غالباً ما تحتكم اهتمامات صالات العرض الغربية بالفن العربي إلى توجّهات تربطه بقضايا سياسية أو ظواهر اجتماعية أو تحوّلات فكرية وثقافية، ضمن قراءة السياقات والخلفيات التي أنتجت هذه التعبيرات الفنية.
لعل ذلك، ينطبق بشكل ما، على معرض "فنانون مغاربة شباب"، الذي افتتح في السادس عشر من الشهر الماضي في فضاء" سولغر بويل" في لندن، ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، ويضمّ أعمالاً لستّة فنانين من المغرب هم: اليسع، ونفيع بن قريش، ونسرين خِيلتنت، ومحمد سعيد شاعر، ورشيد أوهني، ومديحة الصباني، وسينتقل بعدها إلى مدن أوروبية أخرى.
بحسب بيان المنظّمين، يهدف المعرض إلى "البرهنة على أن هؤلاء الفنانين طاقات شابة يمكنها، باستقلالية، أن تكون حاضرة في الساحة الدولية، وأن تعمل على التعريف بالثقافة المغربية والفن المعاصر المغربي".
ويقدّم الفنانون تجاربهم في صالة عرض متخصّصة بالفن الأفريقي، حيث اختير عمل واحد لكلّ فنان يختلف في طابعه الفني وأسلوبه وتقنيته، من أجل إظهار أن تنوّع الفن المغربي المعاصر، وستكون وجهة المعرض الثانية هي مدينة كولون بألمانيا في أيلول/ سبتمبر المقبل.
تخرّج اليسع (1990) من "المعهد الوطني للفنون الجميلة" في تطوان، ويقدّم أعماله تحت عنوان "ذكريات مقدسة"، كنافذة من الحنين إلى فترة عاشها مع جدته، ويشبه عمله المعروض خزانة مغلقة على شكل كتاب تحتوي أوعية تحيل إلى الذاكرة.
ودرس بن قريش (1988) في معهد تطوان أيضاً، ويتناول في أعماله موضوعات تتعلّق ببيئته الريفية، وخاصة تربية الدجاج، في محاولة لفهم العلاقة التي تنشأ بين الإنسان وهذا الطير، مع تنويعات أخرى على هذه الثيمة وربط الدجاجة التي تظهر بلا أجنحة أو مقطوعة الرأس بالنزعة الاستهلاكية المهيمنة.
من جهتها، تهتم الفنانة البلجيكية المغربية خِيلتنت (1991) بأعمال الفيديو والأداء ضمن نسق من الدراما الواقعية التي ترتبط بالمكان، بينما يعبّر شاعر (1989) عن انهيار شامل للعالم المهووس بالبزنس والاستهلاك، ويتناول أوهني (1983) تأثير الحياة المعاصرة على طريقتنا في التواصل البشري.
أما الصباني (1991)، التي شاركت في تنظيم المعرض، فتهتمّ بمفاهيم السلطة والتسلسل الهرمي في تمثيلها من خلال التركيز على الملابس.