"فيسبوك" ملاذ مسؤولي الدولة المحاصرين

06 فبراير 2015
"فيسبوك" آخر منبر للسياسيين اليمنيين؟ (Getty)
+ الخط -
حين اشتد حصار مسلحين من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، على منزل وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية المستقيلة، عبد الرقيب فتح، كتب على حسابه في فيسبوك: "أنا المواطن عبد الرقيب سيف فتح، وزير الادارة المحلية سابقاً، أسكن في منزل في حي محدودي الدخل، وأطالب الجهات المختصة برفع الحصار عني وأسرتي".
وقال فتح على حسابه: "لا توجد بيني وأي أحد عداوات، أو مشاكل، وأعتبر إجراء فرض الإقامة الجبرية عليّ وأسرتي وتقييد حريتنا إجراء مخالف للقانون ولا يستند لأي شرع، وأحمّل المكتب السياسي لأنصار الله كل المسؤولية".
ولم يكن فتح وحده الذي لجأ إلى حسابه في فيسبوك، إذ كتب حسن زيد، وهو وزير الدولة في الحكومة المستقيلة عن حزب الحق الذي تربطه علاقة بجماعة الحوثيين، إن مسلحين حوثيين يحيطون بمنزله، ثم أعقبها بمنشور بأنهم غادروا.
وبدا "فيسبوك" ملاذاً للمسؤولين اليمنيين المحاصرين لإطلاق "نداء استغاثة" لما يحدث لهم، بعد أن تقطعت السبل في الاتصالات التي أجروها مع قيادة الجماعة لفك الحصار.
وشملت قائمة المحاصرين معظم المسؤولين اليمنيين، ابتداءً بالرئيس هادي إلى رئيس الحكومة ووزراء (الدفاع والداخلية والشؤون القانونية، والإدارة المحلية والنقل والخارجية والتخطيط والمغتربين، ورئيس جهاز الأمن القومي ـ الاستخبارات).
لكن هذه النداءات لم تذهب سدى، وتقاطر عشرات من المتضامنين على منازل المسؤولين، فضلاً عن زيارات نظمها ناشطون وصحافيون وشبان في احتجاجات مناوئة لجماعة الحوثيين، ورفعت شعارات مطالبة بفك الحصار وسحب الميليشيات المسلحة إلى خارج المدن. ويقول الحوثيون إن نشر لجانهم المسلحة حول منازل المسؤولين لغرض "حمايتهم"، والحفاظ على ممتلكاتهم، "ولن يمسوا أحداً بسوء".
وكتبت وزيرة الثقافة، أروى عثمان، على حسابها، جملة من التضامنات مع الشبان المتظاهرين، ومدير مكتب الرئاسة أحمد بن مبارك الذي تعرض للخطف في السابع عشر من يناير/ كانون الثاني الفائت، وأطلق سراحه بعد عشرة أيام.
واستطاعت زيارات نظمها الناشطون لمنازل المسؤولين، بينهم رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح، ووزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح، ووزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، فك العزلة، مع استمرار حصار منازلهم.
ونشر الناشطون على صفحاتهم صوراً للزيارات، وقالت سارة عبد الله حسن، على هامش زيارتها وآخرين لمنزل بحاح والصبيحي: "رغم أنهما تحت الاقامة الجبرية، إلا أن معنوياتهم عالية جداً".
وقال مجدي بازياد، وهو أحد الناشطين الذين دشنوا حملة تحت وسمي #ضد_الإقامة_الجبرية، و#كلنا_خالد_بحاح، إن الحملة جاءت في ظل ما تشهده الساحة اليمنية من أحداث دامية ومتسارعة، من خلال حركة الاقتحامات والحصار الذي تقوم به ميليشيا الحوثيين.
وقال لـ"العربي الجديد"، في ظل "هذه التطورات التي فرضتها القوى الانقلابية وأدت إلى تقديم حكومة بحاح استقالتها، دورنا يحتّم علينا التضامن الكامل ضد إجراءات الإقامة الجبرية وما يرافقها من أساليب قمع وإرهاب بكل أشكاله ضد المتظاهرين والصحافيين وحتى المسؤولين". وأضاف: "نأمل أن يكون للحملة تأثير بعد أن أطلقها الكثير من الناشطين على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لتعريف الناس بممارسات هذه الجماعة التي جعلت السلاح شعاراً لفرض آرائها".
المساهمون