإمارات على إيران يعدّ في المقام الأول رسالة إلى إدارة ترامب التي توترت علاقتها مؤخراً معها بسبب العديد من القضايا، بما في ذلك التقارب الأميركي مع قطر، وفق ما قالت المؤسسة.
وذكرت كارنيغي أن الانفتاح الإمارتي على إيران، يشير إلى تحوّل في السياسة الخارجية الإماراتية الميالة إلى التدخلات في شؤون الدول، وأنه يقوض استراتيجية إدارة ترامب في الشرق الأوسط؛ تحالفاً عربياً إسرائيلياً ضد إيران، ويعقد المساعي الأميركية لتشكيل تحالف بحري خليجي، إضافة إلى أنه يشكل امتحاناً للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن، إذ ستترك الإمارات الرياض إلى جانب البحرين لمواجهة إيران في وسائل إعلامهما، وبدون أي خيارات دون التوصل إلى تسوية مع الحوثيين.
وأوضحت كارنيغي أن طهران قد بعثت، من خلال هجماتها على ناقلات النفط في الخليج، برسالة قوية إلى دول خليجية مفادها أن هذه الدول ستكون أول الخاسرين، إذا لجأت الولايات المتحدة إلى عمل عسكري ضد إيران، مشيرة إلى أن واشنطن ليست في وضع يمكّنها من الضغط على إيران، أو حماية حلفائها في المنطقة.
وتشير كارنيغي إلى أن مخاوف الإمارات الطويلة الأمد من إمكانية أن تصبح هدفاً رئيساً في أي صراع عسكري مع إيران، قد تم تأكيدها من خلال استهداف إيران ناقلات النفط الإماراتية، لافتة إلى أن خفض إيران لقواتها في اليمن يعدّ بادرة حسن نوايا.
وقالت كارنيغي، إن قرار الإمارات تطوير علاقتها مع إيران سيمكّنها من ضمان عدم تشكيل إيران والجماعات المتحالفة معها مخاطر أمنية للمصالح الإماراتية، مشيرة إلى أن الانفتاح سيساعد أيضاً في تأمين ممرات الشحن وصادرات الطاقة والاستثمار الخارجي لدولة الإمارات، ولا سيما في وقت تتزايد فيه التوترات في الخليج العربي.
وحسب كارنيغي، فإن انفتاح الإمارات على إيران يتماشى مع ما تفضّله قيادة إمارات دبي التي لم تكن راضية عن النهج العسكري الذي تتبناه أبوظبي في سياستها الخارجية، إذ تعتبر ذلك خطراً على مصالح الدولة، مشيرة إلى نشوب خلافات في السنوات الأخيرة بين دبي وأبوظبي على طبيعة العلاقة مع إيران، إضافة إلى علاقة ذات صلة، بما فيها حرب اليمن.
وأكدت المؤسسة أنه بينما تنظر أبوظبي إلى معظم هذه القضايا من خلال منظور أمني، فإن إمارة دبي تنظر إلى تلك القضايا من منظور المصالح الاقتصادية.