"فيسبوك" يلغي تجارب برامج ذكاء صناعي طوّرت لغة سرية بينها

 

 

تخلّى "فيسبوك" فجأة عن تجاربه على برامج الذكاء الصناعي عقب ما تبدو دردشة بعضها مع بعض بلغة غريبة لا يفهمها غيرها. ووفق صحيفة "إندبندنت" البريطانية فقد جاء برنامجا التراسل الفوري بتغييرات خاصة بهما لجعل اللغة الإنكليزية أسهل للعمل بالنسبة إليهما، لكنها صارت لغة غامضة بالنسبة للبشر.

وجاءت المحادثة الغريبة بعد وضع الروبوتين في وضعية تفاوض بعضهما مع بعض في مسائل تجارية، من خلال محاولة مبادلة القبعات والكرات والكتب، إذ أُعطيت لكل منها قيمة معينة، لكنهما سرعان ما انهارا كما يبدو وشرعا يتحدثان بعضهما مع بعض بلغة يفهمها كل منهما فقط.

وقد جرى توجيه الروبوتين إلى العمل على كيفية التفاوض فيما بينهما، وتحسين قدراتهما على المقايضة، لكن لم يتم إخبارهما باستخدام الإنكليزية المفهومة، ما يسمح لهما بخلق طريق مختصرة خاصة بهما، وفقاً للباحثين.

والغريب أن المحادثة لم تبدُ مفهومة للبشر، لكنها كانت وفق بعض قواعد الخطاب، فقد كانا يبقيان اسميهما ظاهرين في المحادثة وفق ترتيب معين، وليس بشكل خلل عشوائي فقط.

والأغرب من كل ذلك أن بعض المفاوضات التي أجريت بهذه اللغة الغريبة انتهت بنجاح، ما يعزز فكرة كون الآليين اخترعا نوعاً من الاختصارات اللغوية لتسمح لهما بالحديث بشكل أكثر فعالية.

وقال الباحث الزائر في قسم أبحاث الذكاء الصناعي في "فيسبوك"، دروف باترا: "عندما أقول خمس مرات فهذا يعني خمس نسخ من هذا المنتج، وهي طريقة لا تختلف كثيراً عن كيف تخترع المجتمعات البشرية الاختصارات".

ونفت إدارة "فيسبوك" أن يكون إيقافها البرنامج بسبب خوفها من النتيجة، وبرّرت التوقف بالقول إن الآليين لم يقوما بالمهمة المطلوبة منهما، لكن الخبر كان كافياً لتغذية المخاوف من تطوّر الذكاء الصناعي واحتمالية تهديده وجود البشر.



(العربي الجديد)