"غازبروم" المعارِضة

20 سبتمبر 2014
(فرانس برس)
+ الخط -
اختلاف حقيقي في تركيبة السلطة الروسية أم لعبة ديمقراطية على الطريقة الشمولية؟ تظاهرة للمعارضة يتم التحضير لها، بدعوة من شخصيات ذات شأن. لكن ذلك يتم في بيت السلطة، وعلى خلفية غياب الأحزاب المعارضة الفاعلة، ليس عن التظاهرة إنما غيابها في الواقع، والتحاق جزء من أنصارها بحزب السلطة وجبهة أحزابه الرديفة. الدافع إلى الحديث، نص بيان "مسيرة سلام عموم روسيا" التي ستنطلق في 21 سبتمبر/أيلول الحالي، من ساحة "بوشكين" في موسكو.

كان يمكن للخبر أن يكون عاديا لولا أمرين: أولهما، نص البيان الحاد الذي يتهم السلطة الروسية بالفاشية والإجرام؛ وثانيهما، دور إذاعة "صدى موسكو" التي تمولها شركة "غازبروم" في جمع التواقيع على البيان والدعوة إلى التظاهر. فكيف يمكن فهم ذلك؟ لنتوقف أولاً عند مقدمة البيان، من دون المطالب التي تليه. ففي المقدمة، جاء: "نحن مواطنو روسيا الوطنيون ومع تقديرنا لتعزيز القيم الديمقراطية في دستور بلادنا، نرى تلك السياسة العدوانية التي تنتهجها قيادة البلاد السياسة بحق دولة جارة ذات سيادة غير مقبولة بل قاتلة لبلادنا وشعبها.

ولم يكن هذا العدوان إلا نتيجة لانتخابات 2011-2012 غير النزيهة وغير الحرة، والتي ركّز فيها بوتين وحاشيته في أيديهم سلطات عظيمة غير خاضعة للرقابة، سواء التنفيذي منها أم التشريعي ــ القضائي.. في روسيا يتشكل نظام من نمط فاشي، جميع الدلائل تشير إلى أنه أشبه بنظام موسوليني وفرانكو". وفي محاولة الفهم، يمكن العودة إلى ما يشاع عن عدم تجانس في تركيبة السلطة الروسية، وعن نزوعات مدفيديف الليبرالية مقابل نزوعات بوتين القومية، لكن هنا بالذات يجدر تذكر محاولة الكرملين إعادة إحياء أحزاب اليمين الليبرالية بعد أن فشلت في تجاوز عتبة البرلمان، انتخابات تلو الأخرى. وبصرف النظر عما يمكن أن يقال في الليبرالية الاقتصادية الروسية، فمن الواضح أن سيد الكرملين لا يطيق وجهها السياسي. أم أنّ تزايد ضغوطات الغرب على موسكو اضطرت بوتين إلى قبول المكروه؟ وإلا فكيف لشركة "غاز بروم" الحكومية الاحتكارية أن تدعم الليبرالية ومظاهرتها المضادة للكرملين؟
المساهمون