"ذا غارديان": خلاف الملك السعودي وابنه يتصاعد ومقربون حذروه من سيناريو "العزل"

05 مارس 2019
لم يستقبل بن سلمان الملك لدى عودته من مصر(Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، معلومات نقلتها عن مصدر وصفته بالخاص، تتحدث عن وجود إشارات متصاعدة تؤكد أن خلافاً مهدِّداً للاستقرار يكبر بين الملك السعودي سلمان بن العزيز، وولي عهده، ابنه، محمد بن سلمان، على خلفية أزمات وملفات كثيرة، آخرها تحذير وصل إلى الملك بأن "ابنه يحضّر لعزله"، بحسب المصدر.

ومن المعروف، بحسب الصحيفة، أن سلمان وولي عهده اختلفا خلال الأسابيع الماضية حول عدد من السياسات المهمة التي انتهجتها المملكة، منها الحرب التي تشنها على اليمن. واتّسع الخلاف بينهما أكثر منذ جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على يد فريق اغتيال خاص، وبأسلوب وحشي، قالت "سي آي إيه" الأميركية إن بن سلمان هو من أمر بتنفيذها.

ولكن بحسب "ذا غارديان"، فإن التوتر والخلافات بين الملك السعودي وابنه تصاعدت بشكل دراماتيكي نهاية فبراير/شباط الماضي، عندما زار سلمان مصر وتمّ تحذيره هناك من قبل مستشاريه من وجود خطر بقيام ابنه بانقلاب عليه، وذلك بحسب ما تحدث المصدر بشكل مفصل.

وأوضح المصدر أن المحيطين بالملك سلمان كانوا قلقين للغاية من إمكانية تعرض حكمه إلى خطر، لدرجة أنهم أرسلوا فريقاً أمنياً جديداً مؤلفاً من 30 موالياً اختيروا بدقة من وزارة الداخلية إلى مصر لحماية الملك، واستبدل بهم الفريق الذي كان مرسلاً أساساً.

وقالت الصحيفة البريطانية إن هذا التحرك جاء كجزء من رد سريع، وعكس خشية من أن بعض عناصر الفريق الذي كلف بحماية الملك في مصر قد يكونون موالين لولي العهد. كما قام مستشارو الملك بإعفاء فريق الأمن المصري المحيط بالملك سلمان، بحسب المصدر.

وكشف المصدر أن التوتر في العلاقة بين الملك السعودي وابنه بدا لافتاً بعد غياب محمد بن سلمان من مراسم استقبال الملك لدى عودته من مصر، وهو ما أكده منشور إعلامي رسمي.

وفي غياب والده لحضور القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، أصدر محمد بن سلمان أوامر وصفت بـ"الملكية"، باسمه، ومذيلة بتوقيعه، تأمر بتعيين شقيقه خالد بن سلمان نائباً لوزير الدفاع بمرتبة وزير، وتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للمملكة لدى واشنطن بمرتبة وزير. وكرس تعيين خالد مركزية الحكم في السعودية بيد فرع واحد من عائلة آل سعود.

ورغم أن هذه التعيينات تمّ تدوال احتمال إقرارها عبر وسائل إعلام منذ فترة، إلا أن المصدر أكد أن الإعلان عنها حصل من دون علم الملك، الذي أغضبه خصوصاً تعيين خالد بموقع رفيع يعتبر سلمان أنه لا يزال مبكراً عليه.

وتمّ إقرار التعيينات باسم "نائب الملك"، فيما قال خبراء للصحيفة إن هذا المنصب لم يجر استخدامه في السعودية بهذه الطريقة منذ عقود.

وعلمت "ذا غارديان"، بحسب تقريرها الذي نشرته اليوم، أن الملك وفريقه علموا بالتعيينات من خلال وسائل الإعلام.


إلى ذلك، قال مصدر مطلع إن محمد بن سلمان أغضب كثيرين الأسبوع الماضي عندما صعد على سطح الكعبة، واشتكى رجال دين إلى الملك حول ذلك، معتبرين خطوة ولي العهد غير مناسبة.

ولفت المصدر إلى أن الملك السعودي وابنه اختلفا مؤخراً حول جملة من المسائل، من بينها ملف السجناء في اليمن، وموقف السعودية من احتجاجات السودان والجزائر.

وتعليقاً على ذلك، قال بروس ريدل، الخبير في الشأن السعودي في معهد بروكينغز، إن "هناك إشارات مهمة بوجود أمر غريب يجري في القصر الملكي... العائلة الملكية ستراقب عن كثب ماذا يعني ذلك".