"الكولونيالية الصهيونية في الممارسة: حالة فلسطين"، هو ملف العدد الثامن من الدورية المحكّمة "عُمران" للعلوم الاجتماعية والإنسانية، التي يصدرها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" ويرأس تحريرها المفكّر العربي عزمي بشارة.
تسعى "عمران" من خلال هذا الملف إلى تقديم مساهمة أكاديمية في كشف السياسات الاستعمارية الصهيونية وأثرها على المجتمع الفلسطيني ومكوّناته، عبر مساهمات قدّمتها مجموعة من الأكاديميين والباحثين، تفكّك الأيديولوجية الصهيونية وتمظهراتها الاقتصادية والاجتماعية في حياة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
ومن أبزر هذه المساهمات: "الصهيونية والاستعمار" لعالِم الاجتماع الفلسطيني إيليا زريق، و"الديموغرافيا والصراعات في سياق إسرائيل/ فلسطين" للباحث الفلسطيني يوسف كرباج؛ إلى جانب دراسة لافتة للباحث الفلسطيني توفيق حدّاد تحت عنوان"الاقتصاد السياسي في تحليل الحركة الفلسطينية".
من جهته، ناقش المؤرخ إيلان بابيه قضية "النضال السياسي والأكاديميا"، بينما ختمت الملف دراسة للباحثة ساحرة بليبلة بعنوان "اختراق الجدران: الحرب غير المرئية".
ونقرأ أيضاً في العدد الجديد من "عمران" دراستين لافتتين: الأولى للباحث المغربي هشام خبّاش بعنوان "لماذا نحن كثيرو الاهتمام بما يفكر به الآخرون؟"، والثانية للباحث التونسي عادل بلرحومة بعنوان "في تشكل الفرد والفردانية في المجتمع التونسي".
كما يشتمل العدد على دراسات متنوّعة وقراءات في كتب حديثة في مجالات المعرفة والحراك الاجتماعيين. وفي هذا السياق، كتب وليد نويهض عن بعض إصدارات "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" التي تتناول الانتفاضات العربية؛ وراجع يحيى بن الوليد كتاب "مئة عام من الأنثروبولوجيا في المغرب" لحسن رشيق.
وقرأ الباحث زياد منى كتاب "سجلات السلب وأملاك اللاجئين الفلسطينيين" لمايكل فيشباخ. وتوقف الباحث نيروز ساتيك عند مجموعة من الإصدارات هي: "المهمشون في صعيد مصر" لآمال طنطاوي؛ و"البركان: قصة انطلاق المقاومة العراقية" لوليد الزبيدي؛ و"إشكالية الدولة والطائفة والمنهج في كتابات تاريخية لبنانية" لوجيه كوثراني.
وفي العدد أيضاً تقريرٌ عن "المؤتمر السنوي الثالث للعلوم الاجتماعية والإنسانية" الذي نظمه "المركز العربي" في تونس خلال الفترة 20-22 آذار/ مارس 2014، إلى جانب أعمال فنية مفاهيمية للفنّانة الفلسطينية رنا بشارة.
ويذكر أن عدد "عُمران" الأول صدر في صيف 2012، حيث ولدت المجلّة من أسئلة وإشكاليات المأزق المنهجيّ والوظيفيّ الذي تواجهه العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة العربيّة في مواجهة التغيّرات الاجتماعيّة الكبرى الجارية في الوطن العربيّ.
تطمح "عُمران" (التي يستوحي اسمها مفهوم "العمران" الخلدونيّ) إلى مقاربة اختصاصات ومناهج العلوم الاجتماعيّة كوحدةٍ متكاملةٍ فيما هو قريب من "المنهج التكاملي" و"المركّب"، العابر للاختصاصات مثل علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والتاريخ، والتاريخ الاجتماعي وما يندرج في إطار علم السياسة والاقتصاد السياسي والسكّان والبيئة والتنمية.