"غاليري ضي": أجيال عدّة في فضاء واحد

29 يوليو 2020
(عمر النجدي، من المعرض)
+ الخط -

تعود معظم صالات العرض الفنية في مصر لتنظيم أنشطتها بعد طول انقطاع سبّبه تفشي فيروس "كوفيد - 19"، الذي تجاوزت الإصابات به تسعين ألف بحسب أرقام وزارة الصحة المصرية، مع تركيز العديد من هذه الصالات على معارض تحاكي الجائحة.

افتتح أول أمس الإثنين معرض "مقتنيات غاليري ضي" في مقر الغاليري بالقاهرة، والذي يتواصل حتى نهاية الشهر المقبل، ويضمّ أعمالاً لفنانين مصريين من أجيال متعدّدة وتجارب متنوّعة، منهم عبد المنعم مطاوع، ومصطفى مشعل، وجيهان سليمان، وعز الدين نجيب، ومحسن حمزة، وعمر النجدي، ومحمود أبو المجد، وصلاح عناني، ومحمد عبلة، وآدم حنين.

تناول مطاوع (1935 - 1980) في أعماله مفردات من البيئة المصرية خاصة الطير الذي كان يتكرّر في أكثر من عمل ضمن دلالات متعدّدة تتراوح بين الحرية والسلام، إضافة إلى بورتريهاته الذي وثّق فيها معظم من يعرفهم وعاش بينهم.

واهتمّ مشعل (1944 - 2010) باللون كعنصر أساسي في لوحته، متناولاً موضوعات تخصّ القرية المصرية، عبر تسجيل نمط الحياة والشخصيات العادية التي تسكنها، في إطار توظيفه للأسطورة والعديد من الرموز الشعبية، ثم بدأ يميل إلى تكثيف الرمز، قبل أن ينتقل إلى تجريدية تقترب من التعبيرية والانطباعية، وتحتفظ بالتكوينات ذاتها التي ظلّ يشتغل عليها.

الصورة
(جيهان سليمان، من المعرض)
(جيهان سليمان، من المعرض)

أما حنين (1929 - 2020) الذي رحل في أيار/ مايو الماضي، فقدّم منحوتات مستلهمة من مواضيع الحضارة المصرية القديمة مستخدماً مواد تقليدية، وهيمنت عليها نزعة التجريد في أعمال ذات أحجام كبيرة تتسم بدينامية الحركة وتقارب مفاهيم فلسفية.

وتذهب أعمال عبلة (1953) النحتية إلى تجسيد حيوانات أليفة كالحصان تغلب عيلها روح وحشية وفطرية، حيث تظهر كقطع خردة بلا زوايا ولا خطوط مستقيمة، بل مجرّد كتل متعرّجة وتجريدية وتقريبية.

وترصد جيهان سليمان (1966) مشاهد من الواقع المصري في أسلوب فوتوغرافي يركّز على تفاصيل يومية عادية، بينما يقدّم نجيب (1940) واقعية تمتزج بالسوريالية في رسم المناظر الطبيعية والعناصر البشرية في لوحات مثل "الخبيز" و"صعود السلالم" و"العرائس الحالمات بعرائس طائرة".

في آخر تجارب حمزة (1950)، يتبنّى أسلوباً ارتجالياً في التلوين بالطباشير في محاولة لتناول ثنائية الحلم واليقظة، ويعالج النجدي (1931 - 2019) مواضيع متعدّدة في رسم البيئة المصرية، وخصوصاً المرأة في الريف بألوانها وعالمها الزراعي، بخطوط تعبيرية قوية وألوان متعددة، إضافة إلى جدارياته التي تصوّر الجموع والحياة والفوضى.

وتتنوّع تجربة أبو المجد (1930 - 2004) بين التصوير والرسم والنحت والغرافيك وتنزع معظم أعماله نحو الرمزية في تجسيد صراع الإنسان وعذاباته، بينما يتناول عناني (1955) عوالم مثل المولد وطقوس قراءة الفنجان بين السيدات والألعاب الشعبية على نحو فانتازي.
 

المساهمون